مساجد أثرية تفتح أبوابها بعد سنوات من الغلق بقسنطينة

38serv

+ -

خضعت الكثير من المساجد القديمة والأثرية بالمدينة العتيقة في قسنطينة، إلى برنامج إعادة اعتبار وترميم في إطار احتفالية قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2015 خصصت لسبعة منها، حيث كان البعض منها مغلقا خاصة تلك المصنفة في قائمة المساجد والزوايا الأكثر أهمية من حيث القيمة التاريخية والحضارية لسنوات دون انطلاق الأشغال، قبل التدخل فيها بقرارات رسمية وتجسيد البرنامج على غرار الجامع الكبير وأحمد باي والجامع الأخضر الذي افتتح وأعيد ترميمه بقرار رئاسي ومؤخرا جامع الكتاني وسيدي عفان. 

فتتحت مساجد قسنطينة الأثرية التي تحمل الكثير من خفايا وكنوز المدينة، تباعا بعد تجميد عملية إعادة الاعتبار والترميم لها لمدة تزيد عن 5 سنوات بدءا من سنة 2014 ومنها من لم تنطلق بها الأشغال بحجة غياب السيولة المالية، حيث كان المسجد الكبير المتواجد بحي "طريق جديدة" أول بشائر الغيث، بعد أن ندد سكان بلدية قسنطينة والولاية كافة بغلق أقدم مساجد وزوايا الولاية الذي يتميز بهندسة فريدة من نوعها، خاصة مع غياب صوت الآذان، لتباشر السلطات عملية الترميم ليعاد فتح أبوابه أمام المصلين، ليأتي الدور بعدها على مسجد أحمد باي الذي يعد وقفا لباي قسنطينة ثم جامع الأخضر مهد التدريس والتعليم للعلامة عبد الحميد بن باديس والذي هو رمز من رموز الحضارة والتاريخ وشاهد على حادثة سكان قسنطينة ضد اليهود، حيث تم مباشرة ترميمه مجددا بقرار رئاسي رغم صعوبة العملية بسبب طابعه العمراني القديم وامتداده إلى محلات ملتصقة به، ثم تلته دراسة ومتابعة مسجد بسطانجي و40 شريفا المصنفان ضمن القطاع المحفوظ واللذان تم تسليمهما ليصل العدد إلى 5 مساجد وبقي منها اثنان وهو جامع الكتاني وسيدي عفان المعروف.

 

15 مليار سنتيم لإعادة الاعتبار لمسجدي سيدي عفان والكتاني

 

وقد خصصت وزارة الثقافة والفنون في إطار برنامج تسوية وضعية المساجد الأثرية المغلقة وإعادة الاعتبار للقطاع المحفوظ بولاية قسنطينة، مبلغ قرابة 5 مليار سنتيم لإعادة الاعتبار لمسجد سيدي عفان الذي انطلقت به أشغال الترميم منتصف شهر جويلية المنصرم، على أن تنتهي في مدة حددت بـ8 أشهر لمقاولة الإنجاز.

ويتواجد مسجد سيدي عفان بحي السويقة العريق بوسط المدينة ويعتبر شاهدا حيا على الكثير من الحضارات والمحطات، كما ساهم في بناء جيل متخلق ومتعلق بالقيم الإسلامية والأخلاق، حيث يعد من أولى المساجد التي احتضنت مدرسة قرآنية صغيرة لحفظ تعاليم الدين الإسلامي وكان منارة مرت عبره العديد من الشخصيات الدينية والسياسية ومشايخ جمعية العلماء المسلمين، حيث حاولت فرنسا الاستعمارية غلقه، غير أن تشبث السكان به حال دون ذلك، وقد خضع للترميم عدة مرات من قبل المحسنين قبل أن تتدخل الدولة ببرنامج رسمي لترميمه، غير أن الأشغال توقفت مؤقتا بسبب وجود 30 قبرا داخل هذا الأخير سيتم نقلها بالتنسيق مع السلطات لإتمام الأشغال.

وينتظر أن يختتم البرنامج المذكور سابقا، بمباشرة الأشغال في آخر مساجد قسنطينة والمتواجد بحي "سوق العصر"، والذي استهجن السكان استمرار غلقه لمدة وصلت 10 سنوات، وهو جامع الكتاني والمتواجد منذ القرن الثامن عشر، حيث ستنتهي الأشغال به ويرى النور شهر أوت الجاري بعد تخصيص مبلغ 10 مليار سنتيم وبداية العمل فيه بعد انتهاء الإجراءات الإدارية، ويعود تواجد المسجد إلى العهد العثماني البعيد، حيث أنشأ المسجد ومدرسة سيدي الكتاني، صالح باي بن مصطفى الذي تولى حكم قسنطينة سنة 1775.

ويمتد المسجد إلى مدرسته العريقة التي جلبت دعائمها الرخامية من إيطاليا وأخذت اسم الولي الصالح سيدي عبد الله بن هادي المعروف بسيدي الكتاني، وقد عرفت فترة بناء المسجد في عهد الباي المذكور تشييد خمسة مساجد كبرى وأخرى صغيرة وثلاثة عشر زاوية، اإلى جانب الكتاتيب القرآنية الكثيرة، حيث حوله الاستعمار الفرنسي إلى مقر للإدارة الفرنسية ومحكمة عسكرية بعد احتلال قسنطينة وعرفت محاكمة كل من الشيخ المقراني والحداد، ثم حولت إلى مدرسة فرنسية لطمس الهوية الجزائرية غير أنه تم استرجاعها بعد الاستقلال على شكل هيكل تابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي تحت اسم الأكاديمية الجامعية للشرق، لتكون حاليا مدرسة لتكوين إطارات قطاع الشؤون الدينية ويبقى مسجده مغلقا لحد الساعة في انتظار وعود السلطات بمباشرة الأشغال الشهر القادم.