معلمة صارعت السرطان حتى أكملت رسالتها

+ -

 في قسنطينة شهر نوفمبر 1977 وهي في عمر الزهور، حيث ظلت السيدة شريفة خنوف تنتقل من مؤسسة إلى أخرى تؤدي رسالتها التعليمية منذ تلك الفترة إلى غاية إحالتها على التقاعد، ولم يمنعها صِراعها مع مرض السرطان من مواصلة ما بدأته والانتصار عليه. بدأت السيدة شريفة خنوف رحلة التدريس وهي تبلغ من العمر 19 سنة، حيث درست اللغة العربية ولقّنتها لتلاميذ التعليم الأساسي منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين إلى غاية سنة 2013. انتقلت في مسارها التعليمي عبر العديد من المؤسسات التعليمية بين قسنطينة وميلة، لتوفق بين حياتها العملية والعائلية بما أنها أم لـ5 أطفال ظلت ترعاهم وتعلمهم مبادئ الحياة الصحيحة والسليمة وهي الرسالة ذاتها التي كانت تمنحها لمئات التلاميذ الذين قالت إنها تعتبرهم أبناء لها، وقدمت لهم القواعد الأساسية في التعليم طيلة 32 سنة من حياتها، قبل أن ينتهي بها المطاف بمدرسة “شلوفي الطاهر” ببلدية عين اسمارة، حيث حصلت على التقاعد.السيدة خنوف أصيبت بداء سرطان الثدي سنة 2000 وظلت تتابع علاجها قبل خضوعها للجراحة من أجل استئصال الورم 7 سنوات بعد اكتشافها له، وتوالد الورم من جديد وظهر في حياتها لتخضع لجراحة أخرى ورحلة علاج طويلة سنة 2012، إلا أن هذا المرض لم يثن من عزيمتها تجاه واجبها الذي أقسمت على مواصلته كما بدأته، وذلك على أسس صلبة ومتينة، وبصفة الأستاذ الحقيقي صاحب الأخلاق والقدوة لكل التلاميذ، حيث تجاوزت الضعف النفسي وما يسببه السرطان من آلام ولم تتغيّب عن تقديم الدروس وأعطت ساعات إضافية إلى غاية حصولها على التقاعد، حيث قالت إنها سعيدة الآن بلقائها بتلاميذها الذين يتقلد بعضهم اليوم مسؤوليات، فيما لم يواصل آخرون مشوارهم الدراسي.الأستاذة المتقاعدة شريفة، وبعد حصولها على التقاعد وتفرغها من مسؤولية التدريس، اختارت أن لا تستسلم للمرض وأصبحت عضوا نشيطا في جمعية واحة لمساعدة مرضى السرطان في قسنطينة، حيث تقدم النصائح للمصابات بالسرطان من أجل تجاوز مرحلة اليأس، وتعبئة النساء وحثهن على الذهاب والكشف عن سرطان الثدي، كما تسعى دائما للمشاركة في الحملات التحسيسية والتوعوية، لأنها ترى أن الوعي وفهم الداء ومواجهته أفضل وسيلة للشفاء بدلا من الهروب منه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: