تسبب تذبذب التغيرات الجوية الذي تشهده البلاد هذه الأيام في انتشار نزلات البرد وسط الأطفال، والتي ظهرت عبر أعراض السعال والزكام خاصة عند أطفال المدارس، والسبب راجع إلى التهاب فيروسي في الجهاز التنفسي ناتج عن عدد من الفيروسات أهمها فيروس الأنفلونزا.وعن نزلات البرد المصحوبة بحمى والتهاب على مستوى الجهاز التنفسي العلوي وسعال في كثير من الأحيان، أكد لنا الدكتور رابح فوغالي، اختصاصي أمراض الأطفال، أن إصابة الصغير بنزلات برد تكون عادة ناجمة عن عشرات الفيروسات ومنها فيروس الأنفلونزا، ليوضح أن عدم استقرار الأحوال الجوية وراء ذلك، حيث إن “البرودة الشديدة المسجلة في الصباح الباكر والتي يليها ارتفاع في الحرارة منتصف النهار ثم عودة البرد ليلا أثرت على صحة الكبار والصغار على حد سواء”، يقول محدثنا، مضيفا أنها نزلات معدية، غالبا ما تنتقل من طفل لآخر بسهولة خاصة وسط التجمعات التي يتواجد فيها الصغار بكثرة مثل دور الحضانة والمدارس، ليضيف قائلا إن تنوع وقدرة تلك الفيروسات على التطور يتسبب في انعدام مناعة جسدية ضد نزلات البرد، وهو ما يتسبب، حسبه، في إصابة الصغير بعديد نزلات البرد التي تتجاوز العشرة سنويا. وعن السعال الذي يصاحب تلك النزلات، أضاف فوغالي أن الزيادة في إفرازات الجيوب الأنفية تؤدي إلى صب إفرازات الأنف إلى البلعوم والحنجرة وهو ما يتسبب في السعال الذي وصفه محدثنا بالعمل الدفاعي الذي يقوم به الشخص المصاب بغرض تنظيف الطرق التنفسية من المواد المتراكمة فيها مثل المخاط والبقايا التي يتم استنشاقها مع الهواء، والتي تشكل مجتمعة ما يسمى البلغم.ويتنوع السعال بين الجاف والرطب وكذا الحاد والمزمن، حيث يمكن اعتباره سعالا حادا في حال استمرار المعاناة منه لمدة تقل عن الأسبوعين، أما إذا تواصل السعال لفترة تزيد عن الشهرين فيمكن اعتباره سعالا مزمنا تتوجب معه متابعة طبية مكثفة. ويكون السعال عادة مصحوبا بالمخاط الذي أشرنا له سابقا والذي يجد الكثير من الأطفال خاصة من تقل أعمارهم عن الثماني سنوات صعوبة في إخراجه والتخلص منه، لذا ينصح عادة بتعاطي الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية والتي من شأنها معالجة مشكل تشنّج القصبات والعمل على توسيعها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات