الأطفال الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للأمراض الجلدية

38serv

+ -

شهدت معدلات السمنة في مرحلة الطفولة ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة، مما حولها إلى أزمة صحية عامة لا يمكن إنكارها، والتي تفاقمت بسبب تأثيرات الوباء والإغلاقات الوطنية. وتظل الآليات الدقيقة المسؤولة عن ارتباط السمنة بتطور الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة، بما في ذلك الصدفية والإكزيما وسرطان الجلد، غير مؤكدة.

وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن السمنة في مرحلة الطفولة قد تساهم في تطور الأمراض الجلدية الشائعة المرتبطة بالجهاز المناعي مثل داء الثعلبة والإكزيما والصدفية، وقد يساعد الحفاظ على وزن صحي في تقليل فرص الإصابة بهذه الحالات الجلدية.

وتؤثر الأمراض الجلدية المرتبطة بالجهاز المناعي سلبا على جودة الحياة، بما في ذلك الصحة العاطفية والجسدية، والاجتماعية، والوظيفية للأطفال، وأسرهم. وعلى الرغم من أن العديد من الأدوية البيولوجية أثبتت فعاليتها في علاج الأطفال المصابين بالإكزيما أو الصدفية، فإن قلة خيارات العلاج وندرة التجارب على الأطفال للعلاج النظامي لا تزال تمثل تحديات كبيرة في علاج الأطفال المصابين بهذه الأمراض.

ويوضح الدكتور هيونسون بارك، الباحث المشارك في الدراسة من قسم الأمراض الجلدية، كلية الطب بجامعة سول الوطنية، ومختبر الغشاء المخاطي المعوي ومناعة الجلد، وقسم الأمراض الجلدية بمركز بورا ماي الطبي التابع لحكومة مدينة سول-جامعة سيول الوطنية، وفقا لموقع يوريك أليرت، "فريقنا البحثي مهتم جدا بالتواصل بين الجلد والأمعاء، ونعتقد أن العوامل المختلفة، بما في ذلك النظام الغذائي والسمنة أو أنماط الحياة الأخرى، يمكن أن تؤثر على بيئة الأمعاء، وتساهم في تطور الأمراض الجلدية المرتبطة بالجهاز المناعي. نحن نحاول إيجاد القطع المفقودة لتوضيح كيفية ارتباطها، وأبحاثنا الحالية تمثل خطوة نحو هذا الفهم. وقد قمنا بدراسة واسعة النطاق باستخدام بيانات من قاعدة بيانات وطنية في كوريا، والتي تشمل معلومات عن جميع الأطفال تقريبا في البلاد، وكان هدفنا هو معرفة كيفية ارتباط وزن الطفل والتغيرات في وزنه بتطور داء الثعلبة والإكزيما والصدفية".

فصلت نتائج الدراسة الجديدة والتي نُشرت في مجلة "الأمراض الجلدية الاستقصائية" في أغسطس/آب الحالي، نتائج تحليل شمل 2,161,900 طفل كوري من عام 2009 إلى عام 2020، للتحقيق في العلاقة بين السمنة أو التغيرات الديناميكية في الوزن وتطور الأمراض الجلدية المرتبطة بالجهاز المناعي.

كشفت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من السمنة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجلدية الشائعة المرتبطة بالجهاز المناعي، مقارنة بالأطفال ذوي الوزن الطبيعي.

ومن بين الأمراض الثلاثة الأكثر شيوعا، أظهر الإكزيما الاتجاه الأكثر وضوحا، إذ إن الأطفال الذين اكتسبوا وزنا (من الطبيعي إلى زيادة الوزن) كانوا أكثر عرضة للإصابة بالإكزيما، مقارنة بالأطفال الذين حافظوا على وزنهم الطبيعي، والأطفال الذين فقدوا الوزن (من زيادة الوزن إلى الطبيعي) كانوا أقل عرضة للإصابة بالإكزيما، مقارنة بالأطفال الذين حافظوا على وزنهم الزائد.

يوضح الدكتور سونغ ري كيم، الباحث المشارك في الدراسة من قسم الأمراض الجلدية، كلية الطب بجامعة سول الوطنية، سول، جمهورية كوريا، قائلا "في السابق، تناول العديد من الدراسات العلاقة بين السمنة في مرحلة الطفولة والأمراض الجلدية المرتبطة بالجهاز المناعي، ومع ذلك، فإن معظم هذه الدراسات كانت تركز فقط على بيانات من نقطة زمنية واحدة أو تقارن بين مجموعات تعاني من الحالة وأخرى لا تعاني منها (أي السمنة أو زيادة الوزن)، وكانت أحجام العينات صغيرة. وعدد قليل جدا من الدراسات تتبع الأطفال لفترات طويلة لدراسة كيفية تأثير وزنهم على تطور هذه الأمراض الجلدية. هذا يعني أننا ما زلنا لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كانت السمنة أو زيادة الوزن تسبب الإكزيما والصدفية أم إن العكس هو الصحيح. كما لم تبحث أي دراسات حتى الآن في تأثير الوزن على داء الثعلبة أو كيف تؤثر التغيرات الديناميكية في وزن الطفل على تطور الأمراض الجلدية الشائعة المرتبطة بالجهاز المناعي".