قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني، نهاية الأسبوع المنصرم، “تكية” لتوزيع الطعام في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد 6 مواطنين بينهم سيدتان وطفلة، إضافة إلى عدد من الإصابات بين المتطوعين والنازحين، وفق مصادر محلية. ويأتي هذا الهجوم بعد يومين فقط من استهداف تكية في معسكر خان يونس، أسفر عن ارتقاء شهيدين وإصابة آخرين، ما يعكس تصعيدا خطيرا في استهداف المنشآت الإنسانية.
هذه ليست حوادث معزولة، بل جزء من سياسة ممنهجة، إذ أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن قوات الاحتلال استهدفت منذ بداية الحرب أكثر من 26 تكية طعام، و37 مركزا لتوزيع المساعدات، ما يهدد حياة آلاف الأسر التي تعتمد على هذه المرافق كوسيلة أخيرة للبقاء.
وتعدّ تكايا الطعام (أقدم المؤسسات الخيرية التي تقدم الطعام للفقراء) المصدر الأساسي الذي تعتمد عليه عشرات آلاف العائلات للحصول على طعامها، في ظل إغلاق المعابر ونفاد البضائع من الأسواق. لكن المأساة تتجاوز القصف، فالجوع في غزة يطرق كل بيت، إذ أن تقارير منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن 60% من أطفال غزة يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يمنع الاحتلال دخول آلاف الشاحنات المحمّلة بالغذاء والمساعدات، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
الأخطر من ذلك أن هذا الاستهداف يأتي متسقا مع تصريحات قادة الاحتلال، فقد قال وزير المالية الصهيوني المتطرف، سموتريتش، صراحة: “لن ندخل حبة قمح واحدة إلى غزة”، وهو تصريح يكشف نيّة مبيّتة لتجويع الشعب الفلسطيني وحرمانه من أبسط حقوقه في الغذاء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. ورغم الصمت العربي والإسلامي والدولي، تواصل منظمات حقوق الإنسان التحذير من كارثة غذائية غير مسبوقة، في ظل الحصار الشامل ومنع إدخال الخيام، البيوت الجاهزة، والمعدات الثقيلة لانتشال آلاف الجثث تحت الأنقاض.
عبد الحكيم قماز
16/04/2025 - 22:38

عبد الحكيم قماز
16/04/2025 - 22:38
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال