الوطن

"العلاقة مع الجزائر أصبحت رهينة لمناورات غامضة"

قال برونو فوكس، وهو من الأصوات المعتدلة في الأغلبية الرئاسية الفرنسية، في تصريحات صحفية، أن قنوات الحوار تقلصت بشكل كبيير.

  • 5347
  • 2:31 دقيقة
الصورة: ح. م
الصورة: ح. م

جدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية، برونو فوكس، الدعوة لإبقاء قنوات الحوار بين الجزائر وفرنسا مفتوحة، معترفا بأن العلاقات بين باريس والجزائر أوشكت على بلوغ القطيعة، فيما قالت صحيفة "لومانيتيه" الفرنسية إن العلاقة بين البلدين أصبحت رهينة لمناورات غامضة.

وأوضح فوكس، وهو من الأصوات المعتدلة في الأغلبية الرئاسية الفرنسية، في تصريحات لقناة 24، أن قنوات الحوار تقلصت بشكل كبيير، لكن التواصل، حسب رأيه، لن يتوقف بحكم تواجد ملايين الرعايا الجزائريين على التراب الفرنسي.

واستخدم المتحدث تعابير "متوترة جدا" و"حالة من البرودة" و"الخطورة" للدلالة على تدهور العلاقات الثنائية في الفترة الأخيرة، بعد فترة قصيرة من الهدوء وقال: "لم يسبق منذ 1962 أن شهدت عمليات إبعاد هكذا عدد من الدبلوماسيين".

واستدرك قائلا: "من المفيد إيجاد سبل لاحتواء الموقف كما جرى في محطات سابقة والعمل على استئناف الحوار ووضع حد للمزايدات، لأن هناك مصالح كبرى مشتركة تجمع البلدين".

وأعلن فوكس دعمه لموقف بلاده في قضية ملاحقة موظف قنصلي جزائري مشتبه في مسؤوليته في عملية اختطاف طالت الهارب من العدالة الجزائرية، المدعو أمير بوخرص، قبل عام، وقال إن الأنظار ستوجه إلى القضاء وكيف سيتصرف معها.

وهون المتحدث في رده على سؤال بخصوص ما يتعارف عليه بتوظيف العلاقات مع الجزائر لحسابات سياسية داخلية في فرنسا من المسألة، مشيرا إلى وجود قوى في الجزائر تعارض الحوار مع فرنسا، وهي تقف مع اعتماد سياسة القبضة الحديدية في الفترة الأخيرة.

في سياق آخر كشفت صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية الفرنسية، في تحقيق لها، تحول مجلس الشيوخ الفرنسي الذي يهيمن عليه الجمهوريون إلى ما يشبه استوديو، على شاكلة قناة "سي نيوز"، أحد الأذرع الإعلامية الرئيسية لليمين المتطرف في فرنسا.

ورصدت الصحيفة في تقرير لها معزز بالفيديو نماذج على انزلاق مجلس الشيوخ إلى صف اليمين الشعبوي واستدلت بمجموعة من القضايا والنقاشات والمبادرات، منها معالجة ملف العلاقات الجزائرية وهيمنة خطاب معاد للجزائر وإصدار قانون يحرم المقيمين بطريقة غير نظامية من الزواج.

ولفتت "لومانيتيه" إلى أن أنصار الماكرونية في مجلس الشيوخ انجرفوا في هذه الموجة في نوع من الوفاء لتحالف الحزبين الشريكين في التحالف الحكومي يمين وسط. وكتبت الصحيفة في مقال آخر تحت عنوان "الأزمة الدبلوماسية الحالية لا تخدم فرنسا ولا الجزائر"، موضحة أن العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر لم تعرف، منذ نهاية حرب الاستقلال سنة 1962، هذه المستويات من التوتر. وذكرت أن "العلاقة بين البلدين أصبحت رهينة لمناورات غامضة على ضفتي المتوسط. فمن هذا الجانب، يتسابق اليمين المتطرف واليمين المتشدد في إذكاء نيران الحقد القديم والغرق في حنين استعماري بائد"، فيما تؤجج أذرعهم الإعلامية الصراع وتدفع نحو المواجهة بهدف تصوير الجزائريين في فرنسا والفرنسيين من أصل جزائري كأعداء من الداخل وكطابور خامس يجب محاربته بلا رحمة".

وقالت الصحيفة إن الوزير برونو روتايو، الذي تستهويه الطموحات الرئاسية، يقود هذه الحملة البغيضة من موقعه في وزارة الداخلية.

ففي رؤيته المتطرفة، تبدو الجزائر وكأنها إحدى "دوائر النار" التي تحاصر فرنسا. أما في قصر الإليزي، فيتردد الرئيس إيمانويل ماكرون، تارة يمد يد التهدئة وتارة يلوّح بالانتقام. وفي وزارة الخارجية، لم يعد الوزير جان-نويل بارو، الذي أُرسل مؤخرا إلى الجزائر دون جدوى، يعرف كيف يتصرف.

وشددت الصحيفة الفرنسية على ضرورة وقف هذا التصعيد بشكل عاجل، معتبرة أنه لا مصلحة لأي من البلدين في هذا الصراع، فمن الناحية الاقتصادية والإنسانية والثقافية، فإن مصير فرنسا والجزائر مرتبط بشكل لا يمكن فصله.

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer