"جاهزون للتكفل بالفارين من الحرب في ليبيا"

+ -

أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، أن الجزائر مستعدة لاستقبال موجات محتملة لللاجئين، قد تدفعهم ظروف الحرب في بلادهم إلى العبور إلى بلادنا، بمن في ذلك اللاجئون الليبيون، حيث تتداول معلومات عن استعداد العشرات منهم لمغادرة بلادهم على خلفية المخاوف من الشروع في حملة عسكرية ضد التنظيم الإرهابي المسمى “داعش” في ليبيا.وأكدت بن حبيلس في تصريح لـ«الخبر”، أمس، أن “مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري لن تدخر أي جهد لتقديم المساعدة لأي شخص يلجأ إلى الجزائر بسبب الظروف القاهرة في بلاده، سواء اللاجئون الأفارقة أو العرب مثل السوريين أو الليبيين”. وأوضحت أن الهلال الأحمر جاهز تماما للتعامل مع مثل هذه الأوضاع. وتحدثت بن حبيلس حول هذا الملف على خلفية الحديث عن استعداد ولايات الجنوب الشرقي، المحاذية للحدود مع ليبيا، لإعداد خطة عمل على مستوى المعابر الحدودية المعروفة، استعدادا لتبعات أي تدخل عسكري في ليبيا، والذي قد يعرف توافدا كبيرا للاجئين. وأشارت مصادر “الخبر” إلى استعداد لجان ولائية بالتعاون مع الهلال الأحمر الجزائري لاستقبال قوافل اللاجئين، خصوصا أن الأوضاع في حال اندلاع حرب في ليبيا تختلف عما كانت عليه أثناء ما عرف بثورة فبراير للإطاحة بنظام معمر القذافي.وتضم اللجان الولائية التي يشرف عليها ولاة كل من إليزي وتمنراست، وهي مناطق متاخمة لليبيا، بالإضافة إلى ولاية الوادي القريبة منها، إطارات من الولاية والهلال الأحمر الجزائري، تحت إشراف الوالي مباشرة، بالإضافة إلى ممثلي حرس الحدود التابعين لوزارة الدفاع الوطني، وكذا فرق الدرك الوطني المتخصصة إقليميا. وتدخل هذه التحضيرات في إطار الاستعداد لتدفق آلاف النازحين من ليبيا، وسط حديث عن وجود تحضير غربي لتدخل عسكري في ليبيا ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.وقد استقبلت تونس عشرات اللاجئين الليبيين خلال اندلاع الأحداث عام 2011، غير أن طريقة الاستقبال خلقت مشاكل أمنية واقتصادية لتونس التي شهدت بدورها لااستقرارًا أمنيًا، خلال الأشهر الأولى لسقوط نظام زين العابدين بن علي، وهو ما جعل السلطات التونسية تتخوّف من تكرار هذه التجربة مرة أخرى وتدعو المجتمع الدولي إلى عدم اتخاذ قرار التدخل العسكري. وقد أسندت الحكومة ملف التكفل بالمهاجرين السريين وكذا اللاجئين لهيئة الهلال الأحمر الجزائري، بسبب حساسية هذا الملف، ويتكفل الهلال الأحمر بنحو 20 ألف لاجئ ومهاجر سري يقيمون في مناطق بأقصى الجنوب وبعض المدن الجزائرية بالشمال. ومن المتوقع أن يتعدى عدد المهاجرين السريين واللاجئين القادمين من دول إفريقية، 50 ألف لاجئ، سيكلفون الخزينة العمومية ما لا يقل عن 100 مليون دولار، وستضاف الإجراءات التي ستتخذ في حدود جنوب شرقي الوطن إلى تلك التي اتخذتها وشرعت وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني وقيادات الدرك الجهوية في تمنراست وورڤلة وبشار، في التحضير لاستقبال موجات نزوح جديدة لمهاجرين سريين من الدول الإفريقية في الأشهر القادمة، رغم إجراءات ترحيل المئات منهم إلى بلدانهم. وتتوقع مصالح الأمن المعنية بمكافحة الهجرة السرية، أن تشهد الجزائر حملة هجرة سرية كبيرة في السنوات القادمة، بعد إغلاق ليبيا منافذها أمام العمال القادمين من الدول الإفريقية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات