أعلن وزير الاتصال، محمد مزيان، في ختام فعاليات الملتقى الجهوي الثاني للصحفيين والإعلاميين الذي احتضنته قسنطينة، اليوم، عن التزام الوزارة برفع التوصيات الهامة المنبثقة عن هذا اللقاء، شأنها شأن مخرجات لقاء وهران، إلى رئيس الجمهورية في ظرف لا يتعدى يومين، وذلك بعد دراستها المعمقة.
أشاد الوزير بالزخم النوعي الذي ميز هذا الحدث، والذي شهد تنظيم أربع ورشات عمل متخصصة تناولت قضايا جوهرية تلامس واقع ومستقبل قطاع الإعلام في الجزائر. حيث تعمقت النقاشات في سبل تطوير الممارسة الصحفية وتعزيز الدور المحوري للإعلام في خدمة الوطن ومواجهة التحديات المتسارعة التي تفرضها الثورة الرقمية والتكنولوجيات الحديثة.
الورشة الأولى، التي نشطتها مديرة الإعلام والاتصال بالوزارة، خديجة خليفي، تمحورت حول "واقع الصحافة السمعية البصرية والمكتوبة والإلكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس". وقد خلص المشاركون فيها إلى ضرورة تبني برامج تدريبية متخصصة وطويلة الأمد في مجالات الذكاء الاصطناعي والميلتيميديا، بالإضافة إلى الاستثمار الذكي في التطبيقات المدفوعة التي تتيح كامل إمكانيات الذكاء الاصطناعي، وتفعيل اتفاقيات تعاون استراتيجية مع وزارة التعليم العالي للاستفادة من أحدث الأبحاث في هذا المجال.
أما الورشة الثانية، التي أطرها المدير المركزي للاتصال المؤسساتي بالوزارة، رضا طمطام، فقد سلطت الضوء على "دور الاتصال المؤسساتي في الترويج لصورة الجزائر". وقد تم التركيز على أهمية بناء وترسيخ صورة إيجابية للجزائر داخليًا وخارجيًا، مع التشديد على ضرورة تنظيم دورات تكوينية مكثفة للقائمين على الاتصال في المؤسسات، واستحداث مناصب مالية متخصصة في هذا المجال، والاستغلال الأمثل للتكنولوجيات الرقمية لتعزيز صورة البلاد على المستوى الدولي.
وفي الورشة الثالثة، التي قدمها البروفيسور نصر الدين بوزيان تحت عنوان "الترسانة القانونية الجديدة المنظمة لقطاع الاتصال وأخلاقيات المهنة"، تم استعراض آخر المستجدات القانونية والتحديات المتعلقة بأخلاقيات المهنة. وقد أوصى المشاركون بتعزيز التكوين المستمر للصحفيين، واقتراح إدراج مهنة الصحافة ضمن المهن الشاقة، والإسراع في إصدار النصوص التطبيقية للقوانين المنظمة للقطاع.
بينما ناقشت الورشة الرابعة، التي نشطها مدير التعاون والتكوين بالوزارة، عبد الجليل جغادر، موضوع "التكوين المتخصص والمتواصل واستشراف مهن المستقبل". وقد أكد المشاركون الأهمية القصوى لتطوير منظومة التكوين الإعلامي لمواكبة التحولات في سوق العمل، داعين إلى توفير برامج تكوين دورية ومستمرة وتمكين الإعلاميين من أدوات الذكاء الاصطناعي وتعزيز الشراكة بين المؤسسات الإعلامية والجامعات.
وفي كلمته الختامية، جدد وزير الاتصال التأكيد على الأهمية التي توليها السلطات العليا لتطوير قطاع الإعلام وتمكينه من مواجهة تحديات المستقبل، مؤكدًا أن التوصيات المنبثقة عن هذا الملتقى الهام ستكون محل عناية فائقة من قبل رئيس الجمهورية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيلها على أرض الواقع.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال