+ -

تسارع الجزائر، دبلوماسيا، إلى إبطال مفعول حرب وشيكة، على حدودها الشرقية، في ظل تنامي احتمالات التدخل العسكري في ليبيا، بمسمى مطاردة تنظيم داعش الإرهابي. واتفقت الجزائر مع تونس على بحث، في القريب العاجل، الطرق الممكنة للدفع بالحل السلمي، وتجاوز منطق الحرب في ليبيا، بمناسبة زيارة وزير الخارجية التونسي إلى الجزائر، بينما، على الأرض، أعلن الجيش الجزائري حالة استنفار قصوى. وترتب اجتماعات أمنية على أعلى مستوى لبحث تأثير الحرب في ليبيا على الجزائر، ومنها احتمال هجرة موجات لاجئين ليبيين نحو الجزائر، بينما تعتبر سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أن هيئتها تترقب ذلك وتجهز نفسها في حال وقوع حرب في ليبيا، صارت قاب قوسين أو أدنى.بعد تنامي احتمالات التدخل العسكري في ليبياالجيش يجهّز لحرب وشيكةاستنفرت قيادة الجيش الوطني الشعبي ثلاثة فروع في الجيش وفرعين في أجهزة الأمن، بسبب تزايد احتمالات تدخل عسكري جوي من دول غربية، ضد تنظيم الدولة في ليبيا. وقال مصدر أمني رفيع إن الرئيس بوتفليقة التقى قيادات عسكرية وأمنية في الأسبوع الأول من شهر فيفري، وناقش الاجتماع تأثيرات الحرب الجديدة المتوقعة في ليبيا على الأمن الوطني.وشهدت الأيام الأولى من شهر فيفري حدثين، على قدر كبير من الأهمية: الأول هو استدعاء الرئيس بوتفليقة لقيادات الفروع الرئيسية للقوات المسلحة وجهازي المخابرات في الجزائر، في إطار اجتماع أمني رفيع المستوى، ناقش تأثيرات الحرب الجديدة في ليبيا على الأمن الوطني، واتخذ سلسلة من الإجراءات، أهمها رفع الجاهزية القتالية وحالة الاستنفار وسط قوات الدفاع الجوي عن الإقليم والقوات الجوية، وكل القوات البرية الموجودة على حدود تونس وليبيا والنيجر ومالي، تكثيف إجراءات الأمن حول عشرات المواقع الحيوية في البلاد، بسبب مخاوف من وقوع هجمات إرهابية. أما الحدث الثاني هو الزيارة الميدانية التي قادت الفريق أول، أحمد ڤايد صالح، إلى الناحيتين العسكريتين الرابعة في ورڤلة والخامسة في قسنطينة، وهما الناحيتان العسكريتان المعنيتان بشكل مباشر بالحدود البرية مع تونس ومع ليبيا، وقال ذات المصدر إن الفريق أعطى تعليمات مشددة تتعلق بالتعامل بكل حزم وجدية مع أي تهديد للأمن الوطني يأتي من وراء الحدود.  الاستنفار العسكري والأمني جاء بعد تزايد احتمالات تدخل عسكري غربي في ليبيا، بل إن التدخل بات وشيكا، حسب مراجع أمنية جزائرية، وقال مصدر أمني لـ”الخبر”، أمس، “إن العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة في ليبيا، بدأت بالفعل قبل أيام من خلال تكثيف عمليات الاستطلاع الجوي لطائرات دول غربية وطائرات مصرية فوق ليبيا”، ومن المعروف أن الاستطلاع هو عمل عسكري، مصدرنا أضاف “إن أجهزة الأمن الجزائرية تعلم أن طائرات تابعة لـثلاث دول غربية، منها دولتان في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى طائرات من دولتين عربيتين، هما مصر والإمارات العربية، تحلق فوق مناطق في ليبيا. أما التهديد الذي تتعرض له الجزائر بسبب حرب ليبيا الجديدة، فيتعلق بتزايد احتمالات وقوع هجمات إرهابية نوعية وكبيرة يشنها التنظيم ضد أهداف غربية في الجزائر، والشكوك لدى الأجهزة الأمنية الجزائرية والأجنبية حول امتلاك التنظيم طائرات تدريب أو طائرات حربية ليبية قديمة، وامتلاكه وقود صواريخ باليستية والمئات من الصواريخ الصغيرة أرض ـ أرض، وقدرته على تصنيع أسلحة غير تقليدية، سموم كيميائية، حيث أشارت تقارير، مصدرها الحكومة السورية، في السابق، إلى أن التنظيم صنع غاز السارين السام واستعمله ضد الجيش السوري، كما تتحدث تقارير من ليبيا عن سعي تنظيم الدولة لصناعة غازات سامة وتخزينها، يضاف إلى كل هذا التأثيرات الإنسانية للحرب المحتملة، حيث تتوقع أجهزة الأمن نزوح مواطنين ليبيين إلى الجزائر.              

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات