استعرض المشاركون في ندوة "الذاكرة والاستعمار" بمكتبة المطالعة العمومية بعين وسارة بمناسبة ذكرى يوم الشهيد، عدة قضايا تتعلق بالجرائم الاستعمارية الفرنسية بالجزائر، وقال الأستاذ عطا الله إن عدد الجزائريين المنفيين إلى كاليدونيا الجديدة وجزيرة سانت مارغريت، يقدرون بـ 4000 جزائري بين عامي 1841 و1884، بينهم 800 من أتباع الأمير عبد القادر الذين نُفوا إليها في 26 جوان 1843. وأكد المتحدث أن الفرنسيين نهبوا ما يقارب 500 مليون فرنك من خزائن الداي، ما يعادل أكثر من 4 مليار أورو حاليًا، بالإضافة إلى سرقة المجوهرات وألماس، و1500 مدفع، إلى جانب كميات هائلة من الحبوب والمواد الغذائية تقدر بـ20 مليون فرنك، وأمور أخرى كثيرة.
نظّمت مكتبة المطالعة العمومية "الفقيد الصحفي آمحمد الرخاء" بعين وسارة، أمسية ثقافية مميزة بمناسبة ذكرى الشهيد، بإشراف رئيس المكتب الولائي الأستاذ دراجي سليم، وبمشاركة عدد من الأساتذة والباحثين المهتمين بتاريخ الجزائر وقضايا الذاكرة الوطنية.
شهدت الندوة حضور الدكتور عطاء الله أحمد، الذي قدّم محاضرة تحت عنوان "الذاكرة والاستعمار في الجزائر"، تناول فيها قضايا جوهرية مرتبطة بتاريخ البلاد وعلاقتها بالاستعمار الفرنسي، ومن بينها ملف الاعتذار، ومسألة الأرشيف، والتفجيرات النووية، وملف الأقدام السوداء، إلى جانب قانون 23 فيفري 2005، الذي سنّته فرنسا لتمجيد استعمارها في شمال إفريقيا، الذي وصفه بـ "قانون العار".
كما تطرق الدكتور عطاء الله إلى بعض الجرائم الفرنسية في الجزائر، ومنها عمليات التهجير القسري والنفي، حيث استعرض وثائق أرشيفية فرنسية تشير إلى نفي آلاف الجزائريين إلى أماكن بعيدة، مثل كاليدونيا الجديدة وجزيرة سانت مارغريت، التي نُقل إليها نحو 4000 جزائري بين عامي 1841 و1884، بينهم 800 من أتباع الأمير عبد القادر الذين نُفوا إليها في 26 جوان 1843. كما ذكر حادثة نفي ثلاثة من قبيلة رحمان بعين وسارة إلى الجزيرة نفسها في 11 فيفري 1854، بعد اعتقالهم لمدة عام كامل.
وفي سياق آخر، تطرّق المحاضر إلى الاختراق التجاري الفرنسي للجزائر قبل الاستعمار، الذي مهّد لغزوها عام 1830، مشيرًا إلى عمليات السطو والنهب التي قامت بها فرنسا الاستعمارية بعد احتلال مدينة الجزائر، وأوضح أن الفرنسيين نهبوا ما يقارب 500 مليون فرنك من خزائن الداي، ما يعادل أكثر من 4 مليارات أورو حاليًا، بالإضافة إلى سرقة المجوهرات وألماس، و1500 مدفع، وأطنان من البارود، إلى جانب كميات هائلة من الحبوب والمواد الغذائية تقدر بـ20 مليون فرنك، و70 رطلاً من الذهب و10 قناطير من الفضة من دار سك العملة.
وفي مداخلة قيّمة، تناول الدكتور حمزة، إمام المسجد الكبير، قيمة الشهيد والشهادة، مشددًا على المعاني السامية للتضحية في سبيل الوطن، وأهمية الحفاظ على الإرث النضالي لشهداء الثورة التحريرية.
واختُتمت الأمسية بالتأكيد على ضرورة استكمال رسالة الشهداء، ليس فقط في تحرير الوطن، بل في بناء الإنسان الجزائري الواعي، المتعلم، المبتكر، والمساهم في تحقيق سيادة القرار الوطني في مختلف المجالات، خاصة في الأمن الغذائي، والطاقوي، والمائي، والصحي، والتعليمي، والفكري.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال