+ -

إنّ الإسلام منهج ذو خصائص متميّزة من ناحية التصوّر الاعتقادي، ومن ناحية الشّريعة المنظّمة لارتباطات الحياة كلّها، ومن ناحية القواعد الأخلاقية الّتي تقوم عليها هذه الارتباطات ولا تفارقها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وهو منهج جاء لقيادة البشرية كلّها. والبشرية بمجموعها اليوم تعاني من النّظم والمناهج الّتي انتهت إلى ما تعانيه، وليس هناك منقذ إلاّ هذا المنهج الإلهي الّذي يجب أن يحتفظ بكلّ خصائصه كي يؤدّي دوره للبشرية وينقذها مرّة أخرى. لقد أحرزت البشرية انتصارات شتى في جهادها لتسخير القوى الكونية وحقّقت في عالم الصّناعة والطبّ ما يشبه الخوارق -بالنسبة للماضي- وما تزال في طريقها إلى انتصارات جديدة.. ولكن ما أثر هذا كلّه في حياتها النّفسية؟ هل وجدت السّعادة والطّمأنينة والسّلام؟ كلا!لقد وجدت الشّقاء والقلق والخوف والأمراض العصبية والنّفسية والشّذوذ والجريمة على أوسع نطاق. وهذه البشرية هي الّتي يعمل ناس منها على حرمانها من منهج الله الهادي، وهم الّذين يُسمّون التطلّع إلى هذا المنهج ”رجعية” ويحسبونه مجرّد حنين إلى فترة ذاهبة من فترات التاريخ، وهم بجهالتهم هذه أو بسوء نيتهم يحرمون البشرية التطلع إلى المنهج الوحيد الّذي يمكن أن يقود خطاها إلى الطّمأنينة والسّلام فإلى النّمو والرّقي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات