+ -

ركز مرشح جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، وممثلوه، خلال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، على استقطاب المواطنين والتعريف ببرنامجه الانتخابي خلال التجمعات الشعبية والنشاطات الجوارية المنظمة عبر مختلف ولايات الوطن، وذلك من خلال اللعب على الوتر الحساس المتعلق بالوضع الاجتماعي والاقتصادي، إلى جانب ملف الحريات والإصلاحات السياسية.

وأجرى أوشيش، منذ انطلاق الحملة في 15 أوت الجاري، 6 نشاطات جوارية و6 تجمعات شعبية أغلبها في ولايات الوسط والشرق. وركز المرشح، خلال الأسبوع الأول من الحملة، على محاولة إقناع الناخبين بالمشاركة بقوة في هذا الاستحقاق باعتباره الحل الوحيد لإحداث التغيير، عبر فسح المجال أمام فئة الشباب ومنحهم الفرصة لحمل المشعل باعتبارهم مستقبل الجزائر في جميع الميادين، ويراهن عليهم لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات.

كما عمل، خلال نزوله إلى الشارع في لقاءات جوارية، على التحسيس بأهمية مشاركة الشباب في الاستحقاق المقبل، حيث التزم يوسف أوشيش، في هذا الصدد، بتوفير كل الظروف لتشجيع هذه الفئة على الاستثمار والابتكار، مشيرا إلى أن الشباب سيكون له دور ومكانة كبيرة في الجزائر التي يسعى إلى تجسيدها في حال انتخابه.

واستحوذ موضوع الدعوة للمشاركة بقوة في هذه الانتخابات وعدم الاستجابة للنداءات المحبطة التي تحاول التشويش عليها، على النصيب الأكبر من خطابات مرشح الأفافاس، الذي أكد على أهمية عدم الانصياع لمثل هذه النداءات، في الوقت الذي تعهد أمام المواطنين بإرساء ركائز لدولة اجتماعية وديمقراطية قوية.

وخلال تجمعاته، ركز أوشيش على الإصلاح السياسي وإعادة النظر في النظام السياسي والهياكل الدستورية والجماعات المحلية، كما ركز على ضرورة تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطن. ووعد أوشيش بإصلاح عميق وجذري للحياة السياسية والمؤسساتية، عبر الالتزام بتبني نظام شبه رئاسي ذي توجه برلماني، من أجل تكريس فعلي للتوازن بين السلطات، ولأجل إيقاف تغول السلطة التنفيذية وإطلاق سراح معتقلي الرأي عبر عفو رئاسي.

ووعد برفع الأجر الوطني الأدنى إلى 40 ألف دينار وإلغاء الضريبة على الدخل للأجور أقل من 50 ألف دج، مع انتهاج سياسة تسقيف أسعار المواد الغذائية خاصة الأساسية، مع دعم الحماية الاجتماعية بإنشاء مدخول أدنى للجميع يساوي 50 بالمائة من الأجر الوطني الأدنى، أي 20 ألف دج، تتقاضاها المرأة الماكثة في البيت وذوو الهمم، البطالون وكل المغلوب على أمرهم، مع الالتزام بإعادة تقييم المنح العائلية، وإعادة تفعيل التقاعد المسبق، بعد ثلاثة أشهر على أقصى تقدير في حال توليه الرئاسة.

وبدا ظاهرا، خلال حملة أوشيش، انحصار آليات التسويق السياسي الكلاسيكية لصالح التواصل الإلكتروني والاتصال الشخصي واللقاءات الجوارية، وذلك لاعتبارات كثيرة ترتبط بالإمكانيات المادية وتوقيت الحملة وتوجهات الجمهور.

ومن الجانب الأخلاقي، لم يهتم أوشيش بمهاجمة منافسيه أو انتقادهم، وخلت خطاباته من القذف والتجريح السياسي، في انطباع يؤكد التزامه بالضوابط التي حددتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، لكن المرشح استعمل في بعض تجمعاته اللغة الفرنسية، رغم أن قانون الانتخابات يشترط استعمال العربية والأمازيغية. كما زار المرشح، خلال حملته، خلوة الشيخ الحداد في بجاية، رغم أنها لا تصنف ضمن أماكن العبادة، لكنها قد تؤشر لاستعمال الدين في السياسة.

ومن المقرر أن تنظم حملة أوشيش ما لا يقل عن 17 تجمعا شعبيا. كما سيتم تنظيم تجمعات وخرجات جوارية أخرى من قبل الكوادر الوطنية والمحلية للحزب حتى 2 سبتمبر، "لإيصال صوتنا للشعب الجزائري في 58 ولاية وفي المهجر"، في حين تم تحديد موعد التجمع الوطني الختامي بتاريخ 3 سبتمبر بالجزائر العاصمة لإنهاء الحملة.

ومن المقرر أن يعرف الأسبوع الثاني من الحملة ديناميكيات أكبر للمرشح أوشيش، حسب ما يظهره برنامج حملته، وصولا إلى الأيام الأخيرة التي ستشهد نشاطا مكثفا بمعدل تجمعين شعبيين كل يوم.