الوطن

الجزائر – روسيا.. نحو تصفير الخلافات

أكد متابعون للشأن السياسي، العلاقات الجزائرية الروسية تسير نحو تصفير الخلافات كضرورة أملتها السياقات العالمية الجديدة وصول الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الحكم..

  • 34380
  • 2:27 دقيقة
الجزائر – روسيا.. نحو تصفير الخلافات
الجزائر – روسيا.. نحو تصفير الخلافات

أكد متابعون للشأن السياسي، أن العلاقات الجزائرية الروسية تسير نحو تصفير الخلافات كضرورة أملتها السياقات العالمية الجديدة بعد وصول الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب إلى الحكم.

وقال قدور بن عطية، محلل الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، إن العلاقات الجزائرية الروسية، مرت إلى مرحلة ترامب أو ما يسمى بمرحلة ما بعد الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهي فترة تتميز، على الأقل في الشهر الأول من الإدارة الأمريكية الجديدة، بالدبلوماسية المباشرة العلنية والأكثر برغماتية.

وأوضح في تصريح لـ "الخبر"، أن هذه المرحلة تتطلب "تجاوز بعض الخلافات في جزئيات معيّنة داخل الملفات التي تهم صانع القرار الجزائري والروسي، لاسيما ما يتعلق بالأوضاع في الشرق الأوسط وفي الصحراء والساحل وغرب المتوسط وحتى أوروبا".

وتابع: "تتميز المرحلة بما بعد الحرب الروسية الأوكرانية إذا تمت صفقة كييف، وما بعد سقوط نظام بشار الأسد (صفقة أنقرة) ووقف إطلاق النار في غزة (الخطة العربية لغزة) وربما أيضا نهاية الحرب في السودان والوصول إلى نقطة التوافق في ليبيا ومالي بضرورة العودة إلى ما أسماه الطرفان "التنسيق الوثيق" في السياسة الخارجية للبلدين على أساس قاعدتين جديدتين هي "التسوية السريعة للصراعات" (البعد الزمني) وبشكل حصري من خلال الطرق السياسية والدبلوماسية التي تتوافق مع القانون الدولي (البعد الموضوعي).

وإلى جانب ذلك، ألمح الطرفان خلال هذه المحادثات، إلى اتفاقهما على ورقة طريق جديدة يرى المتحدث أنها "تتضمن تحيينا للشراكة الاستراتيجية العميقة بين البلدين، لاسيما فيما يتعلق بالمهام الملحّة والأهداف الظرفية والمشاريع المراد إنجازها في المدى المنظور".

ولفت أنه "بجانب الشراكة الاستراتيجية، مرت الآلية الثانية، وهي الحوار السياسي عالي المستوى إلى مرحلة جديدة، وقد تم التركيز على ثلاثة مبادئ محيّنة، هي تعزيز الثقة بين الطرفين والتعاون على جميع الأصعدة في العلاقات المتعددة الأطراف، فضلا عن التعاون داخل مجلس الأمن الدولي، وهذه المبادئ تتطلب ديناميكية جديدة في التنسيق والتشاور السياسي وربما الاتفاق على وثائق عمل جديدة".

في النهاية يرى المتحدث أن "الاقتراب الحالي ضرورة أملتها السياقات الجديدة التي يعرفها العالم بعد صعود الترامبية الجديدة التي تقودها حركة "ماجا" والتي تتميز بمزيد من العمل المشترك، السريع والبرغماتي"، وهو ما يعني -حسبه- أن الجزائر وروسيا مقبلتان على مزيد من تصفير الخلافات وتعميق المشاريع المشتركة التي تتعدى الشراكة الاستراتيجية العميقة والتعاون العسكري والفضائي إلى مزيد من التحالف الاقتصادي والتكنولوجي وربما حتى العملياتي والميداني.

ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عبد الرزاق صاغور: "إن العلاقات الجزائرية الروسية كانت دائما وتاريخيا علاقات استراتيجية وعلاقات ثقة بين الطرفين، مستدركا في تصريح لـ "الخبر"، أن "رفض ملف انضمام الجزائر إلى البريكس وتصريحات لافروف حول الدول التي لم يقبل انضمامها إلى البريكس ليس لها تأثير إقليمي، وأشعرت الجزائر أن الحليف التاريخي تخلى عنها، خاصة لما رأت أن بعض الدول أقل منها شأنا أصبحت عضوة".

وعليه أصبحت العلاقات، حسب المتحدث، أكثر برودة، لكن لا روسيا ولا الجزائر كانتا مستعدتان للتصعيد. وأوضح صاغور أن "الجزائر دولة مهمة جدا وزبون كبير لروسيا، لهذا جرى لقاء عطاف ولافروف في جوهانسبورغ على هامش مؤتمر العشرين". ولفت أن العلاقات السياسية والعسكرية، باقية على حالها ولكن من حق الجزائر تنويع علاقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية تماشيا مع مصالحها. ويطرح المتحدث كثيرا من التساؤلات حول "سياسة روسيا في الساحل والتواجد العسكري، من خلال ما يسمى بالجيش الروسي الإفريقي فاغنر سابقا".

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer