هل يلتزم البيت الأبيض باستراتيجيته المُعْلنَة في مجابهة الإسلاموفوبيا؟!

38serv

+ -

أعلن البيت الأبيض الخميس الفارط عن استراتيجية وطنية لمكافحة الإسلاموفوبيا “رُهاب الإسلام والعرب”، ورأى بعض المتابعين أنه يمثل خطوة تاريخية ومهمة لمعالجة قضية طالما عانى منها المسلمون والعرب الأمريكيون، بل وامتدت آثارها لتؤثر على المجتمعات الإسلامية والعربية في العالم أجمع.

الإعلان جاء في زمن مآسي غزة الشهيدة، وما يحدث في سوريا وزيادة هيمنة اليمين الجديد والتفسيرات الدينية للقيامة التي تربطها بالدجال المسيح، وهنا المخيال الغربي يعيد تنشيط ثقافة الحروب الصليبية، ونشير هنا إلى أن بعض الدول الغربية سنّت في السنوات الأخيرة قوانين مجابهة الإسلاموفوبيا، مع زيادة الاعتداءات ضد العرب والمسلمين.

ووفقا لدراسة حديثة صادرة عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) لعام 2023، فإن نحو 69% من المسلمين الأمريكيين أفادوا بأنهم تعرضوا لشكل من أشكال التمييز أو الكراهية على أساس دينهم، هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 16% على عام 2020، مما يبرز الحاجة الملحة للتصدي لهذه الظاهرة.

وتشير الدراسة ذاتها إلى أن الهجمات على المساجد تضاعفت خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث سجلت الولايات المتحدة 140 حادثة اعتداء على مساجد في عام 2023 وحده.
لكن السؤال هو أن جو بايدن يصدر هذه الإستراتيجية المتأخرة وهو راحل عن السلطة، وما هي الضمانات التي تجعلنا نطمئن أن الرئيس القادم ترامب سيلتزم بها ويفعّلها في ظل أزمة الشرق الأوسط ومشاكل المهاجرين المسلمين؟

وقد رحبت بهذا الإعلان الذي جاء في 64 صفحة منظمات عالمية منها، منظمة تدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين (كير)، ولو أنها “جاءت متأخرة” حسب تعبير بعضهم، لكننا نتصور أن زيادة الكراهية لها عوامل أخرى مادامت قضية فلسطين عالقة وحقوق الأقليات الإسلامية مهضومة في دول آسيوية، وكذلك قضايا الهجرة غير الشرعية، وغيرها من المشاكل المعقدة التي تنشط خيال وثقافة العداء والكراهية في التعليم والعمل والإعلام.

تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة رسّمت يوم 15 مارس 2022 يوما لمكافحة الإسلاموفوبيا، وينص القرار على تكثيف الجهود الدولية لتقوية الحوار العالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، على أساس احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات، وتبنى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مؤتمرا دوليا كل عام في مارس حول قضايا الإسلاموفوبيا.
وقد نشرت دراسة عن الموضوع مارس 2023، بعنوان: “الذاكرة والتأويل الديني في خِطاب الإسلاموفوبيا”. يمكن العودة إليها من خلال الرابط التالي:
(trendsresearch.org/ar).