"أحذّر من تدمير المعارضة السورية وتوجهها للاندماج مع داعش"

+ -

ما هي أسباب رفض تركيا استقبال اللاجئين السوريين، في رأيك، في ظل تدهور الوضع الإنساني على الأراضي السورية؟ تركيا تقريبا تقدم دعم الإغاثة للنازحين في داخل الأراضي السورية، وتقدم الحد الأدنى من الإغاثة، مع الاحتفاظ بالنازحين على الحدود التركية، واستقبال المزيد من اللاجئين يشكل عبئا كبيرا عليها.. كما أنها تريد أن تبقي أزمة اللاجئين من الناحية السياسية في سبيل إقامة منطقة آمنة، حيث إنها تدرك جيدا بأنه لن يكون جدية في إقامتها طالما عبر النازحون الجانب التركي. أضف إلى ذلك، هناك تنسيق تركي سعودي قطري لتصعيد أزمة النازحين ودفع المجتمع الدولي للتدخل من أجل إقامة منطقة آمنة في سوريا، مع إيقاف تقدم قوات نظام الأسد وحلفائه والاتحاد الديمقراطي الكردي على طول الحدود، ومنع اللاجئين من العبور إلى أوروبا، وفقا لاتفاق تركيا مع الاتحاد الأوروبي. والمطلب الأهم لصالح الأمن القومي التركي والمعارضة السورية؛ هو إنشاء وتواجد مناطق آمنة للحماية من غارات الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، بما سيوفر شرعية دولية لوقف تدهور الأوضاع.السعودية تحضّر لتشكيل قوات برية في سوريا، لكن مصر ترفض المشاركة، ما تعليقك؟ مصر لم تعلن بعد صراحة موقفها من هذه القوات، بل هناك تحفّظ في هذا الأمر، لكن وزير الخارجية سامح شكري أعلن في تصريح له أن مصر تتفهم الضربات الروسية في سوريا، وهناك نوع من مسار جديد للنظام المصري على خلاف نظام الرئيس السابق محمد مرسي، بالالتزام بوجود حل سياسي سلمي مع بقاء الأسد.لكن مصر شاركت في قوات التحالف العربي لضرب الحوثيين في اليمن؟ فعلا.. لكنها لم تشارك سوى بقوات بحرية لتأمين مضيق باب المندب.هناك حديث عن تدخل عربي في سوريا من البوابة الأردنية بالتنسيق مع أمريكا وروسيا، وحتى إيران، كأحد الاحتمالات بعد رفض تركيا، ما توقعك؟ على الإطلاق.. إيران وحزب الله، ومعهما كتائب الإمام علي الشيعية العراقية، واللواء بدر وقوات أفغانية وباكستانية، يقودون حلفا سافرا ضد الثورة السورية والعرب السنّة والمعارضة المعتدلة الصورة، وهذا الحلف الشيعي الروسي يقاتلون نهارا جهارا، والأمر بات واضحا وقد أخذ الصراع منحى طائفيا والطرف الأمريكي متواطئ، وقد تمكن هذا الحلف بالتنسيق مع قوات الأسد من فك الحصار عن بلدتي الزهراء ونبل، بينما تتصاعد الأمور في الشرق الأوسط، والحلف الإيراني الروسي حسم الأمر عسكريا، في الوقت نفسه يقود خط أنقرة - الرياض الحلف السني في مواجهة الأطماع التي تأخذها إيران التي حوّلت المنطقة إلى ما يشبه حربا طائفية، لكن ليس هذا الخطر، الخطر الحقيقي ما يتوعّد بتدمير المعارضة السورية ومخاوف من توجهها للاندماج مع تنظيم داعش، والتعامل مع عناصر جهادية إرهابية، لكن مازلت القوة التركية لها قدرها العسكري والسياسي، حيث أن تركيا تمثل قوة عسكرية كبيرة بحكم جوارها للحدود، وهي ترفض تواجد دولة كردية سورية، لكن لا أتوقّع بأن تكون القوات العربية البرية بهذا الحجم الضخم الذي يروجون له ولن يضم 150 ألف جندي، وإنما قوات خاصة محدودة.. ولا يمكن أن نغفل بأن تركيا القوات العسكرية الثانية في حلف الناتو، لكن يجب توافر الغطاء الدولي بقيادتها، لأنها الوحيدة التي ستحيد مباشرة التدخل الروسي، الذي تهيمن قواته الجوية على السماوات، وتركيا دولة رشيدة تدفع لعدم المواجهة، بينما تعزيز روسيا الدولة العلوية المزمع إقامتها واللعبة الانتهازية مع الأكراد، ما يضعنا أمام لحظات حاسمة وحرجة، وأؤكد مجددا بأن أمريكا القوة الوحيدة التي بوسعها تحجيم توسع الضربات الروسية ضد المعارضة. ومهما كان التوسع الروسي اليوم مؤمنا بأنه توسع رفيع، وليس هناك قوات كافية للبقاء على الأرض والاحتفاظ بها، بشرط تحييد الطيران الروسي، وبالتالي سيتم القضاء عليها، وأنا مستغرب من موقف بعض الدول العربية التي تقف إلى جانب الأسد، وهو الذي استدعى العالم كله لإبادة شعبه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات