انطلقت بقسنطينة، اليوم الثلاثاء، أشغال اللقاء الجهوي الثاني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين، الذي تجري فعالياته في قاعة المحاضرات الكبرى أحمد باي "زينيت".
ولدى افتتاحه للتظاهرة، أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، على أهمية التكامل بين مختلف الفاعلين في الدولة، منوّها بالدور الحيوي للإعلام الوطني، وتأثيره العميق في النفوس والقيم والتوجهات، وقال إن "الإعلام يمثل أساسا للحوكمة، فحضوره يعني الانسجام وغيابه يؤدي إلى التفكك، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاعتزاز بالنموذج الوطني".
واستحضر المتحدث مثالا تاريخيا معبرا عن سور الصين العظيم، الذي شُيّد كرمز للحضارة ومنعة الصين، إلا أن الغزاة تمكنوا من اختراقه بسهولة عن طريق شراء ولاء الحراس.
وخلص الوزير من هذه القصة، إلى أهمية التكوين القائم على المعارف والقيم والتوجهات والقناعات والمبادئ، باعتباره الحصن الحقيقي في وجه الظروف الطارئة والأزمنة الصعبة.
وأضاف وزير الاتصال أن الجزائر دولة ذات طبيعة اجتماعية، مستمدة جذورها من بيان أول نوفمبر المجيد، مؤكدا أن القيم التي حملها هذا البيان ما زالت نبراسا يضيء طريق الدولة ومؤسساتها.
وأوضح محمد مزيان أن اهتمام رئيس الجمهورية بالصحافة والأطباء والمعلمين، وكل من يخدم الوطن بتفان، ينبع من إدراك أهمية هذه المهن وأصحابها كرموز وقدوة في كل زمان ومكان.
وأشار الوزير إلى الحملات التي تستهدف الجزائر، عازيا ذلك إلى تميزها ونجاحها في مختلف المجالات، وسعيها الدائم نحو التقدم. وأكد أن هذه الحملات تسعى لتعطيل مسيرة التنمية، مشددا على ضرورة تبني الأخلاق المهنية والآداب في التعامل مع الرسائل الإعلامية، خاصة في هذا الوقت الحساس.
وأعرب مزيان عن اعتزازه الكبير بعائلة الإعلام الوطني، مؤكدا أن الشعب الجزائري يقدر الإحسان ويتخذ صاحبه فردا من العائلة، بينما يرفض الغطرسة والمتاجرة بالمؤسسات.
واستنكر المتحدث محاولات البعض للعب على وتر الخلاف وزرع الفتنة، مؤكدا أن القيم الوطنية تمثل خطا أحمر لا يمكن تجاوزه. وشدد على أهمية الوحدة والتكاتف في مواجهة التحديات، مستنكرا في الوقت ذاته سلوك بعض "الجيران" الذين نكلوا بشعوبهم، كما رفض بشدة محاولات تشويه صورة الجزائر والمساس برموزها.
ولدى إعلانه عن انطلاق فعاليات هذه الدورة الثانية للقاء الجهوي الثاني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين، أكد على أهمية تشكيل لجان متخصصة لمناقشة المحاور المطروحة وتقديم التوصيات والمقترحات التي سيتم نقلها بأمانة، للجهات المعنية للنظر فيها وتطبيق الرشيدة منها.
يجدر الذكر أن هذه الفعالية شهدت مشاركة 400 صحفي من مختلف وسائل الإعلام، السمعية البصرية والمكتوبة وكذا الإلكترونية، والذين وفدوا من عشر ولايات شرقية.
ويتضمن برنامج اللقاء أربع ورشات تخص "الترسانة القانونية الجديدة المنظمة لقطاع الاتصال وأخلاقيات المهنة" و"واقع الصحافة السمعية البصرية والصحافة المكتوبة والإلكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس" و"الاتصال المؤسساتي ودوره في الترويج لصورة الجزائر" و"التكوين المتخصص والمتواصل واستشراف مهن المستقبل".
ويعد هذا اللقاء الثاني من نوعه لفضاءات النقاش المفتوح مع رجال الصحافة والإعلام، على أن يكون متبوعا بلقاءات أخرى بباقي مناطق البلاد، وفق وزارة الاتصال.
وعلى هامش الفعالية، عرج الوزير على محطة التلفزيون الجهوية بقسنطينة، حيث اطلع على نوعية الحصص والبرامج التي تبث لصالح المشاهد. كما تنقل إلى المقر الجديد لإذاعة قسنطينة الجهوية، حيث أعلن عن تمديد ساعات البث الإذاعي من 12 ساعة، إلى 24 ساعة.
صوفيا منغور
22/04/2025 - 13:58

صوفيا منغور
22/04/2025 - 13:58
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال