38serv

+ -

منذ 300 يوم لا يزال الطفل خالد أبو سلطان مسجّى على السرير في أحد مشافي قطاع غزة فاقدا البصر والسمع، ويعاني من شلل، ويتنفس عبر فتحة خارجية تؤدي إلى القصبة الهوائية بفعل انسداد في حنجرته. الطفل خالد (7 أعوام) أصيب على مستوى عموده الفقري خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، جرّاء تعرضه لشظايا صاروخ أطلقته طائرة استطلاع وهو في منزله ببلدة بيت حانون شمال القطاع، وهو بحاجة لعملية في الحنجرة كي تتاح له فرصة للتنفس طبيعيا وإراحة والديه من ويلات العذاب عندما يريانه يختنق ويدخل في غيبوبة كلما انسد أنبوب إدخال الهواء البلاستيكي الخارجي.ويقول والد الطفل إنه كان بالإمكان أن تُجرى عملية لابنه خارج غزة، إلا أن إغلاق المعابر والحصار يحولان دون ذلك، كما أن محاولات نقله إلى مشفى في الضفة الغربية باءت بالفشل لعجز المشافي عن علاج مثل هذه الحالات. تعتبر حالة الطفل محمد نموذجا لواقع سيئ ومعقد لا يكتوي بناره المرضى فقط، بل أيضا 2 مليون فلسطيني معزولون عن العالم الخارجي ويعيشون في ظل ظروف إنسانية ومعيشية متدهورة. ويظهر فحوى تقرير شامل أعلنته منظمة المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بمناسبة دخول الحصار على غزة عامه العاشر، بأن أغلبية المرضى لا يتلقون العلاج المناسب بسبب الحصار وقلة الإمكانيات، فيما يعاني نحو 70% من سكان قطاع غزة من انعدام أو سوء الأمن الغذائي.تردٍّ غير مسبوق..من جانبه، أكد الناطق باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة تفشي عدد من الأمراض في القطاع جراء استمرار الحصار ونقص التغذية لدى المواطنين، مرجعًا ذلك إلى استخدام الاحتلال نظام “السعرات الحرارية” في إدخال المواد التموينية والأغذية للقطاع.وقال القدرة لـ “الخبر” “إن استهداف القطاع وإمطاره بالأسلحة والقذائف المتفجرة أدى لتلوث الجو والتربة. ربما خلال السنوات المقبلة نشهد تشوهات للأجنة نتيجة اعتداءات الاحتلال على القطاع وإمطاره بالبارود، وارتفاع مرضى السرطان والكلى”.وقال القدرة إن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة للعام العاشر على التوالي يستهدف تقويض منظومة الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، لاسيما في خدماته الصحية التي يحتاجها نحو 2 مليون مواطن يعيشون في القطاع بظروف معيشية قاسية.وأشار إلى وجود اضطراب في الأرصدة الدوائية جراء استمرار الحصار، مبينًا وجود نقص حاد من 30 إلى50 % من الأدوية والمستهلكات الطبية خاصة الأدوية الأساسية، مؤكدًا أن ثلث مرضى القطاع ما زالوا في حالة عوز مستمر للأدوية. وذكر أن وزارته تضطر لإعطاء مرضى القطاع تحويلات للعلاج بالخارج للوصول إلى المستشفيات التخصصية لاستكمال رحلتهم العلاجية، مشيرًا إلى أن عددا من المرضى باتوا غير قادرين على الوصول للمستشفيات المنتشرة في الأراضي المحتلة، بسبب إجراءات الاحتلال في حق المرضى كاعتقالهم أو التحقيق معهم، ما دفع وزارته لإعطاء تحويلات إلى الجانب المصري. وأضاف “فتح معبر رفح البري لا يلبي الاحتياجات اليومية لمرضى القطاع”، لافتًا إلى أنه خلال الأيام التي يفتح فيها المعبر لا يتسنى إلا لعدد محدود من المرضى مغادرة القطاع، مبينًا أن قرابة 4 آلاف مريض ينتظرون فتح المعبر لتلقي العلاج بالمشافي التخصصية المصرية.كما أشار إلى أن إغلاق معبر رفح حال دون وصول الوفود الطبية للقطاع، “لإجراء العمليات الطبية النوعية في القطاع، ما يخفض من فاتورة العلاج بالخارج، ومنعت إكساب الفرق الطبية المشاركة في المؤتمرات العلمية والتعليم، وأدى لظهور فجوة تعليمية في القطاع. كما أن استمرار الحصار وإغلاق المعابر حالا دون إدخال عدد من الأجهزة الطبية الحديثة”، مبينًا أن قرابة 300 جهاز طبي عطل طوال سنوات الحصار، ومنعت سلطات الاحتلال إدخال قطع الغيار اللازمة لإصلاحها، ما أفقد مستشفيات ومرضى القطاع تلك الأجهزة التي تساهم في التخفيف من معاناتهم.وبيَّن أن الحصار حرم وزارة الصحة من التطور الإنشائي في المباني التي يحتاجها المرضى، في ظل تزايد أعدادهم وطلبهم الخدمات الصحية، لمنع سلطات الاحتلال إدخال مواد البناء المستخدمة في العمل.حصار ضاعف آلام المصابين بالسرطان “أشعر بالإرهاق والتعب بشكل مستمر، وبالكاد أقوى على أعمالي المنزلية، ويبدو أن المرض سيقضي على حياتي، وأنا أنتظر السماح بالسفر، إحساس الخوف من القادم لا يفارقني”. بهذه الكلمات تصرخ الفلسطينية حنان أبو نحل المصابة بسرطان الثدي منذ نحو عام، لعدم قدرتها على السفر وتلقي العلاج الكيماوي في مستشفى بمدينة القدس، جراء استمرار فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وشح الأدوية.ومن المفترض أن تتناول أبو نحل جرعة من الدواء الكيماوي، وآخر “مناعي”، في السادس عشر من الشهر الماضي، إلا أن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح لها بالسفر إلى القدس، بدعوى “أنها مرفوضة أمنيًا”. وتقول “لا أعرف ماذا سيحدث بحالتي الآن، لقد تأخر موعد علاجي شهرًا كاملاً ولا أعرف كم سيتأخر بعد”. وتتساءل المريضة الشمالي باستهجان عن سبب رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلية لها، مضيفة “أي تهديد أمني يشكله المريض على أمن إسرائيل؟ نحن نصارع الموت”. وتتابع بحزن “أتمنى أن أتمكن من السفر وأن أتعافى من هذا المرض، لا أريد لأبنائي الـ11 أن يصبحوا أيتامًا، لم أعد أحتمل الأفكار التي تراودني”. ويضطر آلاف الفلسطينيين المرضى للتوجه نحو المستشفيات في القدس أو الضفة الغربية، أو إسرائيل عبر معبر بيت حانون الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، بعد حصولهم على تحويلة طبية تصدرها دائرة العلاج بالخارج لوزارة الصحة الفلسطينية، ويجري على أساسها الترتيب بين الارتباط المدني الفلسطيني والإسرائيلي. ووفق إحصائية أصدرتها وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، فإن السلطات المصرية لم تفتح معبر رفح سوى 21 يوما خلال العام الماضي. وحسب الإحصائية ذاتها، فإن 4 آلاف مريض، من بينهم ألف مصاب بأمراض مزمنة، يحتاجون إلى السفر خارج قطاع غزة لعدم توفر القدرة الطبية والأدوية في القطاع.وفي قصة أخرى، توقفت المريضة إلهام لمدة 7 أشهر متواصلة قسرًا عن تناول دوائها الهرموني الذي يقضي على أي خلايا سرطانية قد تنمو مجدّدًا داخل جسدها. وقالت علياء المصابة بسرطان الثدي منذ ثلاثة أعوام “انقطع الدواء من وزارة الصحة خلال الأشهر السبعة الماضية، ولم يكن يتواجد في الصيدليات سوى بصورة محدودة جدًا”، وتابعت “هذا الدواء يحمي جسدي من الإصابة بالمرض مرة أخرى، بعد أن أجريت عملية استئصال للثدي عقب إصابتي بورم خبيث، وعدم تناوله بشكل منتظم يرفع احتمالية إصابتي بالمرض مجدّدا”. ولفتت علياء إلى أنها تضطر للبحث عن الدواء طويلا وشرائه على حسابها الخاص، رغم أن ظروفها الاقتصادية صعبة.وحسب مركز المعلومات الصحية في وزارة الصحة الفلسطينية، فإن سرطان الثدي هو المرض الأكثر انتشاراً في أراضي السلطة الفلسطينية، حيث يشكل 16.5% من إجمالي الحالات المكتشفة، ويليه سرطان القولون، ثم الرئة.وقد توفي حوالي 350 مواطن من ضحايا الحصار على غزة جراء منعهم من العلاج بالخارج خلال الأعوام العشرة الماضية، بينما لا يزال الآلاف يعانون الخطر الشديد بفعل إغلاق معبر رفح وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية. وحسب إحصائيات لمراكز تهتم بمرضى السرطان، فإن عدد المصابين بالمرض في قطاع غزة يتجاوز 1400 مريض.حصار القطاع يحارب أحلام 2 مليون فلسطيني لم أجد مخلصا في حبه كالحصار مع محبوبته غزة، لا يبرح أجواءها قليلا حتى يعود من جديد يقتلها برائحته الكريهة، عقد من الحصار على قطاع غزة جعل أهله يطلقون العنان لصرخاتهم، منددين بحرمانهم من أبسط الحقوق كالعلاج والسفر والتعليم.للسنة العاشرة على التوالي.. يرزح الشعب الفلسطيني تحت نير الحصار الخانق والمشدد في قطاع غزة، والذي يمر عليه مع دخول العام 2016 عقد من الزمن، تبدو فيه لغة الأرقام أكثر قسوة وألمًا لقطاع متخم بالأزمات والأوجاع، لاسيما في ظل الإغلاق شبه التام لمعابر القطاع والارتفاع الهائل في معدلات البطالة والفقر.ولم يعد الغزاويون يكترثون بشبح الأرقام التي تطاردهم في مجالات حياتهم، أمام مشهد لم تتغير تفاصيله منذ نحو عقد من الزمن، وسط غياب أي مؤشر لتحسن وضعهم خلال العام الجديد، فيما أصبح يوصف “أكبر سجن في العالم”.وبدأت الأيام الأولى لحصار غزة عندّما فرضت إسرائيل على القطاع إغلاقا كاملا، إثر نجاح حركة حماس في الانتخابات التشريعية التي عُقدت في يناير من عام 2006م، ثم شددت خناقها في منتصف يوليو من عام 2007م عقب سيطرة حماس على قطاع غزة، ولا يزال الحصار مستمرًا لهذه اللحظة رغم تخلي الحركة عن الحكم وتشكيل حكومة توافق برئاسة رامي الحمد الله.وازدادت قسوة الحصار وبلغ أوجَه بعد تشديد الجانب المصري الخناق على معبر رفح، توازيًا مع التدمير الكامل لـلأنفاق في المناطق الحدودية المحاذية بين القطاع ومصر، والتي لجأ إليها الغزاويون بعد الحصار للتزود بالمواد الأساسية. وأخذ الجانب المصري في شق قناة مائية فاصلة على الحدود، لتفاقم حالة المعاناة والحصار، وسط إدانة دولية وحقوقية لم تجد طريقها لإنهاء الأزمة.وكان القطاع في السابق يتمتع بـ7 معابر يخضع 6 منها لسيطرة الاحتلال، فيما يخضع المعبر السابع (معبر رفح البري) للسيطرة المصرية، وقد أغلق الاحتلال 4 معابر بعد عام 2007، ولم يبق سوى على معبري إيرز وكرم أبو سالم. وبيَّن الخبير الاقتصادي ماهر الطباع لـ “الخبر” أن معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري لتوفير المتطلبات الاقتصادية والإنسانية للقطاع الذي يحتاج من 700 إلى 900 شاحنه يوميًا، لا يتم إدخال سوى 400 شاحنة عبره، بما لا يتجاوز 30% من الاحتياجات اليومية.وتخللت السنوات العشر 3 حروب دامية راح ضحيتها وفق إحصائيات وزارة الصحة حوالي 4 آلاف شهيد، في ظل سخونة الأوضاع الراهنة وسط توقعات بتجدد المواجهات خصوصا مع التهديد المتصاعد من قيادات الاحتلال ضد القطاع.علاوة على ذلك، خلف العدوان على غزة ما يزيد عن 10 آلاف نازح لا يزال أغلبهم دون مأوى، خاصة في ظل تعثر عملية الإعمار وتعقيد آلية إدخال الإسمنت إلى منازل المواطنين المتضررة، وتعنت الجانب الإسرائيلي في تخفيف القيود عن إدخال المواد لغزة، وفق تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية.ونال الحصار خلال الأعوام الماضية من كافة تفاصيل وشؤون الحياة في القطاع، وجعل من غزة وفق وصف المؤسسات الأممية مدينة لا تصلح للحياة، وهي تدخل عامها العاشر في الحصار.أرقام صادمةوحسب إبراهيم رضوان مدير سلطة الأراضي في غزة لـ “الخبر”، فإن القطاع يعاني من عجز سكني بحوالي 70 ألف وحدة، وهو في حاجة طبيعية إلى 10 آلاف وحدة سكنية سنويًا، عدا خسائر العدوان الأخير، إذ دمر أكثر من 17 ألف منزل، منها 2465 كليا و14667 جزئيا، بينما يوجد أكثر من 30 منزل متضرر.وبحسب الحراك الوطني لكسر الحصار، فإن أكثر من 272 ألف مواطن بات عاطلا عن العمل بفعل الحصار، إلى جانب أكثر من 150 ألف عامل و100 ألف خريج جامعي بلا عمل. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 70% من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي ويعتمدون على المعونات الغذائية. ويحاصر الاحتلال قطاع غزة بحرا، ولا يسمح سوى لمراكب الصيادين بدخول الشواطئ، وضمن مسافة معينة، وفي حال تم تجاوزها فمصير الصيادين نيران البحرية الإسرائيلية أو الاعتقال.خطر مروعإزاء هذه الأرقام، يقول المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بيير كراهينبول، إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة “وصلت مرحلة مروعة من التفاقم، وإن خطر الكارثة الإنسانية للفلسطينيين يحدق بدول العالم جميعا حال استمر الحصار”.من ناحيته، قال رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري “إن الأوضاع في غزة تجاوزت حد الكارثة، فمعدل دخل الفرد اليومي لا يتجاوز دولارا أميركيا، فيما يعيش نحو مليون شخص على المساعدات الإنسانية”. وأضاف “أكثر المتضررين من الحصار هم الأطفال، حيث بات أكثر من 45% من أطفال غزة يعانون من أمراض فقر الدم، لأن المساعدات الغذائية غير كافية ولا تلبي عناصرها الغذائية حاجاته”.ومع تعدد أوجه الحصار وتفاقم المعاناة، لا تزال غزة فوق صفيح ساخن يغلي كل يوم بفعل انغلاق الأفق السياسي واحتدام الموقف الميداني، فيما ينذر بمواجهة لن تكون أقل صعوبة من سابقاتها، ولا تزال غزة تناطح بكفها مخرز التحديات والأزمات التي تكاد لا تحصى في وقتنا الراهن.من جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل لـ “الخبر” “الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 10 أعوام مرهون بموقف عربي وفلسطيني (السلطة الفلسطينية) ودولي موحد باتجاه إنهائه، ووقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية المرتكبة بحق أبناء الشعب الفلسطيني”. وتابع “الاحتلال الإسرائيلي هو صاحب المصلحة الأولى من استمرار فرض الحصار على قطاع غزة”، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي متواطئ مع الاحتلال في حصاره على غزة.وأوضح محدثنا أن الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والأحداث والمتغيرات التي تشهدها بعض الدول العربية أحد الأسباب التي تقف وراء استمرار الحصار وتشديده. وبين أن الهدف من وراء استمرار الحصار وتشديده هو إخضاع سكان القطاع للمطالب والشروط الإسرائيلية، مضيفًا “الاحتلال معني باستمرار حالة الانقسام لإضعاف الحالة الداخلية، ومنع قيام دولة فلسطينية. إن دولًا عربية متهمة بالتواطؤ مع الاحتلال في مواصلة حصار غزة وتشديده، لاسيما أن بعض الدول تحاول رفع الحصار عن غزة، لكنها تفشل للتعنت والتغول الإسرائيلي والدولي على القطاع”.ورأى أن الحصار المفروض على القطاع من قبل السلطات المصرية من شأنه كذلك أن يزيد فرص شن عدوان إسرائيلي جديد على القطاع، في حال لم تتدخل الدول العربية والإسلامية.       رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبدو لـ “الخبر” “10 سنوات حصار.. ضربة في الصميم للقيم الدولية”بعد 10 سنوات من الحصار على القطاع، إلى أين تتجه الأمور برأيكم؟ بعد سنوات الحصار، بتنا أمام عناوين جديدة للحصار، نتيجة تساوق المجتمع الدولي وتكيفيه مع حصار غزة، بل إن بعض الدول الأوروبية صارت تعزز ببرامجها فرض الحصار بشكل أو بآخر، ومؤشرات تداعيات الحصار باتت كارثية، وكرة الحصار انتقلت من الملعب الإسرائيلي إلى الملعب الدولي عبر آليات جديدة، الحصار أضحى يمس عصب الاقتصاد الفلسطيني وعصب الحياة الاجتماعية، وفاقم الشعور بالإحباط. إسرائيل ما زالت تفرض سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، بما في ذلك حركة الأفراد والبضائع، وتستمر في التحكم في مختلف مناحي الحياة لما يقارب مليوني فلسطيني بطريقة تمنعهم من بناء مستقبل واعد. سكان قطاع غزة يعيشون في طي النسيان الدولي.ما هو تعليقك على الأرقام التي أصدرها المرصد الأورومتوسطي عن تداعيات حصار غزة؟ مرور 10 سنوات على الحصار يمثل ضربة في الصميم للقيم الدولية. إسرائيل نجحت إلى حد كبير في فرض نظام القهر والإخضاع، في ظل غياب للإرادة الدولية التي اكتفت بمواقف دون اتخاذ خطوات جدية لإنهاء هذه الحالة غير الأخلاقية، وأزمة الكرامة الإنسانية التي يعاني منها السكان بالدرجة الأولى تتطلب التدخل العاجل لإنهاء الحصار وتمكينهم من التواصل مع العالم الخارجي بعيدا عن سيطرة الاحتلال، وهو أمر يمكن تحقيقه بإعادة تفعيل ميناء غزة البحري.بماذا يطالب المرصد الدولي الأورومتوسطي ضمائر العالم؟ أطلقنا بهذه الذكرى عريضة توقيع تطالب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديركا موغيريني بضرورة لعب الاتحاد دورا حاسما في إنهاء الحصار، وتطوير مشروع الميناء البحري المستقل للقطاع. العريضة التي تأتي ضمن الحملة نطلقها لتذكير العالم بمرور 10 سنوات على فرض الحصار المطبق على غزة، وتدعو أيضًا مجلس أوروبا للضغط الجدي على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع، وفرض عقوبات اقتصادية عليها إن رفضت ذلك.لو تقدم لنا شرحا مبسطا عن آثار الحصار؟ آثار الحصار تتمثل في عدة جوانب، منها منع الصيادين من ممارسة مهنتهم بسلامة وحرية، والحد من قدرة المزارعين والتجار على القيام بمهامهم. وإسرائيل بحصارها لقطاع غزة منعت الكثير من الطلاب من السفر للالتحاق بالجامعات أو برامج تعليمية أو برامج ثقافية في الخارج، إلى جانب قيامها بإرجاع الكثير من المرضى دون أن يتلقوا العلاج المناسب في الخارج.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات