يعتزم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، غدا الإثنين، استقبال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في بروكسل ضمن اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. غير أن هذه الخطوة أثارت موجة انتقادات من منظمات حقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية، التي وصفتها بأنها "غير مقبولة"، خاصة في ظل مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي هذا السياق، قالت إيف غيدي، مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في أوروبا: "من غير المقبول أن يفرش الاتحاد الأوروبي السجاد الأحمر لوزير الخارجية جدعون ساعر، بينما رئيسه، بنيامين نتنياهو، مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية. يجب أن تركز المناقشات على محاسبة المسؤولين عن الجرائم، وليس على تعزيز العلاقات مع حكومة متورطة في الإبادة الجماعية والفصل العنصري."
كما انتقدت أيضًا ما وصفته بـ "الصمت المخزي" للاتحاد الأوروبي إزاء التهديدات التي تواجه المحكمة الجنائية الدولية، مشيرة إلى أن عدم اتخاذ أي إجراءات ملموسة عقب العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة على المحكمة يثير تساؤلات حول أولويات الاتحاد الأوروبي.
وأضافت المنظمة أن الاتحاد الأوروبي يبدو وكأنه يفضل الحفاظ على علاقاته مع إسرائيل، رغم الاتهامات الموجهة إليها، بدلاً من دعم المؤسسات الدولية الساعية إلى تحقيق العدالة.
وتأتي هذه الانتقادات في وقت تواصل فيه إسرائيل توسيع مستوطناتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم أن محكمة العدل الدولية أكدت أن على الدول الامتناع عن أي تجارة أو استثمارات تساهم في استمرار الاحتلال غير القانوني. ومع ذلك، يواصل الاتحاد الأوروبي التعامل التجاري والاستثماري مع المستوطنات الإسرائيلية.
وقد وجهت منظمة العفو الدولية، إلى جانب أكثر من 160 منظمة مجتمع مدني، رسالة مفتوحة إلى قادة الاتحاد الأوروبي في 10 فبراير، تدعوهم فيها إلى فرض ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف انتهاكاتها للقانون الدولي، وضمان العدالة لضحايا جرائم الحرب. كما حذرت من أن استمرار العلاقات مع تل أبيب دون فرض شروط واضحة قد يجعل الاتحاد الأوروبي شريكًا غير مباشر في هذه الجرائم.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال