أمضت 30 سنة من حياتها تتنقّل من روضة أطفال إلى أخرى، ربّت أجيالا وأجيالا، أدخلت الفرحة في قلوب الآلاف من أطفال الجزائر ورسمت الابتسامة على وجوههم، ولم ينته دورها في تربية ورعاية البراءة فقط، بل تزيّنت أغلب جدران وأسقف أقسام رياض العاصمة بأشغالها اليدوية.يحتفظ الكثير من الشباب الذين مروا على روضات “البريسكو” بباب الوادي والبريد المركزي وحيدرة بصورة السيدة صباح هوام في ذاكرتهم، ويتذكرون جيدا إيقاع صوتها الرقيق وهي تنشد لهم الأغاني والأناشيد، وبحركاتها الرشيقة تروي لهم الألغاز والنكت، ومن دون شك ليس بمقدورهم نسيان الأشغال اليدوية البسيطة التي ورثتها صباح عن المربين القدامى و”حرصتُ على نقلها للأجيال الصاعدة”، على حد قولها. تعود صباح إلى بداية مشوارها عندما قررت ولوج عالم الشغل، “فخيّرني والدي بين العمل في سلك التعليم أو مربية أطفال في روضة”، وتلبية لطلب الوالد وبحثا عن رضاه، قررت صباح وقتها الانطلاق في عملها واحتكت بالبراءة، وسرعان ما كسبت ودّهم وأصبحت لها عائلة جديدة خارج المنزل، لم تبخل عليها بشيء “بغضّ النظر عن المسئولية التي كانت تقع على عاتقي في المنزل في تربية إخوتي الصغار”، تضيف صباح.تمكنت محدثتنا خلال ثلاثة عقود اشتغلت فيها كمربية أطفال، من تدوين اسمها بأحرف من ذهب في أغلب رياض الأطفال بالعاصمة، على غرار روضة بباب الوادي وروضة صوفيا بالبريد المركزي، وآخرها روضة أعالي حيدرة، وزيّنت خلالها العشرات من الأقسام بأشغالها اليدوية البسيطة. تقاعدت صباح عن العمل، مؤخرا، في آخر محطة لها بروضة أعالي حيدرة بالعاصمة، لكن شغف صناعة الأشكال الملوّنة ونسج الأشغال اليدوية لا يزال يسري في وجدانها، تقول محدثتنا: “لا زلت بين الفينة والأخرى أقوم بإنشاء بعض الأشكال البسيطة، وأمنحها على شكل هدايا في مختلف المناسبات والأعياد”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات