اسلاميات

التصعيد في الساحل: اتحاد علماء إفريقيا يدعو لضبط النفس

في ختام أشغال المؤتمر العام الثالث بالعاصمة السنغالية دكار.

  • 3267
  • 2:42 دقيقة
صورة: ح.م
صورة: ح.م

أبدى علماء إفريقيا جنوب الصحراء المنضوون تحت لواء "اتحاد علماء إفريقيا" في ختام أشغال المؤتمر العام الثالث بالعاصمة السنغالية دكار، قلقهم تجاه التوتر السياسي والتصعيد الإعلامي بين الدول الإفريقية لاسيما في منطقة الساحل والقرن الإفريقي ومنطقة البحيرات الكبرى.

ودعا ممثلو الهيئة القارية الإفريقية المستقلة التي تضمّ 593 عضوا من العلماء المسلمين من 46 بلدا من دول إفريقيا جنوب الصحراء؛ وتتخذ من باماكو مقرا لأمانتها العامة؛ ويرأسها العالم السنغالي الشيخ الدكتور محمد أحمد لوح؛ عميد الكلية الإفريقية للدراسات الإسلامية في السنغال، ليلة أمس، إلى ضرورة الحفاظ على العلاقات الطيبة والتعقل والاتزان وضبط النفس في ردود الأفعال فيما بين دول الساحل.

وانطلق المؤتمر العام الثالث لاتحاد علماء إفريقيا، أول أمس السبت؛ ولمدة يومين، تحت شعار "الوقف عبادة وتنمية"، بحضور أزيد من 200 من أعضاء الاتحاد الممثلين لـ 46 دولة من إفريقيا جنوب الصحراء، حيث ناقشوا الجوانب الفنية بتجديد الهيكل العام للمكتب التنفيذي للاتحاد واتفقوا على إقرار الخطة الخمسية للفترة القادمة، وتنصيب الإدارة الجديدة للاتحاد للدورة الخمسية القادمة. كما ناقشوا موضوع الوقف من خلال أبعاده الدينية والتنموية، وتم استعراض تجارب وخبرات بعض الجهات والهيئات الإسلامية في منطقة شرق إفريقيا وغربها، وشدّدوا على ضرورة رد الاعتبار إلى موضوع فقه الوقف وقضاياه والمعاملات المرتبطة به في اهتمام المنظومة التعليمية والتربوية في المدارس الإسلامية في البلدان الإفريقية جنوب الصحراء، إلى جانب دعوة الجهات الرسمية والمجالس الإسلامية العليا في البلدان الإفريقية إلى بذل المزيد من العناية بالوقف وتكوين هيئات وجهات معنية بالوقف على ضوء المواصفات الشرعية ومتطلبات الحوكمة والجودة. مع العمل على برمجة ورشات وندوات توعوية تثقيفية لنشر الأفكار والمشاريع العملية عن الوقف ووسائل تطبيقاتها المعاصرة في المجتمعات الإفريقية بالتعاون مع جهات وهيئات إسلامية إقليمية ودولية أخرى.

وطالبوا الهيئات المدنية والثقافية والمرجعيات الدينية الإسلامية وغيرها إلى القيام بدور إيجابي للتخفيف من نتائج الأزمات السياسية بين الدول الإفريقية وإلى استخدام الدبلوماسية الثقافية وتوظيف آلياتها لتحقيق التهدئة حتى يعم الأمن والأمان والاستقرار والازدهار أرجاء القارة الإفريقية.

واستنكر البيان الختامي للمؤتمر وبشدة الجرائم البشعة وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها الآلة العسكرية الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني، داعيا الهيئات الدولية والإقليمية والمنظمات الإسلامية بواجبها القانوني والأخلاقي والإنساني في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.

وشدّد المؤتمر على أهمية مراجعة التراث الفكري والثقافي في جميع مدارس المسلمين لتجاوز الأخطاء الاجتهادية التي تشهدها المجتمعات الإسلامية المعاصرة. مع ضرورة دعم الدراسات الشرعية والعربية في جميع مراحل التعليم في البلاد الإفريقية باعتبارها التعليم الأساسي الذي تعتمد عليه حضارة الإسلام ويحفظ الأمة شخصيتها الإسلامية المتميزة، إلى جانب الاهتمام بتحقيق التراث الإسلامي الإفريقي عبر رسائل وأطروحات الدراسات العليا والبحوث والدراسات العلمية.

وطالب علماء إفريقيا بمراجعة قوانين الأسرة المستوردة التي حلت محل الأحكام الشرعية وتتحكم في المسلمين في دول كثيرة من القارة الإفريقية، وأشادوا بالدول الإفريقية التي تبنت قوانين لا تخالف الشريعة الإسلامية.

وأكد البيان الختامي لاتحاد علماء إفريقيا رفضه التام لفكرة أفرقة النصوص الشرعية التوقيفية في أداء الشعائر الإسلامية المنصوص عليها بالعربية مثل الصلاة والتلاوة بغير لغة القرآن، داعيا إلى الوقوف بشدة في وجه مثل هذه الدعوات والتوجهات في البلدان الإفريقية. مع التشديد على ضرورة الاهتمام بكتابة تاريخ الإسلام في إفريقيا بشكل صحيح وموضوعي غير متحيز بسبب تعرض هذا التاريخ للتحريف والتزييف بأقلام قوم لا يعترفون للإسلام رأسا ولا بأمجاد الأمة الإفريقية.

يشار إلى أن اتحاد علماء إفريقيا جنوب الصحراء، يعدّ مرجعية علمية فاعلة في المجتمعات الإفريقية، ويسعى إلى تعزيز دور العلماء والدعاة في قيادة المجتمع بشرائحه وطبقاته؛ وضبط الفتوى، والتفاعل مع القضايا والأحداث العامة في القارة، والتعبير عن مسلمي إفريقيا في المحافل المحلية والإقليمية والدولية.

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer