+ -

كشفت خلاصة المؤشر العربي لسنة 2015، الذي يعده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عن تقييم “سيئ” للجزائريين للوضع الاقتصادي للبلاد بنسبة 40 بالمائة من المستجوبين. وعلى ضوء هذه النتيجة تحديدا، يسود وسط المجتمع الجزائري “تخوف” بنسبة 55 بالمائة من المواطنين من انتقاد الحكومة. نفذ استطلاع المؤشر العربي لعام 2015، بحسب الورقة التعريفية للدراسة التي نشرها المركز على موقعه الإلكتروني، أمس، خلال الفترة من ماي إلى سبتمبر 2015، في 12 بلدا وهي الجزائر والسعودية والكويت والعراق والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان وتونس والمغرب وموريتانيا. وقد شملت دراسة المؤشر كل مناحي الحياة في الجزائر، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية. ففي تقييم الجزائريين للوضع الاقتصادي الذي يعاني تهاويا لأسعار البترول باعتباره يمثل 98 بالمائة من الدخل العام، أظهرت النتائج أن 40 بالمائة من العينة المستجوبة ينظرون بـ”سوء” إلى الوضع الاقتصادي، و13 بالمائة لهم صورة “سيئة جدا”، بينما 7 بالمائة من العينة ذاتها يعتقدون أنها جيدة.ورغم أن نسبة “عدم الرضا” للوضع الاقتصادي وسط الجزائريين مرتفعة، إلا أن اتجاهات المستجوبين (جزائريين) نحو قدرتهم على انتقاد الحكومة، أشارت الدراسة إلى 55 بالمائة من الجزائريين أجابوا بـ”لا”، يعني أنهم يتخوفون من انتقاد الحكومة، فيما اقتربت نسبة المجيبين بـ”نعم” الذين ينتقدون الجهاز التنفيذي من 44 بالمائة. وأشارت الدراسة إلى أن تقييم مستوى الديمقراطية، من خلال معيار قدرة المواطنين على انتقاد الحكومة دون خوف، يفيد بأن 38 بالمائة من الرأي العام لا يمكنه انتقاد الحكومة من دون خوف. ويتقاطع هذا الوضع الاقتصادي “السيئ” للجزائر، مع تحليل أعطاه المؤشر العربي لأسباب الهجرة. فقد بينت النتائج أن 59 بالمائة من الجزائريين يرغبون في الهجرة لأسباب اقتصادية، على عكس دول عربية أخرى الذين يفضلون الهجرة لدوافع أمنية.وبشأن المشاركة السياسية للجزائريين، من خلال استخدام وسائل الإعلام الأكثر استعمالا للحصول على الأخبار السياسية، فبينت النتائج أن 71 بالمائة من الجزائريين يحصلون على الأخبار السياسية من القنوات الفضائية التلفزيونية و4 بالمائة من الراديو و12 بالمائة من الصحف اليومية (النسخ الإلكترونية والورقية)، و10 بالمائة عن طريق شبكة الأنترنت.وصنع الجزائريون، إلى جانب المغرب وتونس وفلسطين والعراق ولبنان، الاستثناء في مؤشر المنتسبين وغير المنتسبين إلى مجموعة من الهيئات والجمعيات المدنية والطوعية، حيث أظهرت النتائج أن الجزائريين أفادوا في الدراسة بأنهم منتسبون إلى أحزاب أو أن هناك أحزابا تمثلهم.وفي القسم الخامس من الدراسة، المتعلق بدور الدين في الحياة العامة والسياسية، وبالتحديد في اتجاهات الرأي العام نحو “الشرط الأهم الذي يجب توافره في شخص ما حتى يعد متدينا”، أظهرت النتائج أن 39 بالمائة منهم يرون أن المتدين هو الذي يقيم الفروض والعبادات، وبالنسبة لـ29 بالمائة فهو ذلك الذي يتمتع بصفة الصدق والأمانة، ولـ19 بالمائة فهو الذي يحسن معاملة الآخرين، و6 بالمائة الذي يصل الرحم ويرعى الأقارب.أما في الجزائر فقد استطلع رأي مواطنين لتأييد أو معارضة مقولة “ليس من حق أي جهة تكفير الذين ينتمون إلى أديان أخرى”، فكشفت النتائج أن 34 بالمائة يعارضون هذه المقولة، و15 بالمائة يعارضونها بشدة. كما يعارض 30 بالمائة من الجزائريين بأنه “لا يحق للحكومة استخدام الدين للحصول على تأييد الناس لسياساتها”، و8 بالمائة يعارضون بشدة.وفي شق المؤشر العربي لسنة 2015 المتصل بـ”الدول الأكثر تهديدا لأمن الوطن العربي”، توزعت النتائج بين 68 بالمائة من الجزائريين يعتبرون إسرائيل أكثر تهديدا، تليها الولايات المتحدة بـ23 بالمائة، ثم إيران 4 بالمائة.وعن التهديد الذي يشكله التنظيم الإرهابي “داعش”، أفاد 41 بالمائة من الجزائريين المستجوبين بأنهم لا يتابعون إطلاقا التطورات المتعلقة بتنظيم الدولة “داعش” في وسائل الإعلام، فيما 21 بالمائة يتابعونها نادرا، بينما 32 بالمائة يتابعون أخبار “داعش” أحيانا.أما الجزائريون الذين ينظرون بـ”سوء” إلى التنظيم، فبلغت نسبتهم 69 بالمائة، بينما يعتقد 59 بالمائة من الجزائريين أن “داعش” هو نتاج وجود التطرف والتعصب الديني في مجتمعات المنطقة، فيما يرى 30 بالمائة أن “داعش” هو نتاج وصناعة سياسات الأنظمة العربية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات