أكد أستاذ العلاقات الدولية بجنيف، الدكتور حسني عبيدي، أن توقيف الموظف القنصلي الجزائري في باريس يهدف إلى التشويش على العلاقة وإفشال جهود المصالحة بين البلدين، ودعا الجزائر لتفويت الفرصة على من يتربص بها وأن لا تنساب إلى مسار تصعيدي تهدف إليه العديد من الجهات.
وقال الدكتور حسني عبيدي، في تصريح لـ"الخبر"، إن ما حدث يصعب تبريره قانونيا، بدليل أن الواقعة محل التحقيق القضائي في فرنسا تعود إلى عدة أشهر، أي عندما كان البلدان يستعدان لزيارة رسمية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى فرنسا، وبالتالي ليس من مصلحة الجزائر القيام بأي تصرف يسيء إلى العلاقة بين البلدين في ذلك التوقيت وكذلك يعطل مشروع الزيارة التي كان من المفروض أن يقوم بها الرئيس تبون إلى باريس.
ولا يستغرب حسني عبيدي إحياء هذه القضية من أجل إعادة شبح التأزم إلى العلاقة الفرنسية الجزائرية وإحراج الرئيس ماكرون ووزير خارجيته جان نويل بارو ووزير العدل جيرالد دارمانان الذي من المنتظر أن يقوم بزيارة إلى الجزائر في الأيام المقبلة.
ولفت المتحدث في السياق إلى أن العديد من الأطراف المتمكنة في السلطة في فرنسا، سواء داخل الأحزاب السياسية أو في الحكومة وخاصة محيط وزير الداخلية بونو روتايو، لم تكن متحمسة ولا راضية عن عودة الدفء للعلاقة بين الجزائر وفرنسا ولم تكن ترغب في استعادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ملف العلاقة بين الجزائر وفرنسا.
- الوطن
- 12-04-2025
- 22:08
انتكاسة جديدة في العلاقات الجزائرية الفرنسية
وزارة الخارجية، استدعت السفير الفرنسي، اليوم الجمعة، للاحتجاج على وضع أحد الموظفين القنصليين الجزائريين، رهن الحبس المؤقت.
يذكر أن الرئيس تبون قد اتفق، خلال اتصال هاتفي من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أسبوعين، على عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها بعد أشهر من الأزمة، مع استئناف التعاون في مجال الأمن والهجرة. وشدد الرئيسان على أن متانة الروابط - لاسيما الروابط الإنسانية التي تجمع الجزائر وفرنسا والمصالح الاستراتيجية والأمنية للبلدين وكذا التحديات والأزمات التي تواجه كلا من أوروبا والحوض المتوسطو –إفريقي ـ كلها عوامل تتطلب العودة إلى حوار متكافئ بين البلدين باعتبارهما شريكين وفاعلين رئيسيين في أوروبا وإفريقيا، مُلتزمين تمام الالتزام بالشرعية الدولية وبالمقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة. كما اتفقا على العمل سويا بشكل وثيق وبروح الصداقة هذه بغية إضفاء طموح جديد على هذه العلاقة الثنائية، بما يكفل التعامل مع مختلف جوانبها ويسمح لها بتحقيق النجاعة والنتائج المنتظرة منها.
وفي هذا السياق قال الدكتور حسني عبيدي إنه: "منذ المكالمة الهاتفية ما بين الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي لم نسمع أي تصريح من قبل وزير الداخلية برونو روتايو والأطراف المحسوبة على اليمين المحافظ واليمين المتطرف والمعارض لعودة علاقات طبيعية بين الجزائر وفرنسا".
وتابع قائلا: "الرئيس ماكرون أصبح في فخ لأن أي تصريح سيفهم كتدخل في استقلالية القضاء. نحن أمام عملية تم التحضير لها جيدا. المستهدف إجهاض التقارب بين الجزائر وفرنسا وإضعاف موقف وزير العدل الذي هو في خلاف مع وزير الداخلية وكلاهما له مطامع انتخابية".
أمام هذا التحدي، يرى حسنى عبيدي أنه على السلطات الجزائرية تفويت الفرصة على جميع من يتربص بها وأن تعالج الأمر بحكمة وترو وأن لا تنساب إلى مسار تصعيدي تهدف إليه العديد من الجهات حفاظا على المكسب الأساسي، وهو توطيد العلاقة بين دولتين وازنتين والحفاظ على علاقة قوية على مستوى الرئيسين وعلى المستوى السياسي والاقتصادي والمجتمعي، وانتقاد العلاقة بين الدولتين أصبح سلعة تجارية مربحة على المستوى الداخلي في فترة تعيش فيها فرنسا انتخابات تنافسية حامية ومصيرية للبلدين.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال