38serv
عاشت الحدود الجزائرية المغربية بمنطقة “روبان” في بني بوسعيد، صباح أمس، حادثة فريدة من نوعها عندما أقدمت 3 عائلات مغربية تتكون من 13 فردا ما بين رجال ونساء، على اقتحام الوادي الذي يربط بين المغرب والجزائر حاملين راية السلام للمطالبة باللجوء إلى الجزائر، بعدما طردهم المخزن من سكناهم بحكم قضائي. لقيت العائلات المغربية حين بلوغها التراب الجزائري بعدما عبرت الوادي والخندق اللذين يفصلان بين البلدين الجارين، كل الترحاب من قبل العائلات الجزائرية المقيمة على مستوى الحدود، وكذا عناصر الجيش الجزائري الذين استقبلوها بحفاوة ونقلوها إلى مقر قيادة حرس الحدود لبني بوسعيد لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة قبل توفير لها مقر إقامتها. وهذا في الوقت الذي تم فيه نقل ربة العـــــــائلة الكبيرة، وهي جزائرية الأصل، إلى مستشفى مغنية لتلقي العلاج كونها كانت في حالة صحية صعبة جدا.وعن حيثيات لجوء 3 عائلات مشكّلة من إخوة مغاربة ونسائهم وأولادهم، إضافة إلى أمهم الجزائرية، التي هي أرملة المرحوم “إيبردي” المعروف باسم “الطيب الحمليلي”، المقاوم المغربي والمجاهد الذي شارك في الثورة التحريرية إلى جانب إخوانه المجاهدين، أوضح جزائريون يعرفون هذه العائلة أشد المعرفة أن مواطنا مغربيا تابعهم قضائيا من أجل طردهم من منزلهم المتواجد بمنطقة “الفيضة” على أرض هي في الأصل تابعة لجزائريين، وحاز على حكم يقضي بطردهم.وقبل أكثر من شهر حضر المحضر القضائي مصحوبا بالقوة العمومية المغربية لتنفيذ قرار المحكمة، غير أنه تراجع بعد تدخل الجيران المغاربة الذين تضامنوا معهم ليمهلهم مدة إضافية لإخلاء السكن محل النزاع قبل طردهم بالقوة. وحينذاك هدد أبناء المقاوم المغربي والمجاهد مع الجزائريين بالهجرة إلى الجزائر عبر الحدود المقابلة لدوار روبان الجزائري.وبما أن المحضر القضائي مرفوقا بالمخزن حضر صباح أمس ونفذ قرار الطرد برميهم في الشارع رغم التضامن الذي أبداه جيرانهم تجاههم، فإن أبناء “الطيب الحمليلي” نفذوا تهديدهم وقادوا نساءهم وأولادهم وبناتهم وأمهم الجزائرية في اتجاه الشريط الحدودي لطلب اللجوء إلى الجزائر رافعين الراية البيضاء.ورغم محاولات المخزن لمنعهم من مغادرة التراب المغربي، إلا أنهم أصروا على اقتحام الحدود سلميا واللجوء إلى الجزائر التي قالوا إنهم يريدون أن يعيشوا فيها حياة كريمة.وعند بلوغهم التراب الجزائري استقبلهم حرس الحدود استقبالا جيدا، في الوقت الذي لم تترد فيه العائلات الجزائرية في تقديم لهم ما يحتاجونه من أكل وشرب بذراع مفتوحة.وبمجرد أن بلغ خبر هروب العائلات المغربية إلى الجزائر قيادة حرس الحدود ببني بوسعيد، سارع قائدها إلى أول مركز مراقبة أين استقبلهم الجنود الجزائريون ورحب بهم ثم نقلهم معززين مكرمين إلى مركز القيادة قبل اتخاذ الإجراءات القانونية الخاصة بعملية الاستقبال وضمان لهم إقامة محترمة. وبما أنه لاحظ أن الأم المسنة كانت في حالة صحية غير لائقة، أمر بنقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات