ردا على بعض الصحف التي نشرت بأن النشيد الوطني “قسما” محمي من طرف مؤسسة حماية حقوق المؤلف الفرنسية، فإن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يؤكد: نشيد “قسما” من كلمات مفدي زكريا، شاعر الثورة، ومن تلحين الموسيقار المصري محمد فوزي.. هذا المصنف الموسيقي المعنون “النشيد القومي الجزائري” مصرح به أمام المؤسسة الفرنسية “SACEM” من طرف الفنان المصري محمد فوزي لأنه: أولا كل المصنفات الفنية المصرية محمية إلى غاية اليوم من طرف “SACEM”، أما بالنسبة للمصنفات الفنية الجزائرية فإنها أيضا كانت محمية في الشركة السابقة إلى غاية 1973، وهو العام الذي أنشئ فيه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.يشار إلى أن مفدي زكريا، المدعو الشيخ زكري، انخرط في مؤسسة “ساسام” الفرنسية في 26 جوان 1962، أي قبل استقلال الجزائر بتسعة أيام.هذا نص بيان توضيحيللديوان الوطني لحقوق المؤلف صدقوا أو لا تصدقوا.. أن رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المستقلة، كلما يقف للاستماع إلى النشيد الوطني، وتبث الوقفة، يدفع عنها حقوق التأليف إلى المؤسسة الفرنسية SACEM..! ويستوي في ذلك اجتماعات الحكومة والبرلمان والمؤتمرات والندوات والزيارات الرسمية للوزراء والرؤساء، بما فيها زيارات رؤساء فرنسا للجزائر.النشيد الجزائري “قسما” هو النشيد الوحيد في العالم الذي فيه تهديد لدولة بعينها وهي فرنسا.. والجزائر ربما هي أيضا الدولة الوحيدة في العالم التي تدفع حقوق البث والاستماع إلى النشيد الوطني لدولة أخرى وهي فرنسا التي تتهدد عليها بالنشيد!بومدين، رحمه الله، حاول تغيير هذا النشيد، فقام بفتح مسابقة لاختيار أحسن نشيد، وشارك فيها مفدي زكريا أيضا، والنتيجة أن نص مفدي كان أحسن النصوص المشاركة في المسابقة، ولذلك ترك بومدين النص السابق “قسما” لنفس الشاعر.وفي الثمانينات حاول الشاذلي، رحمه الله، تغيير المقطع الخاص بالتهديد على فرنسا، ولكن نواب الأفالان آنذاك رفضوا الأمر، وبقي النشيد كما هو.بوتفليقة دستر النشيد الوطني والعلم، ولكنه لم يحرره من التبعية للشركة الفرنسية من حيث حقوق التأليف.كل الناس الآن يتساءلون: كم تدفع الجزائر الرسمية وغير الرسمية لـ (SACEM) من أموال في العام لقاء استماعها للنشيد الوطني؟! وهل تتقشف السلطة في عملية الاستماع إلى النشيد الوطني حتى لا تدفع لفرنسا ثمن استماعها للنشيد الوطني؟!إنني تعبان.. وفضائح هذا النظام تجاوزت حدود كل تصور، ولم تعد الكلمات كافية للتعبير عن وصف هذه الروائح الكريهة التي تتدفق كل يوم على أسماع وأعين الناس[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات