مجتمع

إنزال على محلات الألبسة قبل رمضان

ولجت سيدة أربعينية رفقة ابنتيها، اللتين تتجاوزا العشر سنوات، أحد محلات بيع الملابس الجاهزة ببلدية الدرارية أجل اقتناء ملابس العيد، تقربنا منها وأخبرتنا.

  • 22401
  • 4:14 دقيقة
إنزال على محلات الألبسة قبل رمضان
إنزال على محلات الألبسة قبل رمضان

ولجت سيدة أربعينية رفقة ابنتيها، اللتين لم تتجاوزا العشر سنوات، أحد محلات بيع الملابس الجاهزة ببلدية الدرارية من أجل اقتناء ملابس العيد، تقربنا منها وأخبرتنا أنها تعودت على شراء ملابس العيد في شهر شعبان، لأنها تخشى تراكم المصاريف عليها نهاية الشهر الفضيل الذي يقضي على الميزانية وعلى المدخرات، واستحالة ترشيد النفقات في ظل ارتفاع الأسعار.

تقول محدثنا: "أنا سيدة أرملة وبالكاد أوفر لقمة عائلتي المكونة مني ومن ابنتيّ في شهر رمضان، بحكم راتبي الشهري الذي لا يتعدى الـ 5 ملايين سنتيم، وبالتالي حرصت منذ أشهر على ادخار تكاليف ملابس العيد التي اقتنيتها لإحدى ابنتيّ، بعد أن كنت أشتريها بأسعار مناسبة جدا من معارفي الذين يجلبون الملابس من أوروبا وتركيا، وأدفع الثمن براحتي. وبتنهيدة طولية تضيف: "والأخرى أتيت بها اليوم إلى هذا المحل" باش نحّيها من الطريق".

يبدو أن قرار شراء ملابس العيد قبل رمضان أصبح خيارا مفضلا لكثير من العائلات، بخلاف ما كان عليه الحال سابقا، عندما كانت تنتظر قبيل انتهاء الشهر الفضيل خلال العشر الأواخر، لتصنع وأبناءها أجواء مميزة افتقدناها خلال السنوات الأخيرة.

وللوقوف على هذه العملية، زارت "الخبر" بعض الأسواق والمحلات التجارية في العاصمة على غرار سوق ميسوني، الدرارية، عين البنيان، الرويبة، محل "البرانتون" بالحراش والأبيار، حيث تنافست هذه المحلات على عرض منتجاتها بين البيع بالميزان ووضع لافتات لتخفيضات تراوحت بين 30 إلى 50 بالمائة، وقفنا على حركة تجارية كبيرة أين تجد هذه الأخيرة إقبالا تصاعديا للمواطنين من مختلف الشرائح العمرية على اقتناء ملابس العيد، حيث عرفت معظم الأسواق زحمة وتدافعا كبيرا، ناهيك عن الاختناق المروري الذي ميز بعض النقاط ومحاور الطرقات الرئيسية التي يكثر عليها الإقبال لاقتناء الملابس.

أسعار مرتفعة...

اقتربنا من بعض المواطنين، وتباينت الآراء بين مرحب بالأسعار ومن وجدها مرتفعة، تقول خليدة، موظفة وأم لطفلين، كانت تتجول بمحل "البارنتون" في الحراش: "صحيح أن الأسعار مرتفعة بعض الشيء، إلا أنه مثلما يقول المثل الشعبي "اللي خبا غداه لعشاه ما شمت فيه عداه"، أي أنه يجب ادخار مبلغ مخصص لكل مناسبة، مشيرة إلى أنها تخصص كل سنة مبلغا ماليا خلال هذه الفترة لشراء الملابس لبناتها، لذلك فإنها لا تواجه مشكلة غلاء الأسعار خاصة مع شهر رمضان.

وأضافت أنها تجد متعة كبيرة في اقتناء الملابس لبناتها خلال هذه الفترة، خاصة وأن شراء الملابس الجديدة للأطفال لعيد الفطر المبارك عادة ورثناها عن أجدادنا، ولا تكتمل فرحة العيد إلا بفرحة الأطفال''.

