تلاميذ يتنقلون بـ"الأوتوسطوب"والدواب في باتنة

+ -

“الأوتوسطوب” أو التنقل مشيا أو على الدواب، هو الحل الوحيد لمئات التلاميذ القاطنين بالمناطق الريفية  من أجل التنقل بين البيت والمدرسة، وهذا بسبب غياب شبه تام للنقل المدرسي،  وإن وجد فلا يكفي للعدد الهائل من التلاميذ الرّاغبين في مواصلة الدراسة.   هي مأساة تلك التي يعيشها تلاميذ عديد المناطق النائية والريفية البعيدة عن مقرات ومراكز البلديات الجنوبية والغربية على مستوى ولاية باتنة، منها من  رافقتهم “الخبر”، خلال معاناة البحث عن وسائل نقل عبر الطرقات الوطنية منها والولائية وحتى المسالك الوعرة والمليئة بالأوحال والبرك المائية شتاء والجافة المصاحبة للغبار صيفا، حيث يترجى العديد منهم أصحاب المركبات المارين ليقلّوهم إلى أقرب طريق يؤدي إلى مساكنهم، أو التنقل بالحمير للتقليل من المسافة الفاصلة بين مقر سكناهم والطريق العام المؤدي إلى مؤسساتهم، في ظل غياب حافلات النقل المدرسي، ورمي المنشفة من طرف مختلف الجهات بعدم تحملهم مسؤولية ذلك.وضعية صعبة تلك التي يعيشها تلاميذ مناطق أولاد راجي بالجزار، الشبيلات ببريكة، قوطة أو الواد الصغير ببيطام، وبعض مشاتي كل من بومقر وسفيان، إضافة إلى كل من قوشبي وجار زقارة بأولاد سي سليمان، وتلاميذ مشاتي عزيل عبد القادر، خاصة أبناء القرى المتمدرسين بمتوسطة أولاد دراجي، الواقعة أقصى الولاية والمتاخمة لولاية المسيلة وأولاد عمار وغيرها، حيث أن الكثير من التلاميذ على مستواها يكابدون اﻷمرين خلال تنقلاتهم من وإلى المؤسسات التعليمية، في ظل ظروف أقل ما يقال عنها إنها جد صعبة. وصرح أحد اﻷولياء لـ”الخبر”، بأن هناك من يقطع الوديان وأماكن يعجز عن قطعها الكبار من أجل طلب العلم، على غرار تلاميذ  قرى “أولاد دراجي” بعزيل وأخرى بالجزار، حيث يُضطر هؤلاء إلى قطع وديان وسط تخوفات بإصابتهم بعضات الكلاب المسعورة أو الذئاب الهائمة بمثل هذه اﻷمكنة المعزولة عن المناطق اﻵهلة، ناهيك على الذعر الذي يصيبهم رفقة أولياءهم كلما تعرضوا لاعتداءات من غرباء، وعجز أولياءهم على توفير وسائل نقل بسبب الفقر والعوز الذي يعيشونه.بالموازاة مع ذلك وحتى إذا توفر النقل المدرسي، فإنه لا يكفي كي يقل الأعداد الكثيرة من التلاميذ، خاصة وأن هناك بعض المصالح البلدية توفر حافلات للإناث دون الذكور! ومن جانب آخر، فإن الاكتظاظ ساهم في الدفع ببعض التلاميذ إلى السير على أقدامهم لمسافات تتراوح ما بين 05 إلى 20 كيلومترا، ناهيك على الإصابات في صفوف التلاميذ بسبب ذلك وأثناء تدافعهم للحصول على مكان في الحافلة، آخرها سقوط تلميذة بالجزار بحر الأسبوع الفارط ونقلها للعيادة للعلاج في وقت تشتكي فيه بعض البلديات من قدم واهتراء الحافلات وإصابتها بأعطاب دائمة، مطالبين بدورهم بتزويدهم ودعمهم لاقتناء تسهيلات لتنقل التلاميذ من أبناء المناطق الريفية والنائية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: