38serv

+ -

يتحدث المدرب الجزائري نور الدين زكري في حواره لـ "الخبر"، عن التجربة التي خاضها مع نادي الأخدود السعودي، الذي أنقذه من السقوط في سيناريو وصفه بـ "المثير".

وأكد المدرب الأسبق لوفاق سطيف ومولودية الجزائر أن ثقته بالله وفي العمل الذي ينجزه رفقة أعضاء طاقمه، كانت وراء هذا الانجاز الذي اعتبره الكثيرون بـ "المستحيل".

 

في تجربة جديدة مع النوادي السعودية، نور الدين زكري ينقذ الأخدود من السقوط، هل تقبل لقب "رجل مطافئ أو طوق نجاة"؟

أنا أسميها "مكتوب" و"توفيق" من الله عز وجل، الذي أحمده كثيرا على توفيقه، حيث أعمل بإخلاص وتفاني مع كل النوادي التي أتولى تدريبها وأقدم كل ما أملك من معارف رفقة الفريق العامل معي، وأترك الباقي على الله.. ومن الصدف أن التجربة التي عشتها مع ضمك وفيحاء تكررت هذا الموسم مع الأخدود، وفي الجولة الأخيرة من عمر البطولة.

 

وصف البعض قبولك مهمة تدريب الأخدود بـ "المجازفة"، بالنظر للوضعية الصعبة التي كان يعيشها النادي، ما تعليقك؟

أنا مدرب أهوى التحديات والمهمات الصعبة، ولا أخفي عنك أمرا أنني كنت دائما أشترط العمل بمشروع رياضي على المدى البعيد أو المتوسط، ولكن للأسف لاحظت أن أغلب النوادي صارت تبحث عن نتائج أنية فقط ولا تؤمن بفكرة مشروع رياضي، فبقيت دون عمل لفترة طويلة وعشت أوقاتا صعبة، ولهذا تنازلت عن بعض شروطي وقلت في نفسي إنه يجب عليّ العودة للعمل هذه السنة، فأحطت الرحال في نادي الأخدود الذي خضت معه تجربة صعبة، لكنها مميزة عن باقي التجارب، والحمد لله نهايتها كانت مسكا وضمننا البقاء.

 

هل كانت لديك عروض قبل توليك تدريب الأخدود؟

كانت لدي اتصالات مع أندية سعودية، على غرار أبها والطائي والحزم، لكن مسؤولي هذه النوادي تراجعوا وفضلوا التعاقد مع مدربين أجانب، فكان ردي في الميدان حيث كنت وراء سقوط الأندية التي أدارت لي ظهرها خلال المواجهات التي التقينا فيها. وكما قلت، تولي تدريب الأخدود كان من أصعب المهمات مقارنة بالتجارب السابقة، لأن عامل الوقت لم يكن في صالحي.

 

كيف؟

توليت تدريب الأخدود لفترة قصيرة لا تتعدى 45 يوما وأمامي 7 مباريات مطالب فيها بتحقيق نتائج ايجابية، تنقذ الفريق من السقوط.. والحمد لله اكتملت المهمة بنجاح، إذ تغلبت على المنافسين المباشرين وخطفت نقطة من الاتفاق ونقطة واحدة من الوحدة، وسرق النصر السعودي الفوز من فريقي (2/3)، كما تعادلنا أمام الحزم في ملعب الأخير.

 

انجازك هذا جعلك محل إشادة الجميع في السعودية والوطن العربي، فهل تنوي مواصلة المغامرة مع الأخدود بعد تحقيق البقاء؟

صراحة لم أتحدث مع مسؤولي الفريق حول الموسم الجديد ولم أفصل بعد في مستقبلي؛ فعقدي مع الأخدود ينتهي منتصف شهر جوان، وأكيد سيكون لي حديث مع مسيري الفريق.. لكن أنا على استعداد لمواصلة مغامرتي تحسبا للموسم الجديد، لكن إذا توفرت بعض الشروط، على غرار تدعيم التعداد وتوفير الإمكانيات، أما إذا بقي الحال على ما هو عليه وبنفس اللاعبين لن أستمر مع الفريق.

 

ما هي الوصفة السحرية التي يملكها نور الدين زكري دون غيره كي ينجح في مثل هذه التحديات؟

قلت إن هذا فضل من الله وتوفيقه، فأنا مدرب متشوق للتعلم والدراسة كل يوم وقمت بتكوين نفسي كما تعلمون في ايطاليا، تحت إشراف كبار الفنيين وأحاول توظيف ذلك الرصيد العلمي في العمل الذي أنجزه في الميدان، وأسعى جاهدا لأكون قريبا من اللاعبين وفهم أيضا نفسيتهم وتحضيرهم بسيكولوجيا ليكونوا كالمقاتلين في الميدان.

 

حتى علاقتك مع جماهير الأخدود كانت مميزة..

علاقتي مميزة والجميع في السعودية يكن لي التقدير والاحترام، وإذا أردتم التأكد من ذلك لاحظوا تعليقاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي؛ 90 بالمائة منها ايجابية وتثني وتشيد بإمكانياتي، لكن للأسف لدى أبناء بلدي الجزائر 99 بالمائة من التعليقات سلبية ويتحدثون عني بكراهية وحقد دفين وحسد.. صراحة صرنا لا نحب بعضنا البعض.

 

لكن رغم كل الحقد والكراهية التي يكنونها لك في الجزائر، إلا أنك تلقيت اتصالات من شباب بلوزداد، أليس كذلك؟

. بالفعل، اتصل بي مسيرو شباب بلوزداد وعرضت عليهم مشروعي الرياضي، ولكن بعض الحاسدين والناقمين عملوا كل شيء من أجل اعتراض قدومي، فهم بارعون في تلفيق التهم وتلطيخ سمعة النزهاء، وهذه الأساليب صراحة لم أعشها في السعودية.

نفس سيناريو شباب بلوزداد عشته أيضا مع مولودية الجزائر؛ حيث اتصل بي الرئيس حاج رجم وعرض علي مشروعا رياضيا، لكن في النهاية فضل التعاقد مع أجنبي، فالنوادي الجزائرية لا تؤمن بالمشاريع الرياضية وشباب بلوزداد الذي نال أربعة ألقاب محلية متتالية، لا يملك هوية لعب وظهر هشا وضعيفا على المستوى الإفريقي، مثلما هو الحال بالنسبة لمولودية الجزائر التي فازت بلقب البطولة، لكن دون تكتيك، معتمدا على خبرة بلايلي وبن العمري وعبد اللاوي.

 

حتى على مستوى المنتخب الوطني، علمنا أنك قدمت ملف ترشحك لخلافة جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية لـ "الخضر"، فماذا حدث بعد ذلك؟

عندما أحل بالجزائر سأتحدث عن ملف ترشحي لتولي تدريب المنتخب الوطني؛ لأنني أرسلت الملف في آجاله واستوفيت جميع الشروط، ولكن تم إخفاء الملف، رغم أنني أملك ختم الاستلام.

ركضك عقب نهاية الجولة الأخيرة من البطولة السعودية وضمان فريقك البقاء، صنع الحدث عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ما تعليقك؟

الركض الذي قمت به عقب نهاية المباراة أمام الطائي كان تعبيرا عما هو مكبوت بداخلي ولم أتمكن من البوح به؛ لأنني عشت ثلاث سنوات صعبة تعرضت فيها للإساءة وقامت بعض الأطراف بعرقلة مشواري وترويج صورة سيئة عني كلما تلقيت عروضا من ناد ما، فكنت في الميدان ولو كان بإمكاني الطيران لطرت بعيدا عن هذا العالم المليء بالنفاق والكراهية.

 

ربما أنت ضحية صراحتك؟

أنا مدرب صريح، ولكن نزيه وأحب عملي وأعمل بإخلاص ولا أقبل العمل في جو متعفن، وربما هذه الخاصية التي لا تعجب بعض المسؤولين. لكن ما حز في نفسي أنهم يقولون أحيانا كلاما عني غير صحيح، إلى درجة اتهامي بعدم احترام اللاعبين وكثرة النرفزة وإثارة المشاكل، والحقيقة أنني أحب الفوز وأرفض الخسارة مهما كان اسم المنافس.. أما علاقتي باللاعبين فهي ممتازة، والجميع يكن لي الحب والتقدير، والصورة الاحتفالية عقب تحقيق البقاء مع نادي الأخدود تؤكد ذلك.

 

هل تفكر في العودة للعمل في الجزائر؟

حاليا وفي ظل هذا الوضع المتعفن لن أعمل في الجزائر وأفضل البقاء بعيدا والعمل في الأندية التي تقدر التضحيات والكفاءات؛ لأن بلوغي هذا المستوى لم يكن سهلا بالطريقة التي يتصورها البعض؛ وإنما بالعمل والتعلم من كبار الفنيين والمدربين العالميين.. على النوادي الجزائري القضاء على الفوضى في التسيير وتبني مشاريع رياضية حتى يكون لنا شأن ومكانة مع أكبر النوادي الإفريقية وعدم حصر التنافس على المستوى المحلي مثلما هو سائد حاليا.