الطيارون يعلقون الإضراب مقابـل نصف أجــور الشركات الأجنبيـة

+ -

 قرر طيارو الجوية الجزائرية تعليق إضرابهم الوطني، بعد تلقيهم دعوة من المديرية العامة لاستئناف المفاوضات المتوقفة. وأمهل نقابيو الشركة الإدارة آجالا تنتهي بعد “لقاءين لا أكثر”، للاتفاق حول شبكة أجور جديدة، حيث طالبوا “برواتب بنسبة 50 بالمائة فقط من تلك التي يتقاضاها طيارو شركات الطيران الأجنبية..”.نجحت إدارة الخطوط الجوية الجزائرية في امتصاص غضب طياريها، وإقناعهم بوقف الإضراب الوطني الذي كان مقررا يوم أمس. وحسب مصدر نقابي مسؤول، فإن إدارة الشركة وجهت دعوة جديدة لممثلي هذا السلك لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ مدة، والتعجيل في تلبية المطالب التي يعتبرها الطيارون “ملحة ولا تحتمل التأجيل..”.وقال المصدر ذاته إن طياري الشركة وافقوا على استئناف المفاوضات، ماداموا كانوا يطالبون بذلك، لكنهم اشترطوا على الإدارة “عدم التماطل” في تسوية الوضعيات العالقة، حيث حذروا من أن تلبية انشغالات الطيارين “لن تتطلب سنة من المفاوضات”، فالطرفان باشرا التحاور حول ملف الأجور منذ أكثر من ست سنوات.. ما يعني أن تلبية هذا المطلب لن يستغرق أكثر من جلستي عمل..”. وبناء على ذلك، فإن المديرية العامة للشركة ستكون أمام تحدٍ كبير يجبرها على الرضوخ لأهم مطلب ينادي به الطيارون، ويتعلق الأمر برفع الأجور وتعزيز السلك بطيارين جدد، من خلال فتح أبواب التوظيف لرفع الضغط الكبير، حسبهم، على هذا السلك بالذات، حيث أصبحوا يعملون ساعات إضافية لسد العجز دون مقابل مالي.وحسب المصدر النقابي الذي تحدث لـ”الخبر”، فإن طياري الجوية الجزائرية الذين يبلغ عددهم حوالي 400 طيار، قرروا تعليق الإضراب، في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات بين الطرفين، وحملوا الإدارة مسؤولية ما سينتج عن أي تماطل “آخر” في تجسيد المطالب، على رأسها رفع الأجور “على الأقل” بنسبة 50 بالمائة فقط من رواتب طياري شركات الطيران الأجنبية، علما أن معدل أجور هذا السلك يتراوح بين 30 مليون و40 مليون سنتيم حاليا.وتطالب نقابة الطيارين أيضا بتعزيز هذا السلك من خلال فتح أبواب التوظيف “دون محسوبية أو بيروقراطية”، على أن يتم تقليص إجراءات التوظيف التي تستغرق حاليا سنوات، ما بين الإعلان عن المسابقة وإجراء الامتحانات الأولية إلى غاية الوصول إلى قائمة الفائزين وإخضاعهم لعملية التكوين في بريطانيا.ومن المقرر أن يلتحق 150 طيار جديد بالجوية الجزائرية خلال الأشهر القادمة، حيث يخضعون حاليا للتكوين في “أكسفورد”، في انتظار عمليات توظيف جديدة من شأنها رفع الضغط عن مهنيي القطاع، بشكل يمكّن من تحسين شروط العمل، وبالتالي وقف النزيف الكبير في هذا السلك باتجاه الخليج، حيث بلغ المعدل السنوي للطيارين الذين يغادرون الشركة منذ مجيء بودربالة، حسب مصادرنا، حوالي 40 طيارا باتجاه شركات طيران عالمية تقدم حوافز وإغراءات مالية، ستكون وراء هجرة جماعية من الجوية الجزائرية ما لم تعجل هذه الأخيرة في تسوية وضعية مستخدميها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات