المولودية في عهدي نالت الألقاب ولم تتعرّض إلى "الحڤرة" إطلاقا

+ -

يحرص عمر غريب، المنسّق الأسبق لفرع كرة القدم، على التأكيد بأن الفترة التي أشرف فيها على العميد كانت خالية من المهازل، مشيرا إلى أن انهيار المولودية سببه رحيله عن الفريق الذي لم يقو على الصمود، رغم كل الأموال التي وفرتها له سوناطراك.عميد الأندية الجزائرية يعيش المهزلة تلو الأخرى منذ سنوات، حتى في عهد تسييرك للفريق، ما ردّك؟ قرأت ما نشرتموه في جريدتكم بشأن واقع مولودية الجزائر، واطلعت على تصريحات بعض اللاعبين والمسؤولين القدامى، وأقول لهؤلاء “ربّي يهديكم”.. كما أن القول إن غريب كان سائقا لمسيّر النادي الأسبق أحمد العڤون لا يجعلني أشعر بالإهانة، فهذا ليس عيبا إطلاقا. من وجهة نظري، فشرف لي أكون سائقا لـ “عمّي أحمد” رحمه الله.. لكن حين نتحدّث عن التسيير، فالمولودية في عهد عمر غريب كانت أفضل بكثير ممّا هو عليه الحال وأفضل مما كانت عليه.كيف ذلك؟ لا أحد يعترف بأن عمر غريب خلال فترة تسييره للنادي، كان يضمن مصادر تمويل للفريق، وكان غريب الذي ينتقدونه قادرا على جلب الأموال وحلّ المشاكل المالية. كنت أقترض من أصدقائي وكنت أستثمر في علاقاتي الشخصية لجلب الأموال. لم يكن أحد يمنح الأموال لأن الأمر يتعلّق بمولودية الجزائر؛ بل لأن من يطلب الأموال هو عمر غريب، هذا هو الفارق المهم الذي يجعل غريب مسيّرا قدّم الإضافة إلى الفريق الذي يحبّه، ويؤكد بأن المولودية في عهدي كانت لها شخصية ومصداقية أيضا، وتمكّنت من تسيير النادي دون أموال سوناطراك الحالية.تقصد بأن المولودية في عهدك لم تعش المهازل؟ كيف يتحدثون عن مهازل للمولودية في عهدي، والفريق توّج بلقب البطولة وشارك في رابطة أبطال إفريقيا ونهائي كأس الجزائر؟ ما أقوله إن مولودية الجزائر خلال الفترة التي سيّرت فيها الفريق، كانت تشرّف الأنصار رغم قلة الإمكانات.. لم يكن العميد عنوان المهازل إطلاقا.لكن عدم صعود الفريق لاستلام الميداليات في نهائي الكأس سنة 2013، مصنّف في خانة الإهانة، بدليل العقوبة التي سلّطت عليك وعلى المدرّب منّاد واللاّعب بابوش وشاوشي، ما ردّك؟ تحدّثت عدة مرات حول هذه النقطة، ولا أودّ العودة إليها.. وما أريد قوله من جديد؛ إنني أحترم الدولة الجزائرية ورموزها، وما حدث كان ردّة فعل فقط على ما حدث في النهائي، كنت في قمّة الغضب ولم أكن أعتقد إطلاقا بأن الاحتجاج عمّا حدث بتلك الطريقة سيتم قراءته على أنه إهانة. أنا شخص يحبّ مولودية الجزائر وكنت أعمل بنية خالصة، وهو ما يفسّر ردّة فعلي أحيانا، لكن لم أكن أقصد إهانة أي شخص.نفهم من كلامك بأنك مقتنع بأن فترة تسييرك هي الأفضل؟