مولودية البيض.. "الأزمة تلد الهمة"

+ -

تمكن فريق مولودية البيض وبشعار "الأزمة تلد الهمة" من العودة من العاصمة بالزاد كاملا، بعد هزمه بطل الجزائر لأربع مرات متتالية، شباب بلوزداد، بنتيجة (2/3)، في المباراة التي جمعتهما، أول أمس، بملعب 5 جويلية الأولمبي، برسم الجولة الرابعة من الرابطة المحترفة الأولى.

وبالرغم من المشاكل الكبيرة التي يعيشها الفريق منذ أكثر من ثمانية أشهر تقريبا، تمكن فريق مولودية البيض من فرض وجوده أمام الشباب "الكبير" وبإمكانيات أقل ما يقال عنها إنها "كارثية"، بدليل أن لاعبي المولودية وعكس لاعبي بعض الفرق الذين يسافرون جوا، عادوا أول أمس إلى البيض بعد نهاية المواجهة على متن سيارات الأجرة، ليصلوا إلى الديار في ساعة مبكرة من صباح أمس، علما أن الفريق فقد العام الماضي حارسه بوزياني ومساعد المدرب خالد في حادث مرور أليم، لما كان الفريق متوجها إلى تيزي وزو لمواجهة الشبيبة القبائلية، كل هذا يضاف إلى الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها هذا العام، حيث لم يتلق اللاعبون أجورهم لمدة فاقت الثمانية أشهر وتنقلوا إلى العاصمة من غير بدلات رياضية جديدة.. ورغم كل هذا أحدث فريق مولودية البيض مفاجأة من العيار الثقيل، عندما ألحق هزيمة نكراء بفريق شباب بلوزداد المدجج بنجومه وعلى أرضية ملعب 5 جويلية وأمام جماهيره.

ولا يعد الانتصار مفاجأة، على اعتبار أن مولودية البيض فريق ضعيف غير قادر على تحقيق الفوز أمام أبناء العقيبة، وإنما بسبب الفارق في القيمة التسويقية للاعبي بلوزداد والبحبوحة المالية التي ينعم فيها هذا الفريق، في حين أن مولودية البيض تعيش أصعب فتراتها هذا العام، في ظل الغياب الكلي للدعم المالي.

ومن شدة الأزمة فضل الفريق البقاء في العاصمة أسبوعا كاملا، بعد لقائه أمام اتحاد العاصمة برسم الجولة الثالثة من البطولة، بل حتى التنقل إلى العاصمة كان بفضل محبي للمولودية.

ويملك فريق مولودية البيض تشكيلة جديدة تغيرت بنسبة كبيرة، جعلت الإدارة تجلب لاعبين مغمورين لكنهم لقنوا نجوم شباب بلوزداد درسا في كرة القدم من حيث الواقعية والإرادة في تحقيق الفوز ولو كان بخزينة فارغة.

وعن هذا الفوز قال مدرب مولودية البيض فؤاد بوعلي: "تمكنا من غلق النوافذ أمام لاعبي الخصم في الدفاع وكان واجبا علينا فعل ذلك بعد كرتين الأولى والثانية، وبالنسبة للأهداف فقد بحثنا عنها، خاصة أننا درسنا طريقة لعب الشباب، إذ يلعب بدفاع متقدم، لذا حاولنا تجاوز هذا الخط، ما مكننا من وضع الكرة في المكان الذي كنا نبحث عنه. لقد تعثرنا في ثلاثة لقاءات وكان علينا هذه المرة البحث عن فوز فتحقق لنا وأنا سعيد بلاعبي. إن الفوز على الشباب بعث فينا الأمل، لقد أثبتنا أننا نملك فريقا جيدا رغم الأزمة المالية".

وأضاف بوعلي: "من الناحية الذهنية كان هناك فريقان المولودية والشباب تختلف أهدافهما، فالشباب يلعب الأدوار الأولى بينما فريقي يعيش مشاكل عويصة، وكان علينا المقاومة من الناحية الذهنية والثقة في النفس، ومثلما انتصرنا كان يمكن أن ننهزم. سجلنا هدفين في حين ضيع المنافس فرصتين، وبعد ذلك لعب الفريقان تحت الضغط والذي عرف كيف يسير هذا الضغط هو الذي فاز بنقاط المواجهة". ودافع بوعلي عن فريقه، خاصة بعد الوجه الذي ظهر به في الجولات الثلاث الماضية، قائلا: "لقد فرطنا في شوط وأدينا الثاني في المستوى أمام وفاق سطيف، وأمام اتحاد بسكرة سيطرنا بالطول والعرض ومن خطأ فادح تلقينا هدفا مباغتا، وفي مواجهة اتحاد العاصمة كنا غائبين في المرحلة الأولى من المباراة لكن ظهرنا بمظهر قوي في الشوط الثاني. وهذا ليس نكسة تعود إلى الجانب الفني أو التكتيكي لا بد من أن نؤمن بأنفسنا والهزيمة تدخل في حسابات كرة القدم، لقد أخذنا دروسا من الهزائم التي سجلناها ولم نأت من أجل الفوز أو التعادل ولكن من أجل أداء مقابلة في المستوى وكان الحظ إلى جانبنا فحققنا فوزا مهما".