ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باستمرار "تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان" في ظل الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي عشية دخول الحرب بالسودان عامها الثالث، قال غوتيريش، أمس الاثنين، في بيان له "أشعر بقلق عميق إزاء استمرار وصول الأسلحة والمقاتلين إلى السودان، مما يسمح للنزاع بالاستمرار والانتشار إلى سائر أنحاء البلاد".
وجدد الأمين العام نداءه لوقف الحرب في البلاد، قائلا "يجب وقف الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة، يجب على أولئك الذين لديهم النفوذ الأكبر على الأطراف أن يستخدموه لتحسين حياة الشعب السوداني، لا لإدامة الكارثة".
ولم يذكر الأمين العام في بيانه أي دولة بالاسم، مشددا على أن "الطريقة الوحيدة لضمان حماية المدنيين هي وضع حد لهذا النزاع العبثي".
"بعد مرور عامين من الحرب المدمرة، لا يزال #السودان في أزمة ذات أبعاد مذهلة يدفع فيها المدنيون أعلى ثمن.
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) April 15, 2025
السبيل الوحيد لضمان حماية المدنيين هو إنهاء الصراع العبثي.
أشعر بقلق بالغ إزاء استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان".
-أمين عام الأمم المتحدةhttps://t.co/vhpQi4z9fg
وأشار غوتيريش في بيانه إلى استهداف العاملين في المجال الإنساني، "إذ فقد 90 شخصا منهم حياتهم منذ اندلاع الحرب بالسودان في 15 أفريل/نيسان 2023".
وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة، إلى تدمير الخدمات الأساسية وحرمان ملايين الأطفال في التعليم، وعدم قدرة سوى أقل من ربع المنشآت الصحية على مواصلة العمل في أكثر المناطق تضررا.
وكانت الهيئة الأممية، قالت أمس، إن مصادر موثوقة تؤكد أن قوات الدعم السريع قتلت 400 شخص في الهجمات الأخيرة في دارفور.
وأوضحت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني أن فريق المكتب في السودان تأكد حتى الآن من قتل الدعم السريع 148 شخصا، وأن الرقم مرشح للارتفاع.
كما قال خبراء في الأمم المتحدة إن السودان يواجه كارثة إنسانية متفاقمة مع تصاعد المجاعة والصراع، واستمرار الهجمات جراء الحرب.
ورأى تقرير، أعده خبراء المنظمة الدولية، أن السودان يشهد أزمة جوع، قد تؤدي إلى قتل الآلاف، وأن الأطفال محاصرون في مرمى نيران القصف المتواصل من "أطراف النزاع التي عرقلت أو نهبت المساعدات الإنسانية".
انتهاكات جسيمة في حق الأطفال
وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس الاثنين، أنه خلال الحرب المستمرة في السودان منذ عامين ارتفع عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال بنسبة 1000%، مناشدة العالم عدم التخلي عن ملايين الأطفال المنكوبين.
وقالت المديرة التنفيذية للوكالة الأممية كاثرين راسل في بيان إن "عامين من الحرب والنزوح حطّما حياة ملايين الأطفال في سائر أنحاء السودان".
وسلطت اليونيسيف في بيانها الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، بما في ذلك تعرّض أطفال "للقتل والتشويه والاختطاف والتجنيد القسري والعنف الجنسي".
وبحسب أرقام حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية من اليونيسيف، ويعتقد أنها أقل من الواقع، فإن عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح في السودان ارتفع من 150 حالة مؤكدة في عام 2022 إلى حوالي 2776 حالة في عامي 2023 و2024.
كذلك ارتفع عدد الهجمات على المدارس والمستشفيات من 33 حالة تم التحقق منها في 2022 إلى 181 حالة في العامين الماضيين.
بالمقابل، تضاعف خلال عامين عدد الأطفال المحتاجين إلى مساعدات إنسانية، إذ ارتفع من 7.8 ملايين في بداية 2023 إلى أكثر من 15 مليون طفل اليوم، وفقا لليونيسيف.
وقالت راسل إن "السودان يعاني اليوم من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لكنها لا تحظى باهتمام العالم، ولا يمكننا أن نتخلى عن أطفال السودان".
وناشدت المسؤولة الأممية المجتمع الدولي العمل لإنهاء الحرب في السودان، مشيرة إلى أن 462 ألف طفل في هذا البلد معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية الحاد في الفترة ما بين ماي/أيار وأكتوبر/تشرين الأول.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أفريل/نيسان 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال