إذا لم تنسحب روسيا وإيران من سوريا فستحدث حرب شاملة

38serv

+ -

هل يعني قصف تركيا للحزب الديمقراطي الكردي وقوات النظام السوري بالمدافع بداية التدخل البري التركي في سوريا؟ ليس بالضرورة أن يؤدي ذلك إلى حرب برية، فتركيا حذرت “البي يي دي” (الحزب الديمقراطي الكردي) من التمدد في المنطقة ما بين إعزاز (غربا) وجرابلس (شرقا)، لكن “البي يي دي” تمددوا في هذه المنطقة (الآمنة) بدعم من روسيا وأمريكا، رغم أن صالح مسلم (زعيم أكراد سوريا) أعلن سابقا أنهم لن يتمددوا في هذه المنطقة، ولكنهم تمددوا.لكن المدفعية التركية قصفت أيضا الجيش السوري، فهل هذا يعني أن أنقرة ستمنع الجيش السوري من التوغل في المنطقة الآمنة؟ نعم، تركيا قصفت الجيش السوري الذي يتمدد في المنطقة الآمنة وينسق مع الحزب الديمقراطي الكردي، فالجيش السوري يتمدد، وهو برأيه يحمي حدود بلاده، لكن الأكراد ليس لهم صفة، لذلك خلال مؤتمر جنيف اقترحت تركيا أن يشارك الحزب الديمقراطي الكردي ضمن وفد النظام وليس مع وفد المعارضة كما يريدون.إذن تركيا تسعى للتدخل البري في إطار المنطقة الآمنة فقط؟ هذه المنطقة آهلة بالسكان، وإذا شاركت تركيا في حرب برية ضد داعش فهي لتنظيف هذه المنطقة من داعش، حتى لا يتم تبديل تنظيم الدولة الإسلامية بقوات سوريا الديمقراطية (تحالف مشكل من الحزب الديمقراطي الكردي وفصائل عربية) بدلا من الجيش السوري الحر، أما تمدد التدخل البري خارج المنطقة الآمنة المتفق عليها، فيكون بالتفاهم والتعاون بين التحالف السعودي وتركيا، وليس بالضرورة أن يتوقف التدخل العسكري البري في المنطقة الآمنة.لكن في هذه الحالة يمكن أن يصطدم التحالف السعودي التركي بالتحالف الروسي الإيراني، ما قد يفجر حربا شاملة، هل يمكن لتركيا والسعودية المضي نحو هذا الخيار؟ قد تندلع حرب شاملة، فالتدخل الروسي في سوريا أعلن أنه جاء لمحاربة داعش، لكن ليس هناك أثر لمحاربتهم لداعش، هم فقط يبررون وجودهم في سوريا بمحاربة داعش، والتحالف السعودي يرى أنهم محاصرون وهناك تهديد من إيران وروسيا، والسعودية تقول أن هناك احتلالا روسي إيرانيا لسوريا، وهناك نفس الفهم لدى جهات في تركيا محسوبة على حزب العدالة والتنمية الحاكم، لذلك فهناك مخاطر جدية لحرب شاملة في المنطقة، فيجب على روسيا وإيران أن تنسحبا من سوريا لتفادي هذه المواجهة الواردة.ما هو موقف واشنطن في حال وقعت هذه المواجهة؟ الولايات المتحدة الأمريكية حليف للبيع، فهم يفضلون روسيا وإيران، ويحذرون تركيا من ضرب حزب الاتحاد الكردستاني، ولكن لا يفعلون ذلك مع روسيا وإيران، لذلك فأمريكا حليف للبيع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات