ثقافة

عائلة تعثر على قبر ابنها الشهيد بعد 68 سنة

عثرت عائلة حموم قريتي "تالة لبير وأث ويهذان" بأعالي بلدية بوجليل ولاية بجاية قبر ابنها الشهيد حموم محند بشير بمقبرة سعيدة، 67 سنة.

  • 43925
  • 3:37 دقيقة
عائلة تعثر على قبر ابنها الشهيد بعد 68 سنة
عائلة تعثر على قبر ابنها الشهيد بعد 68 سنة

عثرت عائلة حموم من قريتي "تالة لبير وأث ويهذان" بأعالي بلدية بوجليل ولاية بجاية على قبر ابنها الشهيد حموم محند بشير بمقبرة سعيدة، بعد 67 سنة من البحث والتقصي عن أخباره منذ مغادرته للقرية نحو فرنسا أثناء الثورة واختفاء أثره منذ تلك اللحظة، ويعود الفضل في اكتشاف أثره إلى الباحث في تاريخ مدينة سعيدة حسين والي.

 توفيت مقران حمامة والدة الشهيد وفي قلبها غصة على وحيدها بشير المولود في 1 جانفي 1932 بقرية أث ويهذان دوار تيقرين، وهو أخ لسبعة بنات، قبل مغادرته نحو فرنسا. سمحت أبحاث حسين والي من التوصل إلى تحديد مسار الشهيد منذ انتقاله إلى المغرب والتحاقه بدفعة "العربي بن مهيدي" للتكوين في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية تحت رقم 72 بتاريخ 7 مارس 1957 برتبة رقيب كعضو اتصال وكمساعد لنعاس لحبيب "بن أحمد" قبل تحويلهم نحو المنطقة السادسة سعيدة- معسكر الولاية الخامسة.

تعرض مقر قيادة المنطقة بمكان يسمى بوقدرة سيدي يوسف في 26 جانفي 1958 من طرف قوات العقيد دافزان والطيران الفرنسي، أسفرت العملية عن سقوط 18 شهيدا من بينهم مكيوي مامون قائد المنطقة بالنيابة وحموم محند بشير مشغل جهاز الاتصال اللاسلكي وسكريتير الناحية ملاح جيلالي، وقع 8 مجاهدين في الأسر من بينهم نعاس لحبيب المسؤول على جهاز اللاسلكي، وحجز 15 بندقية و3 مسدسات وقنابل وذخيرة.

بعد استشهاد حموم محند بشير أثناء تبادل إطلاق النار مع الجيش الفرنسي، تم دفنه في قبر واحد مع رفيقه ملاح جيلالي في مقبرة سيدي يوسف المعمورة، قبل إعادة دفن رفاته مجددا بعد الاستقلال في مقبرة سيدي زهار بمدينة سعيدة. قام الباحث حسين والي بمراسلة رئيس بلدية ايت أرزين ببجاية بخصوص هوية الشهيد بحكم وقوع خلط مع شخص آخر يحمل نفس الاسم مع اختلاف في تاريخ الميلاد وأسماء الوالدين، واطلعت عائلة شقيقة حموم محند بشير المقيمة في قرية " تالة لبير" على المنشور واتصلت به من أجل التنقل إلى منطقة سعيدة لزيارة قبر الشهيد بعد 68 سنة من البحث، وتنقلت رفقة شقيقتها الأخرى، يوم الجمعة 28 فيفري 2025، لمقبرة سيدي زهار بسعيدة وترحموا على روح الشهيد، في أجواء حزينة واحساس بالافتخار بسقوطه في ميدان الشرف من أجل الجزائر ومدفون مع رفيقه الذي استشهد إلى جانبه، مثلما روى حكيم مقران حفيد الشهيد لـ"الخبر" والذي رافق والدته وخالته.

كشف حكيم بعض التفاصيل حول خاله الشهيد قائلا "بعض الشهادات تفيد بأنه زاول دراسته في المنطقة وأدى الخدمة العسكرية في سنة 1952 بالحراش وكان يحضر معه خلسة ملابس عسكرية وجهاز مذياع من الثكنة اخفته جدتي في المنزل وسلمته فيما بعد لأحد المجاهدين من اغيل علي بطلب منه، غادر نحو فرنسا قبل اندلاع الثورة والتحق بفيدرالية جبهة التحرير بفرنسا حسب شهادة أحد الأقارب الذي رافقه للمطار يوم قرر الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني في المغرب بداية سنة 1957 ومنذ تلك الفترة لم يظهر عليه أي خبر رغم محاولات البحث عليه من طرف جدتي وجدي لأنه الابن الوحيد مع 7 أخوات، قام سكان القرية بكتابة اسمه على النصب التذكاري للشهداء وبنوا قبر رمزي لكن جدتي ماتت دون أن يندمل جرحها وحتى والدتي وشقيقاتها بقين ينتظرن أخباره أو ربما زوجة محتملة ولما لا أولاد، لكن لا شيء".

يتضح من خلال كتاب العضو السابق في مصالح الاتصالات السلكية واللاسلكية بالمغرب  حاج حدو محمد بعنوان "مناضلو الموجات وشهداء الثوة" وفي مارس دخل حموم محند بشير مدرسة الاتصالات السلكية واللاسلكية التي أسستها الجبهة وعبد الحفيظ بوصوف فوق الأراضي المغربية وكان رقمه 72 في دفعة العربي بن مهيدي قبل تعيينه في منطقة سعيدة باسم مستعار "بن احمد" كعضو مختص في جهاز اللاسلكي برتبة رقيب مع رفيقه نعاس لحبيب المدعو "حمزة" مسؤول الجهاز اللاسلكي". 

سقط الشهيد مع 18 من رفاقه من بينهم الملازم مكيوي مامون "عبد الرحمان" مسؤول الناحية بالنيابة والسكرتير ملاح جيلالي وبلحاج عبد القادر وبلحجار بن إبراهيم وبسعد يوسف وسعيد ولد خالد وقندوز عبد القادر وتعرض 8 مجاهدين للأسر من بينهم نعاس لحبيب وتم حجز أول جهاز لاسلكي في المنطقة الغربية وتم نقل الأسير نحو وهران وتعرض لأبشع أنواع التعذيب لانتزاع أسرار الاتصالات وشفرة الاتصال لكن دون جدوى واستشهد ولا تعرف عائلته مكان دفنه لغاية اليوم.

وشاية الحركي يوسف بن ابراهيم

تفيد المعلومات التي تحصل عليها حفيد العيد من الباحث حسين والي بأن اكتشاف مقر القيادة كان بوشاية من أحد الحركى يوسف بن ابراهيم الذي فر من صفوف جيش التحرير  الوطني والتحق بصفوف الجيش الفرنسي وتحول الى أكبر جلاد لرفاق الأمس ولا تزال الذاكرة المحلية في المنطقة تتذكر جرائمه ضمن فرقة الكومندو جورج المتكون خصيصا من مجاهدين سابقين تحولوا إلى حركى، ولقد نال يوسف الحركي العديد من الميداليات الحربية وتوفي بفرنسا في 27 جويلية 1968 وظل المستعمر يحفظ له الجميل وإطلاق اسمه باقتراح من الجنرال بيجار على دفعة ضباط فرنسيين سنة 2010 بحضور عائلته.

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer