يتساءل الشارع الجزائري اليوم ببراءة لماذا يتقاطر رؤساء بلديات فرنسا على الجزائر؟! بعضهم قال إن رؤساء بلديات فرنسا أحسوا بأن رئيس الجزائر يقوم بإخراج زكاة النفس لحكمة بلدية الجزائر بسخاء! ولهذا يقوم هؤلاء بالزيارات المتتالية لتصيبهم بعض من زكوات ما يخرجه المزكي من أموال !حتى لو كانت هذه الأموال تتجه لتمويل حملات انتخابية في فرنسا !أي مساعدة الأصدقاء الذين وقفوا مع “مير” الجزائر عندما ألم به المرض.تمويل الجزائر للانتخابات الفرنسية ليس جديدا.. فقد قام الشاذلي بن جديد رحمه الله بتمويل الحملة الانتخابية للراحل ميتران في بداية الثمانينات.. وقد نشرت صحيفة “كانار أونشيني” صورة للصك الذي سلمته ودادية الجزائريين في فرنسا آنذاك باسم جبهة التحرير للحزب الاشتراكي الفرنسي، فبهذا قد تكون زيارات رؤساء البلديات الفرنسيين للجزائر وراءها حكاية جمع الأموال للحملات الانتخابية، وحصول هذه الزيارات قبل الانتخابات له علاقة بالتمويل وحشد أصوات الجزائريين لفائدة هؤلاء الزائرين.سوء فهم المهاجرين لمحتوى المادة 51 من تعديل الدستور الذي اقترحه الرئيس بوتفليقة زاد من مصاعب الذين يراهنون على أصوات الجزائريين من الفرنسيين في الرئاسيات الفرنسية القادمة.بعض المعلومات غير المؤكدة تقول إن المادة 51 من الدستور تم إدراجها في التعديل بناء على اقتراح من الفرنسيين، لأن بقاء الاتصال بين الجزائر والمهاجرين صعَّب من عملية إدماج المهاجرين وقطع الصلة بالجزائر، وبالتالي عدم التحكم الفرنسي في أصواتهم.. وحتى في بعض تصرفاتهم المتعلقة بالأمن والاحتجاجات وارتباطهم بالمسائل التي لها علاقة بما يقع خارج فرنسا.. بل وفي بعض الأحيان يتصرفون ضد المساعي الفرنسية.. ولهذا عمدت فرنسا إلى اقتراح إسقاط الجنسية ممن يبدي ميولا غير اندماجية من المهاجرين المتجنسين.ما اقترحته الحكومة الفرنسية وما اقترحته الحكومة الجزائر ينبع من مشكاة واحدة، وهي مساعدة الفرنسيين على عملية الفرز المطلوبة التي تحتاجها فرنسا بعد عمليات الإرهاب التي شهدتها مؤخرا.لكن أصوات الجزائريين الآن ليست بيد الفرنسيين، ولا بيد رئيس الجزائر كما قد يتصور الفرنسيون.. فالمهاجرون الآن خارج مجال التغطية الجزائرية، وقد يتصرفون انتخابيا ضد مصلحة الجزائر مادامت الجزائر قد أقصتهم من حقوق المواطنة. !لهذا قد تكون زيارات رؤساء البلديات للجزائر مالية أكثر منها انتخابية.ما قامت به الحكومة الجزائرية في المادة 51 من الدستور هو التخلي عن نسبة هامة من سكان الجزائر لصالح فرنسا.. قد تتجاوز آثارها المدمرة على السلطة في الجزائر ما قام به الشاذلي في الثمانينيات من تنازل عن جزء من الشباب المهاجر لصالح الخدمة العسكرية الفرنسية. إنه تحالف فرنسي جزائري ضد المهاجرين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات