الوطن

مساهمة: السيد دريانكور.. من تنهار، الجزائر أم فرنسا؟

 في يناير 2023، مقابلة صحيفة "لوفيغارو"، توقّع السفير الفرنسي السابق والدبلوماسي، وكيل المديرية العامة للأمن الخارجي، مدفوعا بالكراهية العميقة تجاه الشعب الجزائري، انهيار.

  • 16189
  • 3:51 دقيقة
مساهمة: السيد دريانكور.. من تنهار، الجزائر أم فرنسا؟
مساهمة: السيد دريانكور.. من تنهار، الجزائر أم فرنسا؟

 في يناير 2023، في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو"، توقّع السفير الفرنسي السابق والدبلوماسي، وكيل المديرية العامة للأمن الخارجي، مدفوعا بالكراهية العميقة تجاه الشعب الجزائري، انهيار الجزائر. وأنها ستجر فرنسا معها. والسؤال المطروح اليوم: ما هو الوضع، مع تنبؤات دريانكور الكاذبة والذي لا يزال يركض خلف الجزائر؟ الهالك دريانكور، لسان حال أعداء الجزائر وشعبها، ممثلا للوبيات الصهيونية، وأصحاب الحنين إلى الجزائر الفرنسية، والمنظمة المسلحة السرية الإرهابية، والنظام الإقطاعي الجديد للمخزن الذي يعود للقرون الوسطى، يؤكد من خلال تنبؤاته الكاذبة عدم قدرته كدبلوماسي على قراءة الأحداث بشكل جيد.

وعلى هذا الأساس نحاول الرد بالحقائق والحجج الموضوعية، التي لا علاقة لها بالشعبوية أو المزايدة.

 1 – من خلال خرجاته على بلاطوهات ومنابر وسائل الإعلام السائدة، وبأوامر من اللوبيات الصهيونية ونظام المخزن، حاول السفير الفرنسي السابق في الجزائر، جاهدا، ضرب مصداقية الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي جرت في سبتمبر الماضي وإعادة انتخاب الرئيس تبون. ولكنه فشل من حيث يدري أو لا يدري، حاله حال كل أعداء بلد الشهداء.

 2 - من خلال دعم المخبرين والخونة...، كمال داود وبوعلام صنصال، فشل مرة أخرى أمام عزيمة وإصرار الجزائريين على مواجهة المناورات الهادفة إلى ضرب السيادة الإقليمية للبلاد، ومؤسسات الجمهورية، ومزوري تاريخ الجزائر الممتد لآلاف السنين.

 3 - إفلاس تنبؤات دريانكور الكاذبة تؤكده وكالة التصنيف الأمريكية الشهيرة موديز، إحدى وكالات التصنيف العالمية الثلاث، والتي ترى أن الإطاحة بحكومة ميشيل بارنييه، التي قبرتها الجمعية الوطنية الفرنسية، مساء الأربعاء، تقلل من احتمالات توحيد المالية العامة في فرنسا وتؤدي إلى تفاقم المأزق السياسي في البلاد.

 4 - الفقر في فرنسا يتزايد يوما بعد يوم. ففي تقريره الرابع الذي نشر في 3 ديسمبر، سلط مرصد عدم المساواة الضوء على أن 5,1 مليون شخص يعيشون تحت عتبة الفقر المحددة عند 50% من متوسط الدخل في عام 2022، أو 1014 أورو شهريا للشخص الواحد.

 ويعكس هذا الرقم، الذي ارتفع بمقدار 1,4 مليون مقارنة بعام 2002، ارتفاع معدل الفقر من 6,6 % إلى 8,1 % على مدى عشرين عاما. كما يصر معدا التقرير، لويس مورين وآن برونر، على استمرار الهشاشة الشديدة، مشيرين بالقول: "لدينا واحد من أفضل الأنظمة الاجتماعية في العالم، لكن مستوى المعيشة قبل المزايا الاجتماعية آخذ في الانخفاض، مما يكشف عن نقاط ضعف هيكلية عميقة".

 5 - عناد ماكرون: نزيل قصر الإليزيه الذي يضاعف الإخفاقات السياسية، بدليل هزيمة حزبه في الانتخابات التشريعية الأخيرة في جوان وجويلية 2024، في أعقاب حل الجمعية الوطنية السابقة، بعد هزيمة أخرى تعرض لها في شهر ماي الماضي خلال الانتخابات الأوروبية.

 وانتظر ماكرون ثلاثة أشهر لتشكيل حكومة بقيادة ميشيل بارنييه، من القوة السياسية الرابعة في البلاد، بحسب نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة.

وهي الحكومة التي لم تصمد ثلاثة أشهر، وبالتالي ميشيل بارنييه هو رئيس الوزراء الأقصر عمرا في الجمهورية الخامسة. ومن الرياض، حيث يتواجد ماكرون الذي سيخاطب الفرنسيين هذا الخميس: والذي قال "سأظل رئيسا حتى اللحظة الأخيرة"، وهو تصريح ينذر بمواجهة مستمرة مع معارضيه، والتي ستستمر على الأرجح حتى الصيف المقبل، وفقا لأحكام الدستور الفرنسي.

 حتى لا نفصل كثيرا في الوضع الكارثي الذي تعيشه فرنسا، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو حتى الاجتماعي، ماذا سيقول كزافييه دريانكور عن كل ما يجري في بلاده، التي ليس مستقبلها مظلما فحسب، بل قاتما؟ فالركود الاقتصادي لبلاده، المدعوم بـ"أزمة الميزانية"، ستدعمه أزمة سياسية ستتفاقم مع عودة السترات الصفراء، والانقسام الاجتماعي، في أعقاب الخطاب العنصري والمعادي للإسلام، من قبل اليمين المتطرف.

 كل هذه المكونات المؤدية إلى سقوط الجمهورية الخامسة تدعمها أحداث خارجية، مثل الإبادة الجماعية للفلسطينيين على يد جنرالات الإبادة الجماعية "الإنسانية" للكيان الصهيوني "الديمقراطي"، والذي بات النظام الفرنسي خاضعا له، ناهيك عن الحرب في أوكرانيا، حيث يحاول ماكرون إرسال قوات لإنقاذ جندي كييف.

 6 - محاولات لتحويل أنظار الرأي العام الفرنسي: نعم قد حاولت الدوكسا الفرنسية بالفعل تحويل أنظار الرأي العام الفرنسي، من خلال تركيز الاهتمام على بيادقها، بوعلام صنصال وكمال داود، لإخفاء عدم قدرة فرنسا على بناء علاقة سليمة مع الجزائر، على أساس المصلحة والاحترام المتبادلين، بعيدا عن هذا الاستعلاء الاستعماري الذي يتجلى في أغلبية كبيرة من السياسيين الفرنسيين الذين يعتبرون الجزائر بقرة حلوبا، وبدافع من سوء النية واستراتيجية استعمارية جديدة، واجهت هذه الطبقة السياسية الفرنسية طبقة حاكمة جزائرية جديدة، غيورة على سيادتها الوطنية همها الوحيد والأوحد التنمية الاجتماعية والاقتصادية للجزائر، والتي أقسمت منذ ديسمبر 2019 على قبر الممارسات التي أسست لها العصابة التي نهبت ثروات الجزائريين تحت حماية باريس.

 ختاما، تغيير باريس موقفها لصالح المستوطن المغربي في قضية الصحراء الغربية، لن يغير شيئا على أرض الواقع. وماكرون، الذي خضع لضغوط اليمين واليمين المتطرف واللوبيات الصهيونية من أجل بقائه السياسي، أخطأ في حساباته، بعد الإطاحة بحكومة ميشيل بارنييه. فماكرون وقع في فخه، و"شهر العسل" مع مارين لوبان لم يدم إلا وقتا قصيرا، وقد بدأ العد التنازلي لمطاردته من قصر الإليزيه، في أعقاب "الإجماع" الذي لا يذكر اسمه، بين تحالف اليسار واليمين المتطرف.

 فلقد نجح ماكرون في "توحيد" أقصى اليمين وأقصى اليسار.. وهنا نسأل السيد دريانكور: هل الجزائر تنهار، أم فرنسا هي التي تنهار؟ وهي تنهار بالفعل.

* متابع للشؤون الفرنسية والمغربية

التواصل الاجتماعي

Fermer
Fermer