شبح بلايلي يخيم على المولودية

+ -

الحدث في ملعب نيلسون مانديلا أمس بمناسبة مباراة مولودية الجزائر وواتانغا في رابطة أبطال إفريقيا كان صور الأرضية الكارثية للملعب ومشاهد الأوساخ المتراكمة في مدرجاته و كان أيضا الحضور المتواضع لجمهور "العميد".

ورغم أن الأمر تعلق بأول ظهور لبطل الجزائر خلال الموسم الجديد وأول مباراة قارية للفريق بعد طول غياب إلا أن عدد جمهور المولودية لم يتجاوز 10 آلاف متفرج حيث بقيت أجزاء واسعة من ملعب نيلسون مانديلا شاغرة في مشهد لا يحدث إلا نادرا مع الفريق الأكثر شعبية بالجزائر وعلى الأقل لم يحدث تماما خلال مختلف مبارياته الموسم الماضي.

وربط متابعون هذا "العزوف" بالتأثير المباشر لرحيل نجم الفريق يوسف بلايلي إلى الترجي التونسي ومعه عجز إدارة الرئيس حكيم حاج رجم عن ايجاد بديل في نجوميته وبالخصوص مهاراته الفنية وقدراته التهديفية التي أمتع بها جمهور المولودية في مختلف المباريات خلال الموسم المنقضي.

وبلايلي مثله مثل علي بن شيخ أو بشير مشري أو رفيق صايفي من طينة اللاعبين الكبار الذي يجذبون الجماهير المتحمسة للفنيات والعاشقة للمراوغات والاستعراضات الكروية والتي كثيرا ما اختتمها ابن الباهية بكرة في شباك الخصوم أو تمريرة حاسمة لأحد الزملاء هو الذي وجب التذكير أنه أنهى الموسم الكروي هدافا للبطولة (14 هدفا) وأحسن ممرر (12 تمريرة حاسمة) رغم أنه ضيع عددا من المباريات بداعي العقوبة أو بسبب التزاماته مع المنتخب الأول.

وبرحيل بلايلي وغياب بديل له في خصائصه الفنية وحتى الذهنية تغيب المتعة الكروية عن مولودية الجزائر، فلا يمكن لدراوي أو بايزيد أو مرزوقي أو حتى مزياني، الوافد الجديد أن يكونوا عامل استقطاب للجمهور حتى وإن حضرت النتائج الفنية، وشباب بلوزداد المهيمن على الكرة المحلية وألقابها، أبرز مثال على ذلك فجمهوره خاصة منذ رحيل أمير سعيود لم يعد متحمسا للتنقل للملعب لمتابعة مباريات الشباب بما فيها المباريات الهامة المحلية منها والقارية لأنه لا يجد المتعة في رؤية ما كان يقدمه رفقاء ليونيل وامبا.

وكان يوسف بلايلي بفنياته فوق الميدان وحتى خارجه (في الغناء مع جليل باليرمو) بمشاكله الانضباطية أو بتصريحاته المثيرة مصدر جذب لجمهور المولودية وحتى لجماهير الفرق المنافسة ، كان مادة دسمة لوسائل الإعلام وحديث مواقع التواصل الاجتماعي ورحيله هو خسارة لفريق مولودية الجزائر، لجماهيره العريضة، خسارة أيضا للتجار الذي استثمروا في صورته لبيع الأقمصة أو للمغنيين الذين تغنوا به أو غنوا معه، هو خسارة للبطولة الجزائرية بشكل عام.