مجددًا، تصريحٌ مقزّز من برونو روتايو، أدلى به صباح أمس الأربعاء على أمواج إذاعة "أر.أم.سي"، وفي انسجام تام مع شخصيته المهزوزة، نفث زعيم اليمين الفرنسي المتطرف العنصرية والكراهية، سيلًا من السموم تجاه الجزائر.
حسب منطوق لسانه، فإن "الجزائر ترى في فرنسا كبش فداء لمداراة إخفاقاتها الذاتية". إنها أغنية قديمة يتم تدويرها منذ فترة ليست بالقصيرة في نفس الأسطوانة المشروخة كلما سنحت له الفرصة، ضمن تحركات بل شطحات ميكيافيلية، حيث لم تعد الجزائر سوى ذريعة لإرضاء أسياده الإيديولوجيين، وهو بهذا السلوك المنحرف والانتهازي، يؤدي دور المحرّض، مستغلا الجزائر للصعود إلى أعلى هرم يمين غارق في مستنقع الكراهية والإنحطاط الأخلاقي والإنحراف الهوياتي.
روتايو ذاك المريض الذي يسخر من الطبيب من على برجه العاجي "البولوري"، ظانا أنه نجح في تحويل الجزائر إلى كيس ملاكمة، مبتذلا -من حيث لا يدري- ذاته كي يجلب إليه الانتباه والاهتمام المفقود، مصورا ما يفعله ضربات قوية بوسعها أن تنال من سؤدد الجزائر والجزائريين ومتفائلا بأحلام اليقظة بمدحه حنين الاستعمار.. مستعيرا قناع الاعتدال، ومخبئا وراء صورة الرجل المتعطش للسلطة، وعلى أتمّ الاستعداد لارتكاب كل الدناءات والأفعال الشاذة والقبيحة ليصبح زعيم العصابة.
إنه اليوم "بثرة" الإعلام لفرنسا المصابة المريضة بالإنفلونزا، تشخيص لمرضٍ خطير، حيث يصبح تزييف التاريخ حجة انتخابية.. بدعم من إعلام فانسان بولوري، ومساندة خفيّة من الشبكات الملوثة. لقد اختار روتايو معسكره بوضوح: معسكر المليارديرات المتطرفين وورثة الهالك جون ماري لوبان ومنظمة الجيش السري "أو.أ.أس" وعُبّاد الماضي الإمبراطوري الوهمي.
هذا المهووس بالجزائر الجديدة والمنتصرة، يريد أن يرأس حزب "الجمهوريين" ويطمح للوصول إلى قصر الإليزيه، عبر بوابة الدوس على التاريخ الجزائري، مشوها شعبًا مجتهدا في تبني مبدأ فرّق تسد.. كل مقابلة صحفية أو تلفزيونية تصبح بصقًا دبلوماسيًا، كل جملة إهانة للذكاء ولإنقاذ ماء وجهه، يلوّح بحججه الضعيفة: "أنا أميّز بين الشعب الجزائري وقادته"، يا له من نفاق! متجاهلا أن هؤلاء القادة خرجوا من صلب الشعب الجزائري بالانتخابات ويحظون بالتفاف لا نظيره له وقلّ ما نشاهده في دول تتغني بالديمقراطية والتنوير صباحا ومساء، مسببة الصداع لشعبها قبل شعوب غيرها من الدول.
فلينظر روتابو المنبوذ إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الجزائرية التي تغلي منذ 24 ساعة، مطالبة رئيسهم عبد المجيد تبون بعدم السفر إلى العراق خوفًا على حياته.. إنه حدث غير مسبوق أو بالأحرى تصرّف يكشف عن العلاقة الروحية القوية التي تربط الرئيس بشعبه.
من داخل برجه النتن، لا يحاسب روتايو إلا أمام مموّليه، لا أمام مواطنيه المتحسرين على ما آلت إليه حالة ساستهم. يدّعي زورا ونفاقا أنه "يحب ويحترم" الجزائريين، بينما يصافح من يبكون على جان ماري لوبان، المعتدي المعترف به الذي يُقدّسه أتباعه المرضى بالعنصرية وخطاب الكراهية. هذا هو الوجه الحقيقي لبرونو روتايو: رجل بلا هوية بلا ذاكرة، بلا شرف، بلا ضمير.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال