مدان بتهمة "فنان".. وجرائم الإرهاب "نتناساها ولا ننساها"

+ -

قدمت الأيام السينمائية بالجزائر، أمس الأول، عروض الأفلام القصيرة الجزائرية ضمن المسابقة الرسمية للدورة السادسة للأيام التي تحتضنها قاعة سينماتك العاصمة، وقدمت المسابقة ثلاثة عشر فيلما قصيرا، أنتجت معظمها في إطار ورشة تكوينية من تنظيم المعهد الثقافي الفرنسي، استفاد منها شباب جزائري. كان حضور الصحافيين والإعلاميين في إنجاز الأفلام القصيرة قويا، وعرض كل من الصحفية فلة بورجي من صحيفة ”الوطن”، والصحفية بدرة حفيان من وكالة الأنباء الجزائرية، والصحفي أمين خلفات من ”الشروق نيوز”، رفقة مجموعة من المخرجين الجزائريين المغتربين، تجاربهم الإخراجية في نقل الحكايات عن الفن والعشرية السوداء والقيود التي تفرضها عادات وتقاليد المجتمع.من الصحافة إلى الإخراج السينمائينقلت شاشة الأيام السينمائية بالجزائر، تجارب بعض الإعلاميين في الإخراج، حيث قدّم برنامج الأفلام القصيرة، أربعة أفلام صنعها صحافيون من مؤسسات إعلامية جزائرية، استفادوا من ورشة تكوينية، من تنظيم المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر، وكانت البداية من رؤية إخراجية جزائرية شابة، قادمة من عالم الصحافة إلى عالم الإخراج السينمائي لأول مرة، حيث اختارت الصحفية فلة بورجي أن تطرق أبواب الفن والإبداع في الجزائر بفيلم ”ثورة ناعمة”، من خلال تسجيل حكاية ويوميات الطالبة ياسمين بورويلة من معهد الفنون الجميلة بالجزائر، وكيف حاصرتها وزميلاتها نظرة المجتمع والقوانين والتهميش، بسبب اختيارهن لرسالة الفن ورهانهن على الإبداع من أجل ضمان مستقبلهن، غير أن مُضي وزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي الوصيتان على المعهد نحو تجاهل حقوق الطلبة المشروعة في الحصول على اعتراف بالشهادة الممنوحة لهم، بعد خمس سنوات من الدراسة في المعهد، فجّر أزمة زادت من حيرة الطلبة الذين وجدوا أنفسهم أمام هذا الوضع مضطرين لإطلاق صرخة بعنوان ”انفجار”. وقد تقربت التجربة السينمائية الأولى للمخرجة فلة بورجي من يوميات الطلبة خلال الإضراب، واستفادت كثيرا من عملها في مجال الصحافة لتوقّع الصورة في خمسة عشر دقيقة كانت كافية لتختزل حكاية شباب معهد الفنون الجميلة.حكايات العشرية السوداء لم تنتهاختار الفيلم القصير”أمس سأعود” للصحفية بدرة حفيان، أن تمضى نحو التفتيش في دفاتر سنوات العشرية السوداء في الجزائر، ونقل رحلة معاناة أحد ضحايا الإرهاب محمد، الذي رفض العودة إلى القرية التي شهد فيها اغتيال والده وأخته، ورافق الفيلم لمدة 15 دقيقة سؤال واحد، هل ستستطيع المخرجة إقناعه بالعودة إلى القرية ولو عاد كيف ستكون ردة فعله؟ حيث حرصت المخرجة بدرة حفيان على نقل ردود فعل واقعية ومراقبة محمد الذي اكتشفت بعد كل تلك السنوات أنه يستطيع أن ”يتناسى” الألم والعذاب ويمضي نحو المستقبل كغيره من عشرات الجزائريين الذين استسلموا للنسيان من أجل المستقبل، ورغم ذلك إلا أن بعض الأشخاص من ضحايا الإرهاب رفضوا العودة إلى القرية واعتبروا ذلك ”انتحارا جديدا”.نسيبي ..”أنا لست فيلما إباحيا”عرضت أيام التجربة السينمائية القصيرة للمخرج الفرنكو- جزائري المغترب حسان بلعيد ”نسيبي”، الذي سبق وأن عرض ضمن فعاليات مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في عرض أول، ويقدم في العاصمة لأول مرة، مثيرا موضوع المفاهيم الاجتماعية الناقمة على كل من يخرج عن طواعيتها، فعندما يتعلق الأمر بموضوع يتناول شخصية ”شاذ جنسيا”، أو متحول جنسي، فإن الأمر يسقط مباشرة في قفة ”الأفلام الإباحية” من وجهة نظر المجتمع. وقد جاء فيلم ”نسيبي” الذي أنتج من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، محاولا تحرير بعض ”عقد المجتمع”، ويدفع نحو معالجة أعمق لمفهوم الحرية الفردية. بينما اختار الممثل مراد خان أن يدخل عالم الإخراج عبر بوابة الأفلام القصيرة، متناولا موضوعا اجتماعا بعنوان ”بونيف” سلّط من خلاله الضوء على نظرة المجتمع إلى المادة، وكيف يتم احتقار المعاق جسديا، وقد تمحورت مواضيع الأفلام المشاركة في الحديث عن الفن، تحديدا كما جاء في فيلم المخرج كمال يعيش ”بابيون” وفيلم” فا مي سول” للمخرج فوزي بوجمعة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات