الوطن

فرنسا تواجه عار مخلّفات ماضيها الاستعماري البشع

كل الشعوب التي عانت من نفس الويلات، تطالب اليوم بنصيب من العدالة ولو كانت رمزية.

  • 897
  • 1:46 دقيقة
الصورة: ح. م
الصورة: ح. م

لا تواجه فرنسا مخلّفات ماضيها الاستعماري وآثاره البشعة في الجزائر فقط، نظرا لما اقترفه التصور الاستدماري طيلة سنوات الاحتلال. فكل الشعوب التي عانت من نفس الويلات، تطالب اليوم بنصيب من العدالة ولو كانت رمزية، من خلال استرجاع بقايا وجماجم أهاليها التي وضعت بعيدا بآلاف الكيلومترات في متحف الإنسان بباريس، وكأنها تشهد على تاريخ أليم لا تزال باريس إلى الآن ترفض الاعتراف بجرائمه.

وعلى غرار مطالب الجزائر في استرجاع جماجم المقاومين وأرشيفها أيضا، من المقرر إعادة في أوت جماجم الملك تويرا واثنين من محاربي الساكالافا الذين قُتلوا في عامي 1897 و1898 أثناء الغزو الفرنسي لمدغشقر، تتويجاً لعملية طويلة بدأت في عام 2003.

أخذت العديد من الرؤوس والتماثيل النصفية المصبوبة للعبيد في عام 1840 إلى المستشفى الاستعماري في سان دوني دي بوربون، وتم الحصول عليها بعد عدة عقود في شكل جماجم وقوالب من قبل متحف التاريخ الطبيعي في باريس. وهي اليوم موجودة في متحف الإنسان في العاصمة الفرنسية، مع الإشارة إلى الأصول المفترضة أو الحقيقية لهؤلاء الأشخاص والتي ترتبط أحيانا بمدغشقر، وأحيانا أخرى بموزمبيق، بحيث أن أصولهم في أقاليم ما وراء البحار الفرنسية قد مرّت جزئياً دون أن يلاحظها أحد.

وتكشف هذه الممارسات النظرة المتعالية التي كانت فرنسا تعامل من خلالها شعوب الأقاليم المستعمرة والتي لا تزال لحد الآن، حيث يتبناها مسؤولون فرنسيون محسوبون على التيار المتطرف، والتي تبكي على أطلال الماضي الاستعماري وتصّر على معاملة شعوب ودول اقتلعت استقلالها بالكفاح والتضحية من وجهة نظر دونية تحمل صورة المستعمرات القديمة.

وتطالب الجزائر فرنسا باسترجاع جماجم المقاومين الموجودة في متحف الإنسان، ضمن برنامج استرجاع الممتلكات التاريخية والأرشيف، وهو التوجه الذي تبنته بعض الجهات المنصفة، على غرار مجلس المنظمات غير الحكومية الفرنسية الجزائرية الذي يضم مختلف المنظمات غير الحكومية ومجموعة واسعة من الشخصيات والنخب الفرنسية والجزائرية، حين أطلق لائحة تطالب الحكومة الفرنسية بإعادة جماجم المقاتلين الجزائريين بعد مرور 170 عاما على نقلها من الجزائر إلى فرنسا من قبل قوات الاستعمار الفرنسي.

وطالبت اللائحة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالوفاء بالتزاماته التي أعلنها خلال حملته الرئاسية الماضية، واستكمال إرجاع أكثر من 500 من الجماجم في خزائن المتحف، بعدما جرى إرجاع 24 فقط في شهر جويلية 2020، خاصة بعدما صادقت الجمعية الوطنية الفرنسية في 26 ديسمبر 2023، على قانون ينص على إعادة رفات الموتى للمقاتلين من أجل الاستقلال إلى الجزائر.

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer