38serv

+ -

 أبى شهر جانفي 2016 الرحيل دون أن يأخذ معه العديد من صناع السينما ورواد الموسيقى العالمية، وقد اختار أن يرحل معه مثقف جزائري “عنيد” بأفكاره وآرائه، لتودع الجزائر الصحفي الطاهر بن عيشة، كما ودَّعت بريطانيا الموسيقى الأسطورة دافيد بوي، وغيب الموت الممثل الفرنسي ميشيل غالابو.. كل ذلك في شهر واحد.السينما العالمية تخسر سكولا وأيقونة الجمالمن عالم السينما إلى عوالم الأدب والموسيقى، توالت أخبار رحيل العمالقة شهر جانفي الماضي، بداية برحيل المصور السينمائي الأمريكي المميز لموس زيغموند الذي رافق أهم الأفلام العالمية لمخرجين كبار على غرار سبيلبرغ، منذ أن بدأ نشاطه في التصوير عام 1955، ليحوز على عدة جائزة منها بافتا، وحتى جوائز الأوسكار.وكانت صدمة السينما العالمية كبيرة في شهر جانفي، من بوابة السينما الإيطالية التي ودعت المخرج إتيور سكولا الذي ظل يعتبر واحدا من أشهر مخرجي السينما في ستينيات القرن الماضي، ومكتشف نجمات السينما الإيطالية على رأسهم صوفيا لورين، وحصل على جائزة الإخراج السينمائي في مهرجان كان سنتي 1976 و1978، والأوسكار عن فيلمه “يوم خاص”، وكان آخر أفلامه في 1983 بفيلم “الحفل الراقص”، قبل أن يعتزل العمل السينمائي في 2004.كما اختار شهر جانفي أن يأخذ معه الجمال والأناقة، ليودع العالم في شهر واحد الممثلة الإيطالية سيلفانا بامبانيني التي رحلت عن عمر ناهز 90 عاماً، وكانت تعد أيقونة للجمال الإيطالي مع صوفيا لورين وجينا لولوبريجيدا. وسطع نجمها إثر خسارتها مسابقة ملكة جمال إيطاليا سنة 1946، ما أثار جدلا في البلاد. واختارت ألا تتزوج بالرغم من المغازلات الكثيرة التي تعرضت لها، خصوصا من الزعيم الكوبي فيدال كاسترو والملك فاروق الأول والممثل عمر الشريف.في أثناء ذلك، كانت السينما الفرنسية قد توشحت الأسود في ليلة غَيَّب فيها القدر الممثل الفرنسي ميشيل غالابرو الذي ترك تاريخا فنيا حافلا على الشاشة الفضية، وساهم في أفلام عديدة أشهرها “درك سان تروبي” في العام 1964 مع النجم لويس دو فونيس.كما رحل المخرج الفرنسي جاك ريفيت بعد رحلة من الإبداع السينمائي، كان خلالها أحد مؤسسي حركة الموجة الجديدة في عالم السينما (نوفيل فاغ) في حقبتي الخمسينيات والستينيات، إلى جانب فرانسوا تروفو وجان-لوك جودار وإريك رومير وكلود شابرول.شهر جانفي يعزف مقاطع الحزن والوداعيعتبر رحيل مغني البوب البريطاني دافيد بوي واحدا من أسوء الأخبار في الساحة الفنية خلال شهر جانفي، فبعد صراع دام عامًا ونصف العام العام مع السرطان، رحل ديفيد بوي عقب أسبوع واحد فقط من احتفاله بعيد ميلاده الـ69، وإصداره آخر ألبوم غنائي في حياته بعنوان “بلاكستار”، وقد باع دافيد بوي حوالى 140 مليون نسخة من ألبوماته في جميع أنحاء العالم، وحاز خلال مشواره الفني على عدة جوائز قيمة.وقد عزف لحن الحزن أيضا على شواطئ الولايات المتحدة خلال شهر جانفي، لرحيل الموسيقي العبقري المؤلف وقائد الأوركسترا الفرنسي بيار بوليز قاد الأوركسترا الذي يعتبر من أهم الشخصيات الموسيقية المعاصرة.كما رحل المؤلف الموسيقي الفرنسي أوبير جيرو عن عمر ناهز 94 عاماً، وقد ألف مئات الأغني الناجحة جداً، مثل “مامي بلو” التي غناها الكثيرون من الفنانين، منهم راي تشارلز وسيلين ديون وخوليو إيغلاسياس وديميس روسوس وجوي ستار. وودع عالم الموسيقى في أمريكا الفنان الأميركي بول كانتنر وهو أحد مؤسسي فرقة الروك الأميركية “جيفرسون أيربلاين” التي اشتهرت في ستينيات القرن الماضي، كما بكت باريس الكاتب والمخرج الفرنسي جان لوي مارتينوتي الذي اشتهر خصوصا بإخراج أعمال أوبرالية بعدما أجرى عملية في القلب، والمدير العام السابق لأوبرا باريس، وهو من أدخل أعمالا موسيقية معاصرة إلى البرنامج الرسمي."جانفي" أحزن عالم الأدب والفكر والعالم العربيفي شهر واحد رحل الكاتب الفرنسي ميشال تورنييه الحائز على جائزة غونكور عن “لو روا دي زولن” في العام 1970، والذي رُشح عدة مرات إلى جائزة نوبل للآداب. وترجمت كتاباته إلى لغات عديدة. ويعتبر الكاتب ميشال تورنييه أحد كبار الكتاب الفرنسيين في النصف الثاني من القرن العشرين.عربيا عرف شهر جانفي رحيل المثقف والإعلامي الجزائري الطاهر بن عيشة الذي ترك إرثاً من عدة مؤلفات غزيرة عن الحضارة الإسلامية، ولُقِب “الرحالة” لكثرة أسفاره، ويُعتبر بن عيشة الراحل عميدَ الصحافيين الجزائريين، ويوصف بأنه شاهد على تحولات كبيرة عاشتها الجزائر، باعتباره صديق المثقفين.وودعت تونس المطرب محمد أحمد الذي كانت له إسهامات فنية كبيرة بين التلحين والغناء امتد قرابة 6 عقود.وزار الحزن أرض الكنانة بإعلان رحيل العديد من صناع الإبداع، منهم الفنان الكبير حمدي أحمد، والفنانة المصرية فيروز الملقبة بالطفلة المعجزة التي تركت الكثير من الأسرار التي حفلت بها حياتها الفنية. وودعت مصر الفنان المصري ممدوح عبد العليم، وقد كتب للعالم آخر كلماته عبر فايسبوك قائلا “أمنياتي كثيرة، أهمها أن يهدأ العالم ويتخلى قادته عن هذا الجنون ويجنحوا للسلم، وأن تمتلك كل دولة سيادتها على أرضها”. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات