أقلام الخبر

الأنديجان والحركى الجدد في خدمة الاستعمار الجديد

هؤلاء الأنديجان راحوا يكتبون رسالة إلى وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، قبل زيارته إلى الجزائر، مطالبين تدخله بخصوص مسألة "حقوق الإنسان" في الجزائر.

  • 878
  • 5:12 دقيقة

لقد أصبحت العبودية الطوعية لـ"إتيان دو لا بواسييه" ليس فقط هوسا عند "الأنديجان" الجدد، بل أصبحت أيضًا أسلوبا للخضوع لأجندات أعداء الجزائر، من مستعمرين جدد وصهاينة وأولئك الذين يحنون إلى الجزائر الفرنسية، والفردوس المفقود، وبيادقهم الإرهابيين من الماك ورشاد.

إن البيادق المعروفين بتعاطفهم وتشجيعهم للأعمال الإرهابية التي ارتكبت ضد الشعب الجزائري، يتم رعايتهم اليوم بشكل جيد من قبل مخابر الاستعمار الجديد، مثل هذه الطبقة من الأنديجان الجدد الذين يمثلهم علي آيت جودي، صاحب منظمة "ريبوست أنترناسيونال"، أو حزب "بادا"، الذي يجمع في صفوفه عددا لا بأس به من الحركى الجدد والذي تم إنشاؤه مؤخرًا.

وهؤلاء الأنديجان راحوا يكتبون رسالة إلى وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، قبل زيارته إلى الجزائر، مطالبين تدخله بخصوص مسألة "حقوق الإنسان" في الجزائر، متناسين في الواقع مساءلته حول مطاردة الجزائريين الذين يواجهون جهاز الشرطة القمعي لوزير الداخلية الفرنسي المعادي للجزائر برونو روتايو وعسكرته للعدالة الفرنسية.

كما أن هذه الطبقة من الأنديجان الجدد التزمت الصمت عندما قُتل المراهق نائل بجبن على يد الشرطة الفرنسية، وتلتزم صمت القبور تجاه كل خرجات وتحركات العنصري والفاشي برونو روتايو.

تم تأسيس حزب الحركى الجدد في 1 نوفمبر 2023، متعمدين اختيار رمزية التاريخ لتشويه صورة كل ما يرمز لشجاعة وبسالة الجزائريين وتصميم الشعب الجزائري على التحرر من نير الاستعمار وبناء دولته الوطنية، وفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار وقسم مجاهدينا البواسل.

إن إنشاء "حزب PADA" لا يختلف عن الهجوم الجبان الذي نفّذته "الجيا" الإرهابية في 1 نوفمبر 1994 في سيدي علي في ولاية مستغانم، والذي أسفر عن مقتل حوالي عشرة أشخاص، من بينهم أطفال شهداء من الكشافة الإسلامية الذين جاؤوا لإحياء الذكرى الخمسين لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة وتكريم ذكرى شهدائنا الأبرار.

وبالإضافة إلى PADA، من الضروري تسليط الضوء على قناة اليوتيوب "Alternatv" التابعة لرابح مولى، ومقرها في كندا والتي لم تعد هناك حاجة إلى تبيان علاقاتها مع المنظمتين الإرهابيتين "الماك" و"رشاد". وكان عميل التضليل "الأنديجاني" الذي يعمل لصالح الإمبريالية الدولية، رابح مولى، معروفًا منذ زمن طويل باستثماراته اللامحدودة إلى جانب القوى الاستعمارية.

لياس جبايلي عميل الكيان الصهيوني

في السياق ذاته، تجدر الإشارة إلى أن أحد منشطي هذه الشرذمة ليس سوى لياس جبايلي، العميل الإسرائيلي، الذي جاء لمساعدة المخزن، من خلال تبرير قصف سائقي الشاحنات الجزائريين من قبل الجيش الملكي المغربي في نوفمبر 2021. وفي منشور له بتاريخ 5 نوفمبر 2021، تساءل هذا الحركي الباريسي الجديد عما كانت تفعله الشاحنات الجزائرية في الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب.

وهذا جبايلي هو صديق حميم لعلي جودي، زعيم المنظمة المكرسة للإرهاب الدولي والتي تسمى "ريبوست أنترناسيونال" والمروج للمخططات الإرهابية لـ"الماك" و"رشاد"، خدمة لقوى الشر وعلى رأسها جنرالات الإبادة الجماعية في الجيش الصهيوني.

وهو شريك صنهاجة أكروف (الناشطة النسوية الزائفة التابعة لليسار الاستعماري الفرنسي)، وهي مريضة نفسية من ساحة الجمهورية، والتي طالما ناضلت من أجل تدمير الجزائر من خلال قناة "الديمقراطية" التي يُحرم منها الشعب حاليًا في فرنسا. وما يفضح شعاراتهم هو الحظر الرسمي للمظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني، في حين يُسمح لمجموعاتهم الصغيرة بالهتاف علناً بكراهيتهم للشعب الجزائري في فرنسا.

وفي رسالتهم لوزير الخارجية الفرنسي، يؤكد الموقّعون على هذا النداء، أنه ليس بأي حال من الأحوال طلبا للتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر! إذا بماذا يتعلق إن لم يكن طلب مباشر للتدخل في شؤون الجزائر الداخلية؟

مع العلم أن هذا الإرهابي علي آيت جودي، الذي يعمل وسيطا بين منظمتي الماك ورشاد الإرهابيتين، قد ميز نفسه، بمشاركته اللافتة في قصر بوربون، في ملتقى نظم في الجمعية الوطنية الفرنسية في 15 أكتوبر 2021 والذي دعا إلى التدخل العسكري في الجزائر.

وصنهاجة أكروف ولياس جبايلي هما المنشطان، كأنديجان متنورون، للاجتماع الاستعماري الذي عقد في 26 فبراير 2022 لكل اليسار الفرنسي الذي اجتمع ضد الشعب الجزائري في بورصة العمل في باريس.

وصنهاجة أكروف هي أيضًا نادلة السياسة الأنديجانية، التي كانت حاضرة في الجلسة التي دعت إلى الحرب ضد الشعب الجزائري.

ريبوست أنترناسيونال- ماك، نفس المعركة؟

كما يوحي تشابه شعار المنظمة غير الحكومية لصاحبها جودي مع منظمة الماك الإرهابية، فليس من المستبعد أن يكون الموظف والمتاجر بـ"حقوق الإنسان" أقرب إلى استراتيجية الفوضى التدميرية التي يتبناها الإرهابي فرحات مهني، وهذا ليس مفاجئًا إذا أخذنا في الاعتبار أن علي آيت جودي هو ناشط قديم في الحركة الثقافية الأمازيغية تمامًا مثل صديقه فرحات مهني.

علي آيت جودي والإرهابي فرحات مهني

يُذكر أن منظمة "ريبوست أنترناسيونال" غير الحكومية قد قدمت "تقريرًا عن انتهاكات الحريات في الجزائر" إلى مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في جنيف في 15 سبتمبر 2020، ولم يكن النشطاء يرفعون العلم الجزائري أو راية المنظمة، بل علم بسعود- بينيت.

رابطة حقوق الإنسان والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، الداعمين للأنشطة التخريبية لإرهابيي الماك ورشاد وكذلك "ريبوست أنترناسيونال". في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن أعضاء مقربين للغاية من منظمة الماك (ريبوست أنترناسيونال لآيت جودي) ينشطون داخل هذه الرابطة.

مبدئيا يعتبر كل هذا كافيا لإبطال أقوال جودي وأشباهه، لأنه يبرهن أنه بالفعل من تلك الهيئات التي تستمر في مهاجمة بلد الشهداء والأشخاص الذين يرفضون الخضوع لإملاءاتها، مستخدمة قيما لا يؤمنون بها هم أنفسهم!

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن باتريك بودوان المثير للجدل للغاية، والذي كان أحد أشد المدافعين والمروّجين للحملة العدائية "من يقتل من" ضد الشعب الجزائري ومؤسساته، هو الذي فتح أبواب الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان لقيادة حرب ضد الجزائر لأكثر من ثلاثة عقود.

ويتعلق الأمر بالمؤامرة الأكثر دموية التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية ضد الشعب الجزائري منذ الاستقلال، بواسطة الوحوش التي أراد فرانسوا ميتران، الرئيس السابق لمقصلة فرناند إيفتون، تثبيتها في الجزائر.

ولقد أحبطت أجهزة الأمن الجزائرية و"الباتريوت" الجزائريين هذا المشروع الجهنمي في اللحظة الأخيرة، والذين أطلق عليهم باتريك بودوان اسم "الميليشيات"، وجرّهم إلى المحاكم الفرنسية التي رفضت قضيته. فمن سيصلح الضرر الذي لحق بهؤلاء المواطنين الجزائريين، ضحايا العقوبة المزدوجة: عقوبة المقصلة التي فرضها عليهم الإرهاب الإسلاموي وعقوبة الظلم الذي مارسها عليهم باتريك بودوان؟

ولإثبات بصمته الاستعمارية، المتمثلة في التآمر ضد الشعب الجزائري، وبالنيابة عن نظام الفصل العنصري لجنرالات تل أبيب، كان باتريك بودوان قد استقبل في مكتبه القانوني (في 6 يونيو 2023) المجموعة الإرهابية لحركة الماك، وعلى رأسها فرحات مهني.

فهؤلاء الإرهابيون البربر (شركاء إريك زمور، ريبوست أنترناسيونال...)، الذين يتم تجنيدهم من بين السكارى، في حانات مونتروي وسان دوني وبوبيني، في الدائرتين العشرين والثامنة عشرة في باريس، هم أولئك الذين شاركوا في الحشد الكبير المعادي للإسلام في "صراع الحضارات" لليمين المتطرف الأوروبي بأكمله، في إسباس شارينتون، في الدائرة الثانية عشرة في باريس في 18 ديسمبر 2010. دون أن ننسى أن هؤلاء الإرهابيين، شركاء رابطة حقوق الإنسان ورئيسها هم أنفسهم الذين يتظاهرون في باريس رافعين العلم الإسرائيلي، والذين أجبروا على تبني التحية النازية في مسيراتهم! وهو ما لا يبدو أنه صدم باتريك بودوان أو جيل مانسيرون، أو أي شخص في رابطة حقوق الإنسان!!!

*مختص في الشؤون الفرنسية والمغربية

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer