38serv

+ -

تعرضت القوات المالية وميليشيات فاغنر الروسية (اللواء الإفريقي حاليا) لخسائر كبيرة في منطقة تينزاوتين خلال مواجهات مع الحركات الأزوادية المسلحة، المعروفة بـ"الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي".

وشكلت العملية ضربة قاسية لفاغنر والجيش المالي الذي يقود من خريف 2023 حملة للسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة الأزوادية وتنظيمات الجماعات الإرهابية في شمال البلاد بعد تخليه عن اتفاق الجزائر للسلام الموقع في 2015 واعتماد خطاب عدائي ضد الوساطة الجزائرية المدعومة دوليا.

وقال المتحدث باسم مقاتلي الأزواد، محمد المولود رمضان، إن "المقاتلين يسيطرون على الوضع في تينزاوتين وإلى الجنوب في منطقة كيدال عناصر المرتزقة الروس والقوات المسلحة المالية لاذوا بالفرار واستسلم آخرون".

وأضاف الإطار في بيان صحفي صادر عنه أنهم "كبدوا العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات تمثلت في عشرات القتلى والجرحى، كما استولوا على آليات مدرعة بحالة جيدة".

وأعرب الإطار الاستراتيجي الدائم عن احترامه وتقديره للقوات المسلحة الأزوادية على تضحياتهم، مشيدا بشجاعة وإرادة القوات التي أكدت رغبتها في طرد "الأعداء من أراضيهم".

وأدان الإطار الاستراتيجي "صمت الدول الإقليمية وكل المجتمع الدولي بشأن المجازر والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها فاغنر الروس والجيش المالي ضد سكان أزواد".

بدوره، قال موسى آغ إنزوما، القيادي في التنسيقية، إن هناك "العشرات والعشرات من عناصر فاغنر والجيش ممن قتلوا وأسروا".

وفي السياق ذاته أقر قائد سابق في مجموعة فاغنر بأن "أكثر من 80" من المجموعة قتلوا خلال الأيام الأخيرة في مالي في معركة تينزاوتين القريبة من الحدود مع الجزائر، بعد تعرضهم لهجوم مع جنود من جيش باماكو من قبل الطوارق المتمردين والجهاديين المنتمين إلى تنظيم القاعدة.

وكتب على قناته في تليغرام "في الوقت الحالي، حسب معلوماتي، قُتل أكثر من 13 رجلا في العملية وتم أسر أكثر من 13 شخصا"، مضيفا "أنا أتحدث عن رفاقنا الروس، الجنود الذين يمثلون مصالح روسيا"، طالبا في رسالته "المساعدة من وزارة الدفاع والحكومة" في موسكو.

واعترف الجيش المالي في بيان له بوجود خسائر وتحطم طائرة هيلكوبتر في هذه المواجهات. وقالت قيادة الأركان المالية في باماكو إن اشتباكا عنيفا وقع بين قوات خاصة للجيش المالي ومن أسمته بتحالف الإرهابيين وشركائهم المتمردين الموالين للجهاديين وتجار المخدرات، موضحا أنه يسيطر على الوضع بشكل كامل.

وأفادت الأركان المالية بأنه تم تحيين 5 أهداف إرهابية في المنطقة، معترفة بحدوث خسائر بشرية وحيت في هذا السياق ما أسمته شجاعة واحترافية الوحدات المشاركة رغم الخسائر البشرية والمادية، داعية السكان إلى الابتعاد عن المواقع الإرهابية لمنع الأضرار الجانبية.

وجاءت هذه الخسائر التي تعرضت لها القوات المالية وحلفاؤها في فاغنر وسط أزمة غير مسبوقة بين السلطات المالية والنيجرية وموسكو التي أصدرت قبل أيام بيانا تدعو فيه رعاياها لمغادرة البلدين وقالت إن "كامل تراب مالي والنيجر محل تهديد إرهابي، لذلك ننصح بعدم السفر إليهما"، مشيرة إلى أن "الوضع الأمني بالمنطقة بلغ مستوى عاليا من الخطورة".

وأثار الإعلان الروسي موجة من التعليقات الغاضة دفعت السفارة الروسية للرد متأسفة لهذه الحملة التي شارك فيها أنصار الحكومتين، مشيدة بنجاحات جيشي البلدين في المجال الأمني واسترجاع سيطرة الدولة على كافة الأراضي.

 

تحد أمني

 

ويطرح اشتعال القتال على منطقة الحدود الجنوبية تحديات جديدة للجزائر التي استقبلت في الأشهر الأخيرة آلاف اللاجئين من الحرب، في ظل التقارير عن ارتكاب قوات الجيش المالي فظائع في حق المدنيين العزل، امتدت في حالات إلى مخيمات اللاجئين في موريتانيا، حيث تم قبل أيام الإعلان عن قيام مرتزقة فاغنر الداعمين للجيش المالي من جديد باعتراض سيارة مدنية موريتانية وقتل سائقها مع طفل كان يرافقه في عملية مطاردة. ونشر ناشطون صورا للاجئين في وضعية مساوية، منتقدين التجاهل الإعلامي لقضيتهم.