أقلام الخبر

الإعلام الفرنسي والازدواجية "عيني عينك"

غضت الطرف عن جريمة قتل شاب داخل مسجد.

  • 696
  • 1:18 دقيقة

لا تكترث وسائل الإعلام في فرنسا في اظهار ازدواجيتها بلا خجل، فأقامت الدنيا لأيام طويلة منذ حوالي أسبوعين بعد أن قام مراهق بشتم حاخام في مدينة ستراسبوع، لكنها غضت الطرف عن مقتل شاب مسلم داخل مسجد بـ 50 طعنة سكين من قبل متطرف معاد للإسلام.

 هذا التعامل يدخل في منطق الأشياء، فوسائل الإعلام الفرنسية ساهمت بقسط وفير خلال السنوات الأخيرة في تغذية "الإسلاوفوبيا"، بتخصيص ساعات وساعات من برامجها اليومية لكل ما يمكن أن يسهم في "شيطنة" الإسلام والمسلمين، بمساعدة طبقة سياسية مجندة لذلك باستثناء اليسار وفي مقدمته حزب "فرنسا الأبية". فيحسب لها (وسائل الإعلام) أنها لم تمش في جنازة من قتلت.

 ويمكن اعتبار الشاب أبو بكر الذي قضى نحبه على يد عنصري في منطقة "لوغار"، أحد ضحايا حملة بروباغاندا ممنهجة، قادتها قناة "سي.نيوز" لمالكها الملياردير فانسان بولوري وأيضا "بي.أف.أم.تي.في". فقناة الملياردير، ظلت تمنح حيزا واسعا للعنصري ايريك زمور، قبل أن يتفرغ للسياسة عبر تأسيس حزب، رغم ادانته من قبل القضاء الفرنسي بتهم العنصرية والتحريض على الكراهية بسبب تصريحات أغلبها ضد المسلمين والمهاجرين.

 كما أن وسائل الإعلام بفرنسا لم تكتف بصب الزيت على نار الكراهية ضد الإسلام، بل وجهت أيضا سهامها ضد كل من يدافع عن المسلمين والمعاملة التي يتعرضون لها في فرنسا. فأصبح حزب جون لوك ميلونشون، "فرنسا الأبية"، محل حملة شعواء يتهم خلالها بالدفاع عن المسلمين لاستقطاب أصواتهم في الاستحقاقات الانتخابية.

 والخوف كل الخوف، أن تفتح هذه الجريمة العنصرية والسكوت الذي رافقها من قبل الإعلام والطبقة السياسية الفرنسية، شهية متطرفين يتخلصون يوما بعد يوم في فرنسا عن كل العقد وصاروا يجهرون بكراهيتهم للمسلمين والأجانب، ويومها ستكون أيادي من يعتبرون أنفسهم في طليعة الإنسانية والدفاع عن حرية التعبير ملطخة بالدماء.

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer