"الغرب لن يسمح للأطراف الإقليمية بأن تلعب في الداخل الليبي"

+ -

تم الإعلان مؤخرا من أديس أبابا عن تشكيل قوة عسكرية إفريقية، والبعض يقول إنها ستكون بديلا للقوة العربية التي تعثر تشكيلها، ما قولك؟ القوة العربية المشتركة تعثرت؛ ربما لوجود مشاكل جوهرية، ومحورها محاربة الإرهاب، والدول العربية غير مجتمعة على تعريف واحد للإرهاب، فبعض الأنظمة تتهم معارضيها السياسيين بالإرهابيين، ودول أخرى رافضة للتدخل العسكري على نحو منطق الجزائر المشرّف، وبالتالي لن يكتب لها الظهور والولادة. أما القوة الإفريقية، فمازالت حتى الآن حديثا وقد تواجه الصعوبات نفسها بصورة أو بأخرى، إلا إذا كان يراد بها قوة إفريقية ذات إسناد تتعدى مهام قوات حفظ السلام. كما أن الهيكل السياسي والعسكري للقوة لا يبدو واضحا، فهناك قوى كبرى تلعب في القارة الإفريقية وتريد استخدام وتشكيل القوة وأن لا تتعارض مع هذه الدول، على غرار فرنسا وايطاليا وتدخلهما في الشأن الإفريقي، وأيضا حلف الناتو، اعتبارا للمخاطر التي يتعرّض لها الساحل الإفريقي، وقد تواجه القوة صعوبات في التفاصيل على نحو قد يمثل مخاطر أكبر على القارة السمراء أكثر من المخاطر الحالية.معنى كلامك أن تشكيل القوة قد يشكّل خطورة أكبر على إفريقيا، كيف ذلك؟ الفكرة في التدخل هو إجماع الاتحاد الإفريقي على ضرورة التدخل العسكري، وهناك قوة لحفظ السلام تعمل في الصومال وتتعثر كثيرا، فهل المطلوب الآن قوة عسكرية ذات إسناد لنصرة الأنظمة الحاكمة كما يحدث في سوريا؟ أم التدخل في الشأن الداخلي للدول؟ وهل النظام الدولي سيسمح بهذا النوع من التعامل مع فصائل معينة بصبغة الإرهاب، ربما تكون ذات توجه سياسي، وعليه سننتظر بيان إنشاء القوة وشكل الهيكل السياسي والعسكري والمهمة التي ستوكل إليها.لكن هناك مخاوف من تدخل عسكري مصري تحت مظلة إفريقية، ما رأيك؟ ليبيا شأن دولي أوروبي خالص، وبالتالي لن يسمح للأطراف الإقليمية بأن تلعب في الداخل الليبي بسبب النفط والهجرة غير الشرعية وقرب الموقع الجغرافي (من أوروبا) وتنظيم داعش، كل هذا يمس الأمن الأوروبي بصورة مباشرة.. والنظام المصري بالتعاون مع الإمارات، قام بقصف “فجر ليبيا” في طرابلس، وبعد يومين توقفوا؛ لأن النظام الدولي يرفض ويعتبر الأزمة الليبية شأنا دوليا. كما أن ليبيا تتميز بأن شعبها ليس متطرفا ووجود داعش شبه معزول، والجزائر وتونس ترفضان التدخل العسكري، لأنهما أكثر تنبؤا للأزمة، والجزائر تملك رشادة سياسية.. بينما يتهيأ المجتمع الدولي وينتظر تشكيل حكومة الوفاق الوطني، والتدخل سيكون دوليا لا إقليميا لحساسية الموقف، ولن يكون احتلالا كما يفعل الروس في سوريا، حتى وإن اعترفوا بأن هناك حربا أهلية. وفي إفريقيا “بوكو حرام” هدف نموذجي لما يطلق عليه منظمات إرهابية، لكن هل يمكن أن يطلق على “فجر ليبيا” أنهم إرهابيون؟ بالتأكيد لا.. لو قامت أي عملية، ستقوم على غرار عملية الحل الموحد التي تابعناها في 2011 لدعم الثوار.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات