38serv
بعد أن ألقت بمجموعات "فاغنر" الموالية لها في الصراع الداخلي في مالي والنيجر، حذرت روسيا الفدرالية رعاياها من السفر إلى البلدين اللذين يقعان بالمنطقة جنوب الصحراء، بدعوى "تدهور الوضع الأمني" بهما.
وأعلنت سفارة روسيا بباماكو، أمس الخميس، على تطبيق "تليغرام"، بأن "كامل تراب مالي والنيجر محل تهديد إرهابي، لذلك ننصح بعدم السفر إليهما"، مشيرة إلى أن "الوضع الأمني بالمنطقة بلغ مستوى عال من الخطورة"، وفق ما نشرته وسائل إعلام بمالي.
وجاء في تحذير السفارة، بأن "الوضع في غاية الخطورة بالمناطق الحدودية، خصوصا في غاوو بمالي، وتيلابيري بالنيجر، حيث يلاحظ كثافة في نشاط المسلحين". مؤكدة أنه "ينصح بقوة بعدم السفر إلى هذه المنطقة، لوجود احتمال قوي على وقوع عمليات إرهابية وأعمال سرقة وخطف".
وبعد ساعات قليلة، لاحظ متتبعون في مالي، حسب وسائل الإعلام المحلية، أن السفارة محت الرسالة التحذيرية، ما خلف انطباعا بأنها تلقت احتجاجا من باماكو ونيامي، اللتين تعتبران موسكو "صديقا".
والمعروف أن تحالفا قويا نشأ بين روسيا وبلدان من الساحل، خاصة مالي والنيجر، في المدة الأخيرة، وذلك بحثا عن موطئ قدم يحقق لها مصالح، في منطقة ذات نفوذ فرنسي. ولاحقا، أوحت تطورات على الأرض بأن المنطقة تشهد إعادة ترتيب على الصعيدين الأمني والسياسي، لفائدة لاعبين جدد.
وفي نوفمبر 2023، شن العقيد عاصيمي غويتا الحاكم العسكري في مالي، هجوما خاطفا على معاقل "أزواد" شمال البلاد، مكنَه من الاستيلاء على مدينة كيدال الاستراتيجية. ولم يكن ذلك ممكنا دون دعم لوجستي وتقني من مليشيا "فاغنر" المشاركة بقوة في العملية العسكرية، التي تمت بعلم موسكو، حسب مراقبين محليين.
وفي النيجر، تسلم الجيش النظامي في أفريل الماضي عتادا عسكريا روسيا مع مدربين قدموا من موسكو، بغرض تدريبه على استعمال سلاح جديد، "بناء على اتفاق بين المجلس العسكري والرئيس فلاديمير بوتين، تعزيزا للتعاون بين البلدين"، حسبما اعلنته الصحافة الحكومية في النيجر يومها، مشيرة إلى تواجد عناصر من "فاغنر" ضمن الوفد العسكري الروسي.