أما علي، عون أمن بإحدى المؤسسات وأب لثلاثة أطفال، فأكد أن شراء ملابس العيد للأطفال لم يعد له أية نكهة كالسابق، حيث كنا في الماضي نترقب قدوم عيد الفطر، ومنه نخرج لاختيار ما يناسب أطفالنا في جو مفعم بالفرح، لكن الخوف من ارتفاع الأسعار جعلنا نضيع الشعور بفرحة العيد وأصبح الحدث في غير أوانه".

وتابع: ''الأسعار هذه السنة ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة، حيث التهبت أسعار الملابس، ففرصة العيد لا تعوض وهناك بعض قطع ملابس الأطفال فاقت الـ 15000 دج، رغم أنها ليست من الماركات العالمية، الأمر الذي بات يجلب الدهشة حقيقة، خاصة وأن هذه الأطقم صغيرة الحجم لا ترقى إلى ذلك الحد والمستوى غير المعقول". وأضاف: "أفضل شراء الملابس في هذه الفترة للاستفادة من بعض التخفيضات أحسن من التداخل مع نفقات شهر رمضان.. وعلى الأقل أستطيع استغلال العشر الأواخر في العبادات أفضل من الخروج خلال السهرات الرمضانية للبحث عن الملابس". وأشار المتحدث إلى أنه يبحث عن محلات تعرض ملابس بأسعار معقولة، خاصة وأنه لا يستطيع اقتناء ملابس بتلك الأسعار المرتفعة.

وفي محطتنا الثالثة، وهي سوق ''ميسوني'' في العاصمة، توجهنا إلى إحدى السيدات التي بدت علامات الإعياء على ملامحها. تقول كريمة وهي موظفة بالقطاع الخاص وزوجها بدون عمل منذ سنة ونصف بلهجة من الحزن: "أكيد يهمني أن أسعد أطفالي لكن ليس على حساب ميزانية العائلة، تصوري طقم كان لا يتجاوز سعره قبل شهرين الـ 5000 دينار، وصل سعره إلى أكثر من 10000 دج، دون احتساب تكلفة التوصيل التي تتراوح بين 400 دج إلى 600 دج.. وهذا غير معقول".

وتضيف كريمة: "حرصت على ادخار مبلغ من المال اقتنيت به ملابس جديدة لأبنائي الثلاثة، أكبرهم في الثامنة من العمر، منذ شهر تقريبا، حتى أتفرغ لصيام رمضان وأداء صلاة التراويح".

ومن الشائع أن الارتفاع الجنوني للأسعار خلال رمضان، لا يقتصر على المواد الغذائية فحسب بل حتى الملابس والأحذية، حيث تتجاوز تكاليف كسوة طفل واحد الـ 10 آلاف دج.

أما رمزي الذي وجدناه رفقة زوجته وطفله الذي لم تتجاوز السنتين، بالأبيار في العاصمة، فقد أكد أنه يفضل استغلال محلات البيع بالميزان التي تكون عادة أقل سعرا من المحلات الأخرى، خاصة فيما يتعلق بالقطع الصغيرة التي لا تزن الكثير، وهو ما يتوافق مع حاجيات طفله الصغير وميزانيته المحدودة.

تجار متفائلون بالموسم...

وحسب صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة بذات المنطقة، فإنه من حق المواطن أن يتذمر من ارتفاع الأسعار، لكن التجار يجابهون مصاريف كثيرة أيضا في ظل الحد من الاستيراد، والتضخم الذي مس العديد من المواد الاستهلاكية.

وأكد المتحدث أن الإقبال هذا الموسم بدأ مبكرا، ما دفعهم إلى عرض منتجاتهم للعائلات التي تحاول الاجتهاد في تسيير ميزانياتها، مشيرا إلى أن الإنتاج المحلي للملابس رغم جودته يظل غير مطلوب بقوة بعكس الملابس المستوردة التي يجد فيها تنوعا، رغم أن أسعارها تفوق قدرات أصحاب الدخل المحدود وحتى المتوسط.

وكشف تاجر آخر بنفس المنطقة أن التجارة قبل شهرين من اليوم، شهدت كسادا كبيرا، لقلة الزبائن، ما جعل معظم التجار يحولون نشاطهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الاستعانة بمختلف تقنيات الترويج التي تعتمد على الفيديوهات القصيرة والمؤثرات السمعية البصرية، الأمر الذي جعلهم يستقطبون الزبائن، وجعل تجارتهم تنتعش خاصة مع اقتراب الشهر الفضيل.

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer