وهران تشيّع بلكدروسي إلى مثواه الأخير

38serv

+ -

فقدت وهران والجزائر في ظرف أقل من أسبوعين، أسطورتين، خلفتا بصمات دفعت إلى كتابة اسميهما بأحرف من ذهب في تاريخ الرياضة الجزائرية.

فبعد البطل الأولمبي الملاكم مصطفى موسى الذي فارق الحياة يوم 2 أوت الجاري، بعد رحلة علاج دامت قرابة ثلاثة أشهر، إثر تعرضه لحادث مرور بالقرب من منزله العائلي، تم اليوم تشييع أسطورة ثانية من عالم المستديرة هذه المرة، حيث وُوري جثمان اللاعب الدولي السابق، وابن مولودية وهران سيد أحمد بلكدروسي في مقبرة عين البيضاء بعد أداء صلاة الجنازة عليه، بحضور جمع كبير من مناصري الحمراوة، وأصدقاءه من قدماء اللاعبين والوجوه الرياضية، وممثلين عن السلطات العمومية يتقدمهم المسؤول التنفيذي الأول بالولاية.

 وعلى بعد أمتار قليلة من القبر الذي احتضن قبل أيام جثمان أسطورة الملاكمة الجزائرية مصطفى موسى بمقبرة الشهداء بعين البيضاء، وُوري جثمان الفقيد بلكدروسي الثرى، في جنازة مهيبة حضرتها جموع كبيرة من المشيعين، أغلبهم من المناصرين والعديد من اللاعبين القدماء لفريق مولودية وهران، أمثال عمر بلعطوي، وأرزقي لباح وحفيظ بلعباس والحارس السابق بن شيحة، وفوسي، إلى جانب العديد من المسيرين.

 وقد تجنّدت مصالح الحماية المدنية منذ ورود نبأ وفاة المرحوم سيد أحمد بلكدروسي على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي الدكتور بن زرجب بحي البلاطو وسط المدينة، حيث عمد أعوانها في الساعات الأولى من صباح نهار اليوم الأربعاء إلى نقل جثمانه باتجاه مقر سكنه العائلي، وبالتحديد في أسفل عمارة " أونتينيا "، التي كان يقطن على مستواها في الطابق الثالث عشر، وذلك في إطار التحضيرات الخاصة بمراسم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير التي انطلقت في حدود منتصف النهار.

 وفور انتشار خبر وفاة سيد أحمد بلكدروسي، تهاطلت برقيات التعازي على عائلة الفقيد، حيث نشر موقع الاتحاد الجزائري لكرة القدم تعزية باسم وليد صادي رئيس أعلى هيئة كروية، ونيابة عن أعضاء مكتبه الفيدرالي، وهو نفس الإجراء الذي قامت به إدارة فريق مولودية الجزائر، التي نشرت في صفحتها الرسمية تعزية تقدم بموجبها رئيس مجلس إدارة النادي محمد حكيم حاج رجم وكافة أعضاء الإدارة بخالص تعازيهم لأهل وأفراد عائلة المرحوم، ناهيك عن برقيات التعازي المقدمة من قبل السلطات العمومية على غرار والي وهران، ومديرية الشباب والرياضة وغيرها من الهيئات الرسمية الأخرى.

 وكان الفقيد بلكدروسي قد عانى لفترة زمنية طويلة من مضاعفات صحية متعددة، استدعت توجيهه مؤخرا نداء استغاثة للسلطات العمومية عبر العديد من وسائل الإعلام للتكفل بوضعه الصحي المتدهور، فضلا عن وضعه الاجتماعي، حيث استنكر العديد من أنصار مولودية وهران الذين كانوا يتنقلون للاطمئنان على صحته في تسجيلات تم نشرها عبر الفضاء الأزرق ولاقت تفاعلا كبيرا وقتها، الوضعية الحرجة التي كان يكابدها المرحوم رغم أنه يعد أيقونة في كرة القدم، أعطت الكثير على المستوى المحلي والوطني، مستشهدين على ذلك بإقامته في شقة تتواجد في الطابق الثالث عشر ما زاد من تعقيد التكفل بعلاجه.

 ويعد المرحوم بلكدروسي الذي فارق الحياة عن عمر يناهز 74 سنة أحد أبرز المهاجمين الدوليين السابقين للفريق الوطني الجزائري لفترة السبعينيات حيث توج مع المنتخب الوطني لكرة القدم بالميدالية الذهبية للألعاب الإفريقية التي نظمتها الجزائر سنة 1978 وكان وراء التمريرة الحاسمة التي مكنت من الفوز آنذاك ، ويتضمن سجله الحافل بالألقاب والإنجازات لقب كأس الجزائر الذي حققه مع فريقه مولودية وهران سنة 1975 بعد أن نجح في تسجيل الهدف الثاني في النهائي، كما حصد لقب أحسن هداف للبطولة الوطنية مع الحمراوة لمرتين الأولى في موسم 1972 – 1973 بتسجيله 14 هدفا والثانية في موسم 1974 – 1975 بـ 18 هدفا.

 ولعب المهاجم السابق للفريق الوطني والهداف الدولي برصيد سبعة أهداف مع المنتخب لعدة أندية حيث حمل ألوان رائد غرب وهران وفريق غالي معسكر ثم انتقل إلى مولودية وهران فريق القلب وفرق أخرى مثل مولودية سعيدة واتحاد بلعباس وهلال سيق.