+ -

أخذت قضية البطالين بورڤلة، أمس، منعرجا خطيرا، بإقدام عدد من الشباب المحتج أمام مقر الولاية على خياطة أفواههم، في تصعيد خطير لم يسبق أن تم تسجيله على مدار كامل الحركات الاحتجاجية التي شهدتها المنطقة منذ 2012، تاريخ بداية ما عرف بحراك البطالين في الجنوب. وقد اعتصم ممثلون عن هذه الفئة للمطالبة بالمساواة في التوظيف والإصرارعلى رحيل مدير التشغيل بالولاية. عادت فئة البطالين للتحرك ببعض ولايات الجنوب، بعد سنة تقريبا من الهدوء، فبعد شروع نحو 20 شابا بطالا في اعتصام أمام مقر الولاية منذ عدة أيام، وعدم الرد على انشغالاتهم، ورفض استقبالهم من قبل السلطات، لجأ بعضهم إلى طريقة جديدة وخطيرة، في محاولة للفت انتباه السلطات إلى قضيتهم، بإقدام عدد منهم على خياطة أفواههم. وبالرغم من تعريض أنفسهم للخطر، إلا أنه لا أحد من المسؤولين تقدم للاستماع إليهم أو فتح باب الحوار معهم، ليواصلوا اعتصامهم والمبيت بجوار حائط المدخل الرئيس لمقر الولاية.وقد رفع هؤلاء المحتجون شعارات مطالبة برحيل رئيس الوكالة الولائية للتشغيل، الذي يتهمونه بعرقلة عملية التشغيل، من خلال ”قيامه بعملية إخفاء العروض الخاصة بالشركات الوطنية العاملة بالحقول النفطية وعدم إضفاء الشفافية على العملية”.وصرح الشباب البطال،ممن تحدثوا لـ«الخبر”، أنهم كانوا مسجلين ضمن كشف عمل يتضمن توفير حوالي 80 منصب عمل، غير أنه لم يتم اختيار سوى 30 شخصا منهم، في وقت تجهل وجهة بقية المناصب.وطالب المحتجون بضرورة إيجاد مناصب عمل لهم، متهمين السلطات المحلية بالولاية بتملصها من المسؤولية، بحجة أن الأمر يتعلق بعملية الانتقاء ولا يمكن التدخل لفرضهم على عروض المؤسسات. وقد عادت الحركات الاحتجاجية لفئة البطالين للظهور بمختلف ولايات الجنوب، منها تلك التي حدثت مؤخرا بمدينة حاسي الرمل التي تضم عشرات المؤسسات البترولية، وكذا بإليزي وتمنراست، في مشاهد تذكرنا بتلك التي طبعت المنطقة منذ 2012. ولم تهدأ حركتها وأخذت أبعادا بدعوات أطلقتها جمعيات البطالين لتنظيم ما عرف بالمليونيات، وقد نظمت على مدار سنة 2014 عشرات المسيرات بولايات الجنوب، تزامنت أيضا مع الحراك الشعبي لإلغاء قرار استغلال الغاز الصخري في الجنوب، ولم يهدأ إلا بتأكيد الحكومة على التراجع عن قرار استغلال الغاز الصخري.وسبق أن أصدرت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، أول أمس، بيانا تندد فيه بالخروقات الحاصلة في التوظيف، مطالبة أيضا بإعادة النظر في سياسات التشغيل ككل التي أثبتت، حسبها، عدم نجاعتها في امتصاص نسبة البطالة، وأهدرت الكثير من الجهد والأموال العمومية، دون أية خطة واضحة لاستثمارها في مشاريع إستراتيجية من شأنها خلق مناصب شغل منتجة ودائمة.ويأتي إقدام بطالي ورڤلة على خياطة أفواههم في مشهد غريب اهتز له سكان المنطقة، بعد أن شهدت ورڤلة وبعض المناطق المجاورة لها احتجاجات سابقة، كان يعتمد منظموها طريقة احتجاز شاحنات الشركات البترولية العاملة بالمنطقة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات