هذه تفاصيل التصحيح الخامس لأوراق البكالوريا

+ -

في سابقة هي الأولى في تاريخ البكالوريا الجزائرية، تلقى الأساتذة المصححون، أول أمس، استدعاءات عن طريق الهاتف، لإجراء التصحيح الرابع ثم الخامس، على التوالي، لأوراق إجابات بكالوريا 2024 بعدما كان هؤلاء غادروا مراكز التصحيح، على أساس أن عملية التصحيح انتهت رسميا، حيث وجدوا أنفسهم داخل مراكز إجراء، معظمها، دون رؤساء لجان ومفتشي المواد، عكس ما ينص عليه التنظيم الخاص بعملية التصحيح.

عبّر الأساتذة المصححون لأوراق إجابات البكالوريا، عن استياء كبير مما يحصل في مراكز الإجراء، بعد أن تم إجبارهم على العودة إليها لإجراء التصحيحين الرابع والخامس، حيث تبين وجود علامات بـ 1 و2 و3، أصحابها تحصلوا على معدلات أعلى أو أقل بكثير خلال العام الدراسي في المواد المعنية.

وخلّف قرار إجراء تصحيح رابع للأوراق، وطنيا، حالة استغراب كون معظم الأساتذة المصححين تنقلوا مع أفراد أسرهم لقضاء العطلة الصيفية، مثلما أكدوه لـ  "الخبر". وما زاد الطين بلة، يضيف هؤلاء، أنهم وجدوا قاعات تصحيح "خالية على عروشها"، ماعدا رؤساء المراكز، وهو ما قد يمس، حسبهم، بالسير الطبيعي للعملية، عكس التصحيحات الأول والثاني، والثالث، حيث تمت العملية بحضور جميع أسلاك التأطير التي ينص عليها المنشور المتضمن ترتيبات العملية، من رؤساء لجان ومفتشي مواد.

واعتبر المصححون الذين تحدثوا إلى "الخبر" بأن الذهاب إلى التصحيح الخامس، قد يتسبب في "تمييع" عملية تصحيح البكالوريا.. وأكثر من ذلك، حسبهم، حيث "سيمس صراحة بمصداقية الامتحان.."، لأن المترشحين المعنيين به أصبحوا معروفين لدى المصححين، ولأجلهم تم تمديد العملية، "وهو ما لم تشهده البكالوريا منذ نشأتها".

وطرحت "هيئة" التصحيح في هذا الإطار، مخاوف من أن يؤثر ذلك على معيار "السرية" في عملية التصحيح، بدليل عمليات التشفير والإغفال التي تخضع لها الأوراق، ضمانا لشفافية ومصداقية الامتحان، فانتقاء أوراق تحصل أصحابها على نقاط ضعيفة في التصحيحات الثلاثة، وإخضاعها لتصحيحين رابع وخامس، أمر غير مسبوق.

ففي سابقة أيضا، في تاريخ القطاع، تلقت مراكز الإجراء خلال التصحيح الرابع، آلاف الأوراق، وقال رئيس مركز تحدث لـ "الخبر"، بأن عدد أوراق الإجابات المعنية بالتصحيح الرابع في مركزه بلغ 1500 ورقة، علما أن عملية التصحيح ستتواصل اليوم، بالنظر إلى النقص في عدد المصححين، على أن يتم غلق العملية غدا الأحد.

عاشت، نهاية الأسبوع، مراكز تصحيح أوراق امتحانات البكالوريا دورة جوان 2024 في ولاية وهران، على غرار ولايات أخرى من الوطن، حالة تذمر واستياء كبيرين في أوساط الأساتذة المجندين للتصحيح، نتيجة استدعائهم لإعادة إجراء عملية التصحيح للمرة الرابعة والخامسة بمجموع كبير وغير مسبوق، وصل إلى حدود ألفي ورقة امتحان في بعض المواد، الأمر الذي وصفه المحتجون بالسابقة.

عبّر العديد من الأساتذة المعنيين بعملية تصحيح أوراق إجابات الممتحنين في شهادة البكالوريا، والمسخرين لتأطير العملية على مستوى مركزي الصحيح بثانوية العقيد لطفي في وهران، وثانوية الرائد فراج بالسانيا، عن استغرابهم واستيائهم في آن واحد، نتيجة الكم الهائل من الأوراق التي تقرر إعادة تصحيحها للمرة الرابعة وحتى الخامسة، خلافا لما كان سائدا في أوقات سابقة التي يتم فيها اللجوء إلى إعادة تصحيح إجابات الممتحنين للمرة الثالثة على أقصى تقدير، وذلك بعد ملاحظة فارق في التنقيط بين التصحيح الأول والثاني في حدود ثلاث نقاط.

وكشف هؤلاء الأساتذة بأن كم الأوراق التي تقرر إعادة تصحيحها للمرة الخامسة والرابعة وصل إلى مستويات قياسية، حيث أكدت الأستاذة صادق سمية، مصححة مادة اللغة الفرنسية، بأن "مجموعها وصل في مركز ثانوية العقيد لطفي لوحده إلى ألفي ورقة في مادة الإنجليزية، وألفي ورقة في العلوم الطبيعية، مقابل 1200 في اللغة الفرنسية، و900 في اللغة العربية".

وحسب تصريحات عديد الأساتذة، فإن "مرد هذه الوضعية يرجع إلى قرار الوصاية باللجوء إلى إعادة التصحيح للمرة الرابعة عند تسجيل فارق بين النقطة التي يحققها التلميذ في البكالوريا ومعدل نتائجه في المادة خلال العام الدراسي إلى حدود 4 نقاط فقط، بدلا من 8 نقاط مثلما كان مطبقا العام المنصرم"، معتبرين الإجراء "تشكيكا في مصداقية من أجروا التصحيح الأول والثاني وحتى الثالث".

وأمام هذا الوضع، أكد حمزة بلهواري، المنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، "سنابست"، في تصريح أدلى به لـ "الخبر"، أمس: "تذمر عديد الأساتذة بفعل هذه الظاهرة التي تم تسجيلها في بعض الولايات، على غرار مستغانم وهران وسطيف".

وأضاف المتحدث بأنه "كان الأجدر على الوزارة اعتماد البطاقة التركيبية طبقا للمقترحات التي تقدمنا بها في إطار إصلاح هذا الامتحان المهم، بدل إجراء إعادة التصحيح، لأن ذلك يسمح بتثمين حقيقي لجهود التلاميذ أثناء الموسم الدراسي، والقضاء الكامل على ظاهرة هروبهم وهجرهم لمقاعد الدراسة بداية من الفصل الثاني بالنسبة للممتحنين المرشحين لاجتياز شهادة البكالوريا، باعتبار أنهم سيدركون بأن جهدهم وعملهم أثناء عمر الموسم، سيتم احتسابه وتقديره أثناء الامتحان في حال تحقيق نتائج قريبة من معدلات النجاح".

"الكناباست" تطالب بالعودة إلى البطاقة التركيبية والمداولات ..

وفي تعليقه على الأمر، تأسف ممثل نقابة "الكناباست"، مسعود بوديبة، لـ "الخبر"، لما آلت إليه عملية التصحيح، مؤكدا أنه كان من الأجدر الاستعانة بالبطاقة التركيبية والمداولات، مشيرا إلى أن النظام الحالي للتصحيح يعاني "خللا"، لا بد من تصحيحه: "فالذهاب إلى تصحيح رابع وخامس يؤكد عدم نجاعة النظام المعتمد حاليا، والأولوية للبطاقة التركيبية حفاظا على مصداقية وشفافية نتائج الامتحان وحق التلميذ في تثمين جهوده طيلة العام الدراسي".