أقول لمن ينتقد عمر غريب “ربي يهديك”، فالجميع اليوم اقتنع، سواء الأنصار أو مسؤولي الدولة، بأن المولودية كانت تُسيّر بطريقة منظّمة وبعيدة عن المشاكل والمهازل في عهدي، وحتى المدرّب الفرنسي روجي لومير اعترف لي بذلك واندهش لطريقة تسيير الفريق، وحتى أذكّر من خانتهم الذاكرة بأن المولودية كانت تتدرّب وتستقبل بملعب 5 جويلية الأولمبي ولم تكن يوما متشرّدة، ولم تكن الفوضى سائدة في مقر النادي، ومعظم الاستقدامات كانت ناجحة وبرواتب معقولة. كما أن الفريق عاش استقرارا، خاصة على مستوى الإدارة. وبعد رحيلي، تعاقب على رئاسة النادي ستة أشخاص.. ولكم الحكم.تتحدث عن صفقات ناجحة، وكأنك نسيت صفقتي حاج عيسى ويانيس الفاشلتين؟ أعترف بأنني أخطأت التقدير في صفقة حاج عيسى، لكن يانيس لم يكلّف إدارة النادي سوى 40 مليون سنتيم، قيمة وثيقة تسريحه من اتحاد البليدة.. كان لاعبا شابا وراهنت عليه، لكن لسوء الحظ لم يتمكّن يانيس من فرض نفسه. أما بشأن حاج عيسى، فقد كنّا نراهن على تعافيه مثل عمرون والعودة إلى المنافسة، لكن حين عاد كانت تشكيلة منّاد تلعب بشكل جيد ولم يكن بالإمكان إشراكه. لقد أخطأت، لكن ليس عيبا أن يرتكب المسير خطئا أو اثنين في فترة تسيير تشهد عدّة نجاحات.لم تتحدث عن الديون التي تركت عند رحيلك وعن الرواتب الضخمة لبعض اللاّعبين.. لا يوجد في عهد غريب رواتب ضخمة، وعدا صفقة حشود الذي كان يتقاضى 300 مليون سنتيم؛ لأنه قدم من الوفاق وهو في قمة عطائه، فإن بقية الرواتب كانت معقولة، واللاعبين الذين استقدمتهم نجحوا في المولودية، ومن رفع رواتب اللاّعبين هم المسيرون الذين خلفوني على رأس النادي، وأتحدى أي شخص يقول العكس، ويمكن أن نستدل بالعقود لتأكيد ذلك، فقد كان ياشير يتقاضى مع غريب 70 مليونا، ومعهم أصبح يتقاضى 230 مليون.. وجاليت كان يكلّفني 80 مليونا شهريا، وأصبح بعد ذلك يتقاضى 250 مليون.. والحارس جميلي كنت أمنحه 50 مليونا، ورفعوا راتبه إلى 160 مليون. لقد استقدمت غازي ومترف وشاوشي الذي عاد بفضل المولودية إلى المنتخب، وكلهم لاعبون تألقوا في فترة عمر غريب.ما الذي جعل الفريق يعيش مشاكل حاليا، رغم تواجد سوناطراك؟ مشكل المولودية يكمن في غياب مسؤول قوي له شخصية، قادر على تسييره وحمايته أيضا. ففي عهدي، لم يكن الفريق يتعرّض إلى “الحڤرة”، وكنت أحرص دائما على حماية اللاّعبين من الأشخاص الذين يريدون الاعتداء عليهم. لم أكن أسكت على محاولة معاقبتهم من طرف الهيئات، ولا حتى معاقبة الفريق، كنت أعيش مع الفريق، لم تكن لدينا عداوة مع الفرق الأخرى. كنت أحرص على الإبقاء على علاقة الاحترام مع المسيرين السابقين، مثل علي بن شيخ وزوبير باشي وناصر بويش وعمر بتروني ومحيوز وعبد الوهاب زنير، وغيرهم الذين أحترمهم كثيرا، هذا ما جعل الفريق يتجنّب المهازل الحالية، وأعتقد بأن الجميع اليوم اقتنع بأن عمر غريب قام فعلا بعمل كبير على رأس المولودية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات