+ -

يتميز الدين الإسلامي الحنيف بمرونة تحببه إلى النفوس البشرية العاقلة، وإذا كانت بعض فترات من التاريخ كفترات عالمنا المعاصر نسب الإسلام فيها ظلمًا إلى الجمود والتخلف والانحطاط، فإن ذلك لم يكن للإسلام ذنب فيه، وإنما الذنب في اختلاف أبنائه طوائف وشيعًا. فالذنب إذا كان ذنب المسلمين الذين جمدوا وتحجروا، فالتصقت التهمة بالإسلام دون الجامدين من أبناء الإسلام.كيف يكون هذا الدين القيم جامدًا وهو الصالح لكل زمان ومكان؟ وآية ذلك أنه يعترف بالعقل السليم ويقدسه، وهو في ذلك الوحيد بين الأديان جميعًا. ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدًى ويرده عن ردى، وما تم إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله”. وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: ”لكل شيء دعامة، ودعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادته، أمَا سمعتم قول الفجار في النار: {لَوْ كُنا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنا فِي أَصْحَابِ السعِيرِ}. وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: ”أول ما خلق الله العقل فقال له: أقبِل فأقبَل، ثم قال له: أدبِر فأدْبَر”، ثم قال له عز وجل: ”وعزتي وجلالي ما خلقتُ خَلقًا أكرم علي منك، بك آخذ وبك أعطي وبك أثيب وبك أعاقب”.والعقل المقصود هنا هو عقل الإنسان بطبيعة الحال، ومن هنا كان الإسلام معظمًا للعقل حافظًا له قدره، باعتباره محققًا للعدالة السماوية منفذًا للإرادة الإلهية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات