دعا علي فوزي رباعين، رئيس حزب عهد 54، إلى “تشكيل حكومة انتقالية لمواجهة الأزمة التي تعصف بالجزائر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية”، وذلك تمهيدا “لإجراء انتخابات نزيهة تعطي للنظام الشرعية وتعيد للشعب الكلمة”. وقال إن الحل في الاقتصاد يكمن في استغلال القدرات الفلاحية الكبيرة التي تزخر بها الجزائر.أوضح علي فوزي رباعين، في ندوة صحفية عقدها بمقر حزبه، أمس، بالجزائر العاصمة، أن “الجزائر تعيش أزمة حقيقية في كل المجالات، فعلى الصعيد السياسي كل المؤسسات مجمدة والرئيس مريض وعاجز عن أداء مهامه، وفي الشق الاقتصادي لازالت البلاد ترزح تحت اقتصاد البازار، وفي الجانب الاجتماعي تراجعت القدرة الشرائية للمواطن بشكل رهيب”. وعاد رباعين بالتفصيل إلى ما اعتبره أزمة سياسية تعيشها الجزائر، قائلا إن “الحكومة الحالية غير قادرة على مواجهة مشاكل البلاد وهي تكذب على الشعب، والسبب أنها حكومة تفتقد للصلاحيات المكدسة بيد الرئيس الذي هو غائب بدوره بسبب المرض، كما أنها حكومة تفتقد للحاضنة الشعبية لأنها لم تأت عبر الانتخاب”.وطالب رباعين، للخروج من الأزمة، بإعادة الكلمة للشعب وحل مشكلة الشرعية في الجزائر نهائيا، وهذا يمر، حسبه، “بتشكيل حكومة انتقالية تتقاسمها السلطة والمعارضة وتكون مشكلة من سياسيين لا من تكنوقراط، بغرض الاتفاق على رؤية لحل الأزمة وإدخال الجزائر في مسار ديمقراطي جديد يحدد فيه الشعب سلطاته بكل سيادة”.وأكد المترشح الرئاسي السابق، في موضوع الشرعية، على ضرورة الاعتبار من التجربتين المغربية والتونسية، حيث أجريت انتخابات ولم يطعن أحد أو يشكك في شرعيتها. وبدون ذلك، قال رباعين إن “الجزائر ستسير نحو الانفجار لا محالة، لأن الذي صرف 1000 مليار دولار دون أن يحقق شيئا لا يمكنه أن يستدرك الأمور بخزائن فارغة”.ولم تسلم حتى المعارضة المتكتلة في تنسيقية الانتقال الديمقراطي من هجوم رباعين الذي قال: “الذين أكلوا وشربوا مع السلطة لا يمكنهم اليوم أن يتحولوا إلى معارضين. أنا لست ضد التنسيقية وأتمنى لها التوفيق، لكن المشكلة أن المواطن لا يثق فيمن كان بالأمس مع السلطة ثم تخلى عنها فجأة”.وحول ما يتم تداوله عن صراع بين الرئاسة وجهاز المخابرات، أوضح رباعين أن “هذا الصراع إن وجد فهو ليس بالتأكيد صراعا على مصلحة المواطن ولكنه من أجل مصالح شخصية”، مدرجا ضمن هذه الرؤية قضية اعتقال الجنرال حسان، مسؤول جهاز مكافحة الإرهاب بدائرة الأمن والاستعلام في الجيش. أما اقتصاديا، فاقترح رباعين للخروج من أزمة انهيار أسعار البترول، بعد الإصلاح السياسي الذي يأتي أولا، إعادة الاعتبار للقطاع الفلاحي والصناعات التحويلية التي ترافقه، وأكد على وجوب تمكين الفلاحين من نقابات حقيقية تتيح لهم الدفاع عن مصالحهم عوض النقابة الحالية التي تستعمل سياسيا لأغراض الدعاية الانتخابية لصالح الرئيس.ووصف رئيس عهد 54 الاقتصاد الجزائري بـ”البازار” الذي تغيب فيه أبسط قواعد التعامل النزيه والشفافية، وهاجم بشدة سياسة العفو الضريبي التي أعلنت عنها الدولة، مفرقا بين تجارب باقي الدول التي تستهدف استرجاع الأموال المهربة ضريبيا فقط، والمثال الجزائري الذي يريد تسوية وضعية الجميع بمن فيهم أصحاب أموال تجارة المخدرات والسرقة